كيف يُحدِّد المتداولون ظروف بلوغ مستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي للأسهم؟

كيف يُحدِّد المتداولون ظروف بلوغ مستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي للأسهم؟

يُعدُّ تحديد ظروف بلوغ مستوى التشبُّع الشرائي ومستوى التشبُّع البيعي للأسهم أداةً أساسيَّة ضمن عتاد التحليل الفني لدى المتداولين. وتحدث هذه الظروف عندما يتحرَّك سعر السوق إلى مستويات غير عادية مُبالغ بها —إمَّا مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا— مقارنةً بأدائه السابق. ومن خلال رصد هذه الإشارات واكتشاف حدوثها، يمكن للمتداولين تحديد نقاط تحوُّل محتملة في اتجاهات السوق. وفي هذا الصدد، نستكشف في مقالنا مفهوم بلوغ الأسهم لمستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي، وكيفية رصد هذه الحالات اعتمادًا على المؤشِّرات الفنية، مرورًا بالمخاطر المرتبطة بالتداول وفقًا لها.

وبدايةً، ما هو السهم في مستوى التشبُّع الشرائي؟

تُعدُّ الأسهم في مستوى التشبُّع الشرائي عندما تشهد انخفاضًا كبيرًا في سعرها، بما يتجاوز غالبًا ما يبدو منطقيًا مقارنةً بقيمتها الجوهرية (أو القيمة الفعلية، وهي التقدير الحقيقي لقيمة السهم بناءً على العوامل المالية والاقتصادية الأساسية مثل الأرباح والأصول والتدفقات النقدية والنمو المتوقَّع، وذلك بغض النظر عن التقلُّبات السوقية قصيرة الأجل). الأمر الذي يحدث عادةً عندما تميل الحالة المعنوية في السوق لأن تكون شديدة السلبية، حتى وإن كانت المؤشِّرات المالية والاقتصادية الأساسية للشركة توحي بالقوة.

وتُساهم العديد من العوامل في وصول السهم إلى مستوى التشبُّع الشرائي. نذكرُ منها على سبيل المثال، الأخبار السلبية حول الشركة، من قبيل فشلها في تحقيق الأرباح المتوقَّعة مع تقرير أرباح مخيِّب للآمال أو المشكلات القانونية، والتي قد تدفع المستثمرين إلى بيع الأسهم على نحوٍ مُكثَّف خلال إطار زمني ضيق. كما يمكن للأحداث الاقتصادية الكُبرى، من قبيل التباطؤ الاقتصادي أو التغيُّرات في اللوائح التنظيمية على مستوى القِطاع المالي، أن تؤدِّي إلى تراجُع الأسعار على نطاقٍ واسع. وحتى الأسهم التي تتسم بالقوة قد تتأثَّر أحيانًا بهذه المعنويات السلبية وما يترتَّب عليها من تبعات.

والجدير بالذكر أنَّ مفهوم التشبُّع الشرائي لا يرتبط بمجرَّد انخفاض السعر— إذ يُشير أيضًا إلى احتمالية حدوث انعكاس سعري. فعندما تتراجع أسعار الأسهم بسرعة وعلى نحوٍ مبالغ فيه مقارنةً بأدائها المالي الفعلي أو إمكانات نموها، يرى المتداولون في ذلك فرصةً محتملةً، ويحلِّلون ما إذا كان السوق مهيّأً لحدوث تعافٍ مرتقب.

والآن، ما هو السهم في مستوى التشبُّع البيعي؟

تُعدُّ الأسهم في مستوى التشبُّع البيعي عندما يرتفع سعرها على نحوٍ حادّ، إلى مستوى لا يُعبِّر بالغالب عن القيمة الفعلية للسهم. وعندما يُصنَّف السهم على أنَّه في مستوى التشبُّع البيعي، فهذا يدل على وجود نشاط شراء مُكثَّف دفعَ السعر إلى الارتفاع بأكثر ممَّا تُبرِّره العوامل المالية والاقتصادية الأساسية (التي أشرنا إليها سابقًا). يحدث ذلك عادةً عندما تكون الحالة المعنوية في السوق إيجابية جدًا، ممَّا يؤدي إلى زيادة الطلب حتى عندما تبلغ الأسهم مستوياتٍ سعرية مرتفعة.

وهناك العديد من العوامل التي قد تدفع السوق إلى بلوغ مستوى التشبُّع البيعي. إذ تؤدي الأخبار الإيجابية حول إحدى الشركات —من قبيل تحقيقها لأرباح كبيرة أو إطلاقها لمُنتَجات جديدة أو تقارير إيجابية من المحلّلين—إلى موجة شراء واسعة في بعض الأحيان. كما أنَّ حالة التفاؤل العامَّة في السوق، لاسيَّما خلال المراحل الصعودية، قد تدفع سوق الأسهم لبلوغ مستوى التشبُّع البيعي. والجدير بالذكر أنَّ عمليات الشراء القائمة على المضاربة، حين يحاول المتداولون الاستفادة من تحرُّكات الأسعار على المدى القصير، قد تُسهم بدورها في رفع الأسعار أكثر.

ولا يعني وصول السهم إلى مستوى التشبُّع البيعي أنَّه مهيَّأ لتصحيحٍ فوريّ بالضرورة، ولكنها بلا شك إشارة على ارتفاع سعره على نحوٍ حاد وبسرعة كبيرة. في حين تُعدُّ الأسهم التي تبلغ مستوى التشبُّع البيعي بدرجة أعلى وبفارق كبير عن قيمتها الفعلية في وضعٍ هشّ غالبًا، ممَّا قد يجعلها عرضةً لتراجُعٍ محتمل، لا سيَّما بغياب الدعم الفعلي الكافي المُستَنِد إلى العوامل المالية والاقتصادية الأساسية الإيجابية للشركة أو آفاق نموها المستقبلية. ويرى المتداولون في هذه الحالات فرصةً جيدةً لبيع الأسهم عند مستويات أسعار مرتفعة.

كيف يُحدِّد المتداولون الأسهم في مستوى التشبُّع الشرائي والبيعي اعتمادًا على المؤشِّرات الفنية

يستخدم المتداولون المؤشِّرات الفنية لتحديد ما إذا كان السهم مُقيَّمًا بسعرٍ أقل من قيمته الفعلية وفقًا للمؤشِّرات المالية الأساسية (أي في مستوى التشبُّع الشرائي) أو مُقيَّمًا بسعر أكبر من قيمته الفعلية وفقًا للمؤشِّرات المالية الأساسية (أي في مستوى التشبُّع البيعي)، بناءً على سلوك الأسعار. تُمكِّن هذه المؤشِّرات الفنية المتداولين من تقييم ما إذا كانت حركة السعر قد تجاوزت الحدّ الطبيعي في اتجاه معيَّن.

وتُعرَّف المؤشِّرات الفنية بأنَّها أدوات تستند إلى بيانات الأسعار وأحجام التداول التاريخية لقياس وتقييم عناصر من قبيل الزخم السعري وقوة الاتجاه. فبالنسبة إلى تحديد الأسهم في مستوى التشبُّع البيعي أو التشبُّع الشرائي، فإن مؤشِّرات تذبذب الزخم (Momentum Oscillators) تؤدِّي دورًا أساسيًا.

إذ تقيس هذه المؤشِّرات سرعة وقوة التغيُّر في سعر الأصل (وهو ما نعبِّر عنه بالزخم). فإذا كانت السوق تتحرَّك بسرعة كبيرة سواء صعودًا أو هبوطًا، فقد يكون ذلك إشارة إلى أنَّها في حالة تشبُّع شرائي أو تشبُّع بيعي (أي هنا التركيز على سرعة التغيُّر). وفي الوقت نفسه، إذا ابتعد سعر السهم عن نطاقه السعري المُعتاد، فقد يكون ذلك إشارة على احتمالية حدوث انعكاس سعري (هنا التركيز على مقدار التغيُّر وليس على سرعته). وبذلك، يعتمد المتداولون على هذه المؤشِّرات لتحديد ما إذا كان السعر قد بلغ مستوى غير عادي مُبالغ به، ممَّا يُساعدهم في تحديد نقاط دخول أو خروج مناسبة وفقًا لحالة السوق.

أمَّا الآن، فسنستعرض بعضًا من أكثر المؤشِّرات شيوعًا والتي تُستخدَم لتحديد حالات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي. وفي هذا الصدد، يمكنك تجربة هذه المؤشِّرات والاطِّلاع على كيفية عملها عبر منصة TickTraderالمجانية من FXOpen، والتي تتيح لك إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من عقود الفروقات (CFD) القائمة على الأسهم.

مؤشِّر القوة النسبية (RSI)

يُعدُّ مؤشِّر القوة النسبية (RSI) أحد أكثر مؤشِّرات بلوغ مستوى التشبُّع الشرائي ومستوى التشبُّع البيعي استخدامًا. يُصنَّف RSI ضمن مؤشِّرات الزخم، إذ يقيس سرعة واتجاه حركة سعر السهم. ويُوفِّر بذلك للمتداولين إشارةً مرئية توضُّح اللحظات التي يتحرَّك فيها السهم مُبتعدًا على نحو كبير عن وضعه السابق في أي من الاتجاهين.

كما يُقارن مؤشِّر RSI بين حجم المكاسب الأخيرة مقابل الخسائر الأخيرة (والمقصود بالحجم هنا مدى قوة أو شدة التغيُّرات السعرية، وفي الواقع علاقته الرياضية هي 100 – 100 ÷ (1 + RS)، حيث RS بحدّ ذاتها هي نسبة متوسط المكاسب إلى متوسط الخسائر) التي حققها السعر، لتقييم ما إذا كان السهم في مستوى التشبُّع البيعي أو مستوى التشبُّع الشرائي. ويتراوح نطاق المؤشِّر بين 0 و100، ويُستخدم عادةً لتقييم ما إذا كان السهم يتحرَّك بسرعة كبيرة في أي من الاتجاهين. فإذا انخفض RSI إلى ما دون 30، يُعدُّ السهم في مستوى التشبُّع الشرائي، ممَّا يُشير إلى احتمال كونه مُقيَّمًا بسعر أقل من قيمته الفعلية وفقًا للمؤشِّرات المالية والاقتصادية الأساسية، وبالتالي قد يكون مهيَّأً لارتدادٍ سعري. أمَّا إذا ارتفع RSI فوق 70، يُعدُّ السهم في منطقة التشبُّع البيعي، ممَّا قد يُشير إلى احتمالية تصحيح سعري وشيك.

ورغم فائدة مؤشِّر RSI، فمن الضروري استخدامه بالتزامن مع دراسة الحالة العامَّة الأوسع للسوق. فعلى سبيل المثال، في ظل سوق صاعدة قوية، قد يظل السهم في مستوى التشبُّع البيعي لفترة طويلة (دون حدوث تصحيح فوري). وبالمثل، خلال فترات التراجع، يُمكن أن تبقى الأسهم في مستوى التشبُّع الشرائي لفترة أطول من المتوقَّع.

مؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator)

يُعدُّ مؤشِّر العشوائية مؤشِّرًا آخرًا من المؤشِّرات القائمة على الزخم. إذ يُقارن هذا المؤشِّر بين سعر إغلاق السهم ونطاق أسعاره خلال فترة زمنية محدَّدة. تعتمد فكرته الأساسية على أنَّه في الاتجاه الصاعد، يُغلق السعر بالقرب من أعلى قممه، وفي الاتجاه الهابط، يُغلق السعر بالقرب من أدنى قاع سجَّله.

يُساعد مؤشِّر العشوائية المتداولين على تحديد اللحظات التي يتحرَّك فيها سعر السهم مبتعدًا على نحوٍ مبالغ فيه عن نطاقه السعري الأخير في أي من الاتجاهين. ونلاحظ أنَّ هذا المؤشِّر يتشابه من حيث المبدأ مع مؤشِّر القوة النسبية (RSI)، لكنه يُعدّ أكثر فائدة في اكتشاف الانعكاسات قصيرة الأجل (نظرًا لكونه أكثر حساسية للتغيُّرات قصيرة الأجل لأنَّه يتفاعل على نحوٍ أسرع مع التغيُّرات في سعر الإغلاق مقارنةً بالنطاق السعري).

ويتميَّز بقدرته العالية على تحديد ظروف التشبُّع البيعي والتشبُّع الشرائي، نظرًا لأنَّه يتحرَّك ضمن نطاق يتراوح بين 0 و100، كما هو الحال مع مؤشِّر RSI (ولعلَّك تتساءل ما الميزة بكونه يتحرَّك بين 0 و100، الجواب ببساطة يتحرَّك دائمًا في هذا النطاق ممَّا يجعل تفسيره واضحًا جدًا). يتكوَّن مؤشِّر العشوائية من خطَّيْن رئيسيين، ألا وهما: %K وهو الخط الأساسي (يقيس موقع سعر الإغلاق الحالي بالنسبة لنطاق السعر خلال فترة زمنية محددة – عادةً 14 يوم)، %D وهو المتوسط المُتحرِّك لقيم %K (يُساعد في تصفية الإشارات الزائفة الناتجة عن تذبذب %K السريع). وعندما يكون هذان الخطَّان فوق مستوى 80 (وهي دلالة على موقع سعر الإغلاق الحالي ضمن نطاق التداول خلال الفترة المُحدَّدة)، يُعدُّ السهم في مستوى التشبُّع البيعي. وعندما يكونان أسفل 20، يُعدُّ السهم في مستوى التشبُّع الشرائي.

ونظرًا لحساسية مؤشِّر العشوائية العالية، فمن الشائع أن يُصدر إشاراتٍ توحي بأنَّ السوق في حالة من الامتداد السعري المُفرِط لفترة أطول من المتوقَّع (أي أنَّها في حالة تشبُّع بيعي أو تشبُّع شرائي لفترة طويلة)، خاصَّة خلال الاتجاهات السائدة القوية (مثال، إذا كان السهم يرتفع بقوة ويُغلق عند أعلى قممه لعدة أيام، فإنَّ مؤشِّر العشوائية قد يبقى فوق 80 لفترة طويلة، وهذا يُشير إلى تشبُّع بيعي، لكن السعر قد يستمر في الصعود بسبب زخم الاتجاه، أي أنَّ المؤشِّر يعطي إنذارًا مبكرًا بانعكاس قد لا يحدث على الفور). الأمر الذي يجعل المؤشِّر أكثر عرضةً للإشارات الزائفة مقارنةً بمؤشِّر القوة النسبية (RSI) أو مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)، وعادةً ما يكون أكثر فائدةً في التداول وفق حالات التراجُع المؤقَّت ضمن اتجاهٍ سائد أوسع.

مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)

يُعدُّ مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)أو مؤشِّر الماكد، أحد المؤشِّرات الشائعة أيضًا المُستخدَمَة في رصد بلوغ مستوى التشبُّع الشرائي ومستوى التشبُّع البيعي. وعلى العكس من مؤشِّر القوة النسبية (RSI) الذي يركِّز على نحوٍ أساسي على مستويات التشبُّع الشرائي مقارنةً بالتشبُّع البيعي، يُركِّز MACD أكثر على مدى قوة الاتجاه السائد وجهة حركته (ببساطة كلاهما من مؤشِّرات الزخم، لكن الأوَّل يُركّز على "مقارنة" سرعة وقوة التغيرات السعرية خلال فترة معينة، أي متى يكون الأصل مُقيَّمًا بأعلى أو أدنى من قيمته الفعلية، أمَّا الثاني يُركّز أكثر على قياس اتجاه الزخم واستمراريته، ويوضِّح متى قد يتغير الاتجاه السائد للسوق). إذ يُوضِّح العلاقة بين متوسطين مُتحرِّكين لسعر الأصل، ممَّا يُساعد في تحديد التغيُّرات المُحتمّلَة في الزخم السعري.

يتكوَّن مؤشِّر MACD من خطَّيْن رئيسيين، ألا وهما: خط الماكد (MACD Line)، وهو الفارق بين المتوسط المُتحرِّك الأسي لمدة 12 يومًا والمتوسط المُتحرِّك الأسي لمدة 26 يومًا، وخط الإشارة (Signal Line)، وهو المتوسط المُتحرِّك الأسي لمدة 9 أيام لخط الماكد. عندما يتقاطع خط الماكد مع خط الإشارة صعودًا، فإنَّه يُشير إلى انعكاس صعودي محتمل. أمَّا عندما يتقاطع خط الماكد مع خط الإشارة هبوطًا، فإنَّه يُشير إلى انعكاس هبوطي محتمل.

ونظرًا لأنَّ الخطَّين يستندان إلى الفارق بين متوسطين مُتحرِّكين أسيين، فمن الممكن أيضًا تقييم حالة التشبُّع البيعي أو التشبُّع الشرائي من خلال قياس المسافة بين القيم الحالية لخطوط المؤشِّر والنقطة الوسطية الصفرية (أو المستوى الصفري، وهو المستوى الذي يتساوى عنده المتوسطان المتحركان الأسيّان EMA 12 وEMA 26). فإذا كان كل من خطيّ الماكد والإشارة بعيدًا جدًا عن المستوى الصفري أو عن متوسط قيمه التاريخية، فقد يكون ذلك إشارةً إلى أنَّ السهم في مستوى التشبُّع البيعي أو التشبُّع الشرائي.

علمًا أنَّ مؤشرِّ MACD لا يُركِّز بشكل رئيسي على تحديد مستويات التشبُّع البيعي أو الشرائي بدقة، بل يهدف أكثر إلى تحديد توقيت تغيُّر الزخم السعري. فعندما يحدث تقاطع سريع بين الخطوط، خاصةً بعد حركة قوية في السوق، فقد يكون ذلك إشارة إلى انعكاسٍ وشيك.

الاعتبارات الواجب مراعاتها عند استخدام مؤشِّرات الزخم

رغم أنَّ مؤشِّرات الزخم مثل مؤشِّر القوة النسبية (RSI) ومؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD) قد تكون أدوات مفيدة لتحديد الأسهم ذات الامتداد السعري المُفرِط، إلَّا أنَّه يجب أخذ بعض العوامل الأساسية في الحسبان عند استخدام مؤشِّرات بلوغ مستوى التشبُّع الشرائي ومستوى التشبُّع البيعي.

التباعد

يحدث التباعد عندما يتحرَّك السعر في اتجاه معاكس للمؤشِّر. فعلى سبيل المثال، إذا كان السهم يُسجِّل قممًا أعلى، ولكن المؤشِّر يُسجِّل قممًا أدنى، فقد يكون ذلك إشارة إلى ضعف الزخم وإمكانية حدوث انعكاس سعري. يُوفِّر التباعد طبقة إضافية من الرؤى التحليلية، لذا من المهم أخذه في الحسبان إلى جانب عوامل أخرى عند تحليل السوق.

الأُطُر الزمنية

يمكن أن يؤدِّي التحليل عبر الأُطُر الزمنية المختلفة إلى نتائج متباينة. فقد يُظهر أحد المؤشِّرات أنَّ السهم في مستوى التشبُّع الشرائي على المخطط اليومي، دون أن يُظهر المخطط الأسبوعي نفس الإشارة. فمن المهم اختيار الإطار الزمني المناسب لاستراتيجية التداوُل الخاصَّة بك، سواء كنت تتداول على المدى القصير أو الطويل. وعمومًا، يتَّبع العديد من المتداولين منهجية التحليل الهرمي التنازلي، إذ تُستخدَم بدايةً الإشارات من الأُطُر الزمنية الأكبر للحصول على تحليل أكثر دقة على الأُطُر الزمنية الأصغر.

مخاطر تداوُل الأسهم في مستوى التشبُّع الشرائي أو مستوى التشبُّع البيعي

قد يكون تداول الأسهم في مستوى التشبُّع البيعي أو مستوى التشبُّع الشرائي أمرًا جذابًا، إذ تشير هذه الحالات غالبًا إلى احتمال حدوث انعكاس سعري. ولكن لا يخلو الأمر من بعض المخاطر التي يجب أخذها في الحسبان عند الاعتماد على هذه الإشارات. ونبيِّن فيما يلي بعض النقاط المهمة التي ينبغي الانتباه لها:

●     الإشارات الوهمية الزائفة: مُجرَّد أن يكون السوق في مستوى التشبُّع البيعي أو مستوى التشبُّع الشرائي لا يُعدّ ضمانًا على حدوث انعكاس سعري. فقد تستمر الأسعار في التراجُع أو الصعود على الرغم مما تُشير إليه مؤشِّرات الزخم. يجب على المتداولين توخِّي الحذر عند الافتراض بأن كل حالة غير عادية مُبالغ بها صعودًا أو هبوطًا ستؤدِّي إلى تصحيح سعري.

●     الاتجاهات السائدة المُمتدة: في الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة القوية، قد يبقى السهم في منطقة التشبُّع البيعي أو مستوى التشبُّع الشرائي لفترة أطول من المتوقَّع (أي قد يتأخَّر الانعكاس المرتقب). وقد يؤدِّي ذلك إلى الدخول في الصفقات مبكرًا، إذ قد يشتري المتداولون الأسهم في وقتٍ مبكر جدًا أو يتوقَّعون انعكاسًا سعريًا لا يحدث إلَّا بعد فترة طويلة.

●     الحالة المعنوية في السوق: يُمكن للعوامل الخارجية من قبيل الأخبار الاقتصادية أو التطوُّرات الكبرى في الأسواق أن تطغى على المؤشِّرات الفنية في بعض الأحيان. ففي حال وجود حالة من التفاؤل أو التشاؤم الطاغية في السوق، قد يستمر السهم في مستوى التشبُّع البيعي أو مستوى التشبُّع الشرائي لفترة أطول من المتوقَّع.

●     غياب التأكيد الإضافي: الاعتماد على مؤشِّر واحد فقط قد يكون محفوفًا بالمخاطر. فمن الشائع أن يستخدم المتداولون عدة مؤشِّرات فنية أو يجمعون بين التحليل الفني والأساسي للحصول على رؤية متوازنة للسوق. إذا لم تكن هناك إشارات تأكيد إضافية تدعم دخول صفقة اتخذتَ قراركَ بشأنها بناءً على مؤشِّر واحد فقط، فقد يكون التداول أكثر خطورة.

الأفكار الختامية

يُمكن أن يُساعد الإلمام بمفهوم الأسهم في مستوى التشبُّع البيعي ومستوى التشبُّع الشرائي، إلى جانب المؤشِّرات المستخدمة لتحديد هذه الحالات، المتداولين في اكتشاف الفرص المحتملة في السوق. ورغم أنَّ هذه الحالات قد تُشير إلى احتمالية حدوث انعكاس سعري، فمن المهم أن تُدرك أنَّه لا يوجد مؤشِّر واحد مثالي ومُتكامِل لتحديد مستوى التشبُّع البيعي أو التشبُّع الشرائي، ويُفضَّل استخدام أدوات تحليل مُتعدِّدة للتأكيد. أمستعد لتطبيق هذه الرؤى التحليلية عمليًا؟ إذًا ما عليكَ سوى فتح حساب لدى FXOpen اليوم لتُحقِّق وصولًا إلى ما يزيد عن 700 سوق، بما يشمل مجموعة واسعة من عقود الفروقات (CFD) على الأسهم، إلى جانب أربع منصات تداوُل بإمكاناتٍ مُتقدِّمة.

الأسئلة الشائعة

ما المقصود بمستوى التشبُّع الشرائي (بلوغ ذروة الشراء) ومستوى التشبُّع البيعي (بلوغ ذروة البيع)؟

تُستخدم مصطلحات التشبُّع البيعي والتشبُّع الشرائي لوصف الحركات السعرية غير العادية المُبالغ بها في الأسواق. إذ يُعدُّ السهم في مستوى التشبُّع البيعي عندما يرتفع سعره بسرعة كبيرة وبما يتجاوز قيمته الجوهرية، ممَّا قد يجعله مُقيَّمًا بسعر أكبر من قيمته الفعلية وفقًا للمؤشِّرات المالية والاقتصادية الأساسية. أمَّا إذا انخفض السعر على نحوٍ حادّ وأصبح أدنى من قيمته الجوهرية، فيُعدُّ السهم حينها في مستوى التشبُّع الشرائي، ممَّا قد يجعله مُقيَّمًا بسعر أقل من قيمته الفعلية وفقًا للمؤشِّرات المالية والاقتصادية الأساسية. وقد تُشير هذه الحالات إلى احتمالية حدوث انعكاس سعري، لكنَّها ليست ضمانًا قاطعًا على ذلك.

ما الذي يعنيه أن يكون السهم في مستوى التشبُّع البيعي؟

يُشير مصطلح السهم في مستوى التشبُّع البيعي إلى أن السهم شهد ارتفاعًا سريعًا في السعر، وربما يتمُّ تداوله عند مستوى أعلى من قيمته الفعلية. غالبًا ما يحدث ذلك بسبب زيادة الطلب أو حالة التفاؤل في السوق. وقد تُشير ظروف التشبُّع البيعي إلى أن السعر مُعرَّض لحركة تصحيحية أو تراجُع مؤقَّت.

ما الذي يعنيه أن يكون السهم في مستوى التشبُّع الشرائي؟

يُشير مصطلح السهم في مستوى التشبُّع الشرائي إلى أن السهم تعرَّض لانخفاض حادّ في السعر، وقد يكون الآن أدنى من قيمته الحقيقية. يحدث ذلك عادةً عند حالات البيع المُكثَّف، ممَّا قد يُشير إلى أنَّ السعر مُهيأ للارتداد (أو التعافي).

ما الآليات لرصد الأسهم في التي بلغت مستوى التشبُّع الشرائي؟

غالبًا ما يستخدم المتداولون المؤشِّرات الفنية مثل مؤشِّر القوة النسبية (RSI) لتحديد الأسهم التي بلغت مستوى التشبُّع الشرائي بدرجة أعلى. فعندما يُسجِّل مؤشِّر RSI قراءة تقل عن 30، فعادةً ما يُشير ذلك إلى أن السهم في مستوى التشبُّع الشرائي وقد يُمثِّل فرصةً للشراء. وهناك أيضًا مؤشِّرات أخرى شائعة الاستخدام، مثل مؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator)، والتي تُستخدم على نطاق واسع لتحديد ظروف التشبُّع الشرائي.