أكثر 10 عملات عديمة القيمة على مستوى العالم
قيمة العملة تؤثر بشكل كبير على التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي العام للبلد حيث أن البلدان التي لديها عملات أقوى وأكثر قيمة في العالم تندرج في قائمة الدول المتقدمة وتجذب الاستثمارات نتيجة الاستقرار والموثوقية في حين أن المستثمرين يعتبرون العديد من البلدان التي لديها عملات ضعيفة بأنها محفوفة بالمخاطر وأقل جاذبية للاستثمارات بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي أو السياسي لذلك تتجنبها الشركات.
وقد تضررت دول العالم الثالث بشدة بالأزمات الاقتصادية والصراعات العسكرية وجائحة COVID-19 مما أضعف عملاتها. وسوف نتعرف في هذا المقال على أكثر 10 عملات عديمة القيمة في عام 2023 وما إذا كانت هناك دول أخرى لديها عملات مماثلة. فلنبدأ!
ما هي الدولة التي لديها أضعف عملة؟
حتى الأشخاص الذين لا يمارسون التداول أو الأعمال التجارية على المستوى الدولي يعرفون البلدان التي لديها اقتصادات قوية وعملات قوية مثل اليورو والدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني وغيرها من العملات الأعلى قيمة لكن معظمهم لا يعرفون العملات عديمة القيمة.
إذن، ما هي أكثر عملة عديمة القيمة على مستوى العالم؟ في عام 2023، كان الريال الإيراني هو أكثر عملة عديمة القيمة. سنلقي نظرة متعمقة على أداء هذه العملة أدناه.
*أسعار الصرف المذكورة في المقال كانت هي أسعار الصرف الفعلية في 24 مارس 2023.
1. الريال الإيراني (IRR)
1 دولار أمريكي = 42,069 ريال إيراني
يتصدر الريال الإيراني قائمة أكثر 10 عملات عديمة القيمة وأرخصها على مستوى العالم في الوقت الحالي.
وقد تم استخدام الريال في إيران منذ عام 1932 من فئة 20000 و50000 و100000، كما يصدر البنك المركزي الإيراني أيضا شيكات من فئة 500000 ومليون ريال إيراني والتي لا تعتبر أوراقا نقدية رسميا.
وفي عام 2018، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي حوالي 42000 ريال إيراني (مقارنة ب 35000 في نهاية عام 2017) بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران واستئناف العقوبات المفروضة على إيران.
وفي عام 2020، نفذت الحكومة الإيرانية إصلاحات للريال الإيراني وأعادت تسميته باسم "تومان" وبلغ سعر صرفه 10000 مقابل 1 دولار أمريكي.
2. البوليفار الفنزويلي (VES)
1 دولار أمريكي = 24,134 بوليفار فنزويلي
تحتل فنزويلا المرتبة الثانية في قائمة الدول التي لديها عملة عديمة القيمة. وعلى الرغم من أن البوليفار الفنزويلي ليس هو أكثر عملة عديمة القيمة على مستوى العالم، إلا أنه يقترب من هذا التصنيف حيث تعد فنزويلا حاليا من بين أفقر الدول على مستوى العالم.
وفي البداية، كان سعر صرف البوليفار الفنزويلي يقوم بالفضة ثم أصبح يقوم بالذهب منذ عام 1910. وحتى عام 1983، كان البوليفار الفنزويلي هو العملة الأكثر استقرارا في المنطقة ثم فقد قيمته بقوة.
وفي عام 2008، تم طرح عملة بوليفار فويرتي، لكن قيمتها السوقية كانت أقل بكثير من سعر الصرف الثابت. وفي أغسطس 2018، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو عن طرح بوليفار سيادي جديد بسعر صرف يبلغ 100000 لكل 1 دولار أمريكي ولكن هذا لم ينقذ العملة حيث تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء في العام نفسه 5 مليون بوليفار لكل 1 دولار أمريكي، وهو أعلى بكثير من السعر الرسمي.
وفي عام 2018، خفضت فنزويلا قيمة البوليفار مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 96% وارتفعت الأسعار. ولتخفيف معاناة السكان، قامت السلطات بزيادة الحد الأدنى للأجور بمقدار 60 مرة حيث يبدو الوضع اليوم أفضل، ولم يعد البوليفار هو أكثر عملة عديمة القيمة لذلك ربما لا تزال لديه فرصة للتعافي.
3. الدونغ الفيتنامي (VND)
1 دولار أمريكي = 23,255 دونغ فيتنامي
لا يزال الاقتصاد الفيتنامي يتعافى من الحروب حيث أثر التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق بشكل كبير على البلاد وأنشطتها ولا يزال المستثمرون حذرين للغاية بشأن الاستثمار في فيتنام مما أدى لانخفاض قيمة الدونغ الفيتنامي بقوة.
وعقب إعادة توحيد فيتنام في عام 1976، واجهت الحكومة العديد من التحديات ثم تم تنفيذ إصلاح نقدي جديد في غضون عامين وتم دمج الدونغ الفيتنامي الشمالي مع الدونغ الفيتنامي الجنوبي. ونتيجة لارتفاع معدلات التضخم في الفترة بين عامي 1987-1991، تم طباعة أوراق نقدية جديدة من فئة 20000 و 50000 دونغ فيتنامي حتى ظهرت ورقة نقدية بقيمة 100000 دونغ فيتنامي في عام 1994.
ووصل سعر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى بلغ 23,679.375 دونغ فيتنامي في عام 2022، مقارنة بقاعه عند 0.976 في عام 1983.
4. الليون السيراليوني (SLL)
1 دولار أمريكي = 17,543 ليون سيراليوني
الليون هو العملة الرسمية لسيراليون التي تقع في قارة أفريقيا وهي واحدة من أكثر البلدان فقرا في العالم حيث أن الحرب الأهلية (1991-2002) وتعرض السكان بشكل متكرر للإصابة بفيروس الإيبولا وجائحة COVID-19 لا يسمح للبلاد بالتركيز على النمو الاقتصادي مما أدى إلى تفاقم الوضع في البلاد وانخفاض قيمة عملتها أكثر من ذي قبل.
وحتى الثمانينيات، كان الليون السيراليوني أعلى قيمة من الدولار الأمريكي، لكنه انخفض بعد ذلك بسرعة بسبب التضخم. وفي أوائل القرن 21، أصبح سعر صرف 1 دولار أمريكي يساوي عدة آلاف من الليون السيراليوني. ولكن في أغسطس 2021 ، تم الإعلان عن نسخة جديدة من الليون تسمى SLE وتم تقديمها رسميا في يوليو 2022 وكانت قيمتها تعادل 1000 من الليون القديم (SLL) ولكن ظل الليون القديم (SLL) عملة قانونية ومستخدم في التبادل.
واليوم، يواصل الليون السيراليوني انخفاضه مع استمرار انخفاض قوته الشرائية نتيجة ارتفاع معدلات التضخم السنوية بما يتجاوز 20% ولكن هناك آمال في أن الاحتياطيات الكبيرة من الموارد الطبيعية ستساعد سيراليون على التعافي من الانكماش الاقتصادي في السنوات المقبلة.
5. الكيب اللاوسي (LAK)
1 دولار أمريكي = 16,949 كيب لاوسي
الكيب اللاوسي (LAK) هو أحد أرخص العملات على مستوى العالم حيث أن انخفاضه ليس بالأمر الجديد في هذا البلد. وفي عام 1979، تم استبدال كيب التحرير الذي أصدره التنظيم الشيوعي "الباثيت لاو" في عام 1968 بأوراق نقدية جديدة بنسبة 100:1.
ومنذ عام 1991، عانت البلاد من التضخم المرتفع. وفي عام 2010، أصدرت لاوس ورقة نقدية بقيمة 100000 كيب لاوسي ولكن لا يمكن للشركات الصغيرة صرفها. وبالنسبة للمعاملات الكبيرة، يفضل السكان الدولار الأمريكي أو البات التايلندي بعد أن تغير وضع الكيب اللاوسي إلى الأسوأ منذ عام 2020. وفي عام 2022، وصل سعر صرف زوج USDLAK إلى أعلى مستوياته منذ 15 عاما عند 16,938.3.
6. الروبية الإندونيسية (IDR)
1 دولار أمريكي = 15,151 روبية إندونيسية
تعد إندونيسيا واحدة من الدول القليلة الغنية نسبيا في جنوب شرق آسيا حيث تتمتع باقتصاد مستقر وتشهد البلاد تطويرات مستمرة ولكن سعر صرف الروبية الإندونيسية لا يزال منخفضا.
وارتفاع معدلات التضخم الشهرية أجبر السلطات الإندونيسية على إعادة تسمية العملة الوطنية. ففي عام 1965، تم إصدار روبية جديدة ووصل سعر الروبية القديمة إلى 1000 روبية جديدة. وخلال الأزمة المالية الآسيوية في الفترة بين عامي 1997-1998، انخفض سعر صرف الروبية الإندونيسية بنسبة 35%.
وفي الفترة بين عامي 2008-2011، تقلب سعر صرف الروبية الإندونيسية بين 8500 و 12000 لكل 1 دولار أمريكي. ومنذ ذلك الحين، انخفض سعر صرف الروبية الإندونيسية بشكل مطرد وبلغ حوالي 16200 في عام 2022. وتواصل الحكومة تطبيق تدابير السياسة النقدية لدعم العملة، على الرغم من الانخفاض المستمر في قيمتها.
7. السوم الأوزبكي (UZS)
1 دولار أمريكي = 11,363 سوم أوزبكي
أوزبكستان لديها أحد أسوأ وأضعف الاقتصادات على مستوى العالم وهي تقع في آسيا الوسطى وتعتبر من دول العالم الثالث. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، أصبح السوم الأوزبكي هو العملة القانونية الوحيدة للدفع والمعاملات في أوزبكستان.
ونظرا لانخفاض سعر صرفه بقوة، فقد أصدر البنك المركزي الأوزبكي ورقة نقدية بقيمة 100000 سوم أوزبكي في عام 2019 ووصل سعر صرفها إلى حوالي 11300 في عام 2023ولكن وصل هذا المعدل إلى أدنى مستوياته عند 9400 في عام 1994.
وبرغم أن التدابير الحكومية الجديدة حققت نجاحا طفيفا في مساعدة الاقتصاد على النمو، إلا أن أوزبكستان لا يزال أمامها طريق طويل حتى تتمكن من المنافسة في السوق العالمية.
8. الفرنك الغيني (GNF)
1 دولار أمريكي = 8,620 فرنك غيني
برغم امتلاك غينيا (تقع في قارة أفريقيا) لاحتياطيات كبيرة من المعادن الثمينة، إلا أن عملتها الوطنية ضعيفة للغاية حيث تعد غينيا إحدى أفقر بلدان العالم، مع ارتفاع معدلات الفقر والجريمة والتضخم المفرط.
ويعد الاقتصاد الغيني من أكثر الاقتصادات تضخما على مستوى العالم حيث واجهت غينيا الكثير من المشاكل فيما يتعلق بعملتها برغم تنفيذ خمسة إصلاحات نقدية تقريبا.
ومنذ أوائل القرن الحادي والعشرين، تفاقم الوضع وارتفع سعر صرف زوج USDGNF ووصل لقمته خلال العشرين عاما الماضية في عام 2021 وبلغ ما يقرب من 10300 فرنك غيني مقابل 1 دولار أمريكي.
9. غواراني باراغواي (PYG)
1 دولار أمريكي = 7,194 غواراني باراغواي
تحتل باراغواي المركز الثالث في قائمة أفقر بلدان أمريكا الجنوبية وتمتلك تاسع أضعف عملة على مستوى العالم وهي غواراني باراغواي التي تم تسميتها على اسم قبيلة "غواراني" المحلية.
ومع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة، لم يعد السنتيموس (100 سنتيموس = 1 غواراني باراغواي) يستخدم في باراغواي، كما أن العملات المعدنية من فئة 1 و5 و10 غواراني تعتبر نادرة للغاية.
وقد انخفضت قيمة الغواراني مقابل الدولار الأمريكي حتى أوائل القرن الحادي والعشرين. ولكن بين عامي 2002 و2008، ارتفعت قيمة الغواراني بمقدار النصف تقريبا ثم انخفضت مجددا منذ عام 2014 بسبب الانكماش الاقتصادي والفساد وارتفاع معدلات الفقر.
10. الرييل الكمبودي (KHR)
1 دولار أمريكي = 4,065 رييل كمبودي
يحتل الرييل الكمبودي المركز العاشر في هذه القائمة. وكمبوديا هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا. وتم إصدار الرييل الكمبودي لأول مرة في عام 1955 ليحل محل قرش الهند الصينية. ولم يكن الرييل الكمبودي يحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين ولا يزال لا يحظى بشعبية في هذا البلد حتى الآن. وخلال حكم الخمير الحمر من عام 1975 حتى عام 1979، لم تكن هناك عملة وطنية في البلاد، لذلك كانت وسيلة الدفع الفعلية هي الأرز. وفي أبريل 1980، أعيد إصدار الرييل الكمبودي.
وكمبوديا هي دولة مزدوجة العملة، حيث يسيطر الدولار الأمريكي على أكبر حصة من المعاملات المحلية وبالتالي يستفيد الاقتصاد مزدوج العملة في كمبوديا من الدولرة لأنها تساعد في الحفاظ على تدفق الأموال وتشجيع الادخار واستقرار الأسعار.
تذكر أن العملات عديمة القيمة هي متقلبة ورخيصة ولكنها محفوفة بالمخاطر. وإذا كنت تفضل تداول عملات أكثر موثوقية وقوة في سوق الفوركس، فيمكنك فتح حساب على منصة FXOpen كما يمكنك دائما معرفة أسعار الصرف الفعلية لأزواج العملات الأكثر شيوعا على منصة TickTrader التابعة لنا.