سهم تيسلا يصل إلى نقطة منخفضة وماسك يرفع دعوى قضائية ضد OpenAI فهل يمكن اعتبار هذا العام عديم القيمة بالنسبة لتيسلا؟
غالباً وخلال مسار أي تقدم صناعي، ثمّة شخص يفكّر خارج الصندوق؛ معروف عنه بآرائه المثيرة للجدل والمربكة لأقرانه من صنّاع السوق، كنوع من الحفاظ على مكانته رفيعة المستوى بين أقرانه عند انخراطه في مثل هذا السبق الصناعي.
وشخصية هذا العقد هي إيلون ماسك، ذاك الرجل الذي بدأ مسيرته بنفسه الذي جعل منه خطابه المرتجل الواقعي واحداً من أكثر الأفراد صراحةً في العالم، فضلاً عن كونه رجل أعمال بارز بإمكانه التأثير على الأسواق المالية بنقرة زر واحدة!!
فمن إثارته صدمات غير مسبوقة في أسواق العملات المشفرة في عام 2021 إلى تسببه في خسائر كبرى في صناعة السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والتي اعتدنا عليها منذ 130 عاماً، ارتبطت قدرات إلون ماسك في صناعة السوق بتعليقاته المثيرة للجدل ونشاطه المربك على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه المجموعة من الخصائص أدت إلى تقلب أسهم الشركة الأشهر، تيسلا، التي أسسها ويرأسها إيلون ماسك. وفيما يتعلق بهذه التقلبات، فإن بداية هذا الأسبوع ليست الوحيدة.
سهم تيسلا حالياً في حالة تراجع وقد وصل إلى أدنى مستوى عند 162.20 دولار بحلول 14 مارس. وفي ختام جلسة التداول الأمريكية يوم الجمعة، 15 مارس، استرد سهم تيسلا بعض الخسائر واستقر عند نطاق متوسط 163 دولار. ومع ذلك فهذا ليس إلا مجرد تباطؤ في انخفاض أسعار أسهم تيسلا لأنه منذ بداية هذا الشهر، انخفضت قيمة أسهم تيسلا بمعدل كبير.
في الواقع، وبالنظر إلى العام ككل حتى الآن، انخفض سهم تيسلا بنسبة 34٪ وفقاً لبعض التحليلات السائدة، وعند النظر إلى بداية تلك الفترة، نلاحظ انخفاض السهم بشكل هائل. ففي 27 ديسمبر، تم تداول سهم تيسلا بسعر 260.70 دولار.
بغضّ النظر عن الطبيعة الصريحة للرئيس التنفيذي لشركة تيسلا والارتباط الطبيعي بين صوته في وسائل الإعلام والتقدم الذي حققته شركة تيسلا (إذ تمكن من جعل شركة تيسلا "حوتاً في سوق العملات المشفرة" دون أي معارضة من قبل المساهمين، الأمر الذي جعلها الشركة الوحيدة المدرجة في البورصة في العالم والتي تمتلك مبالغ هائلة من العملات المشفرة) إلا أنه كانت هناك بعض الأحداث المؤسفة التي وقعت في الآونة الأخيرة والتي قد يكون لها أثرها في الوضع الحالي للشركة.
ومرة أخرى، يفرض إيلون ماسك منظوره الشخصي في الساحة التجارية، بعد أن رفع دعوى قضائية ضد شركة OpenAI ومديرها التنفيذي سام آلتمان، والتي كان قد استثمر فيها في مرحلة إطلاقها. إذ يدّعي إيلون ماسك في دعواه القضائية أنّ سياسات OpenAI والسيد آلتمان، مؤسسيChatGPT، تتعارض مع الأهداف التأسيسية للشركة والمتمثلة في إفادة البشرية وهدفهما فقط السعي لجني الأرباح.
وبعد إعادة فتح منشأة تصنيع سيارات تيسلا في ألمانيا تلا ذلك مباشرةً نشوب حريق في المصنع، وأظهرت التقارير بأنه متعمد.
وقد تثير هذه الحادثة الجدل في أوساط المستثمرين، لأنه وبالرغم من وجدو اللوبي البيئي والذي يتمحور اهتمامه منذ عقود حول إثبات أن تلك المركبات السبب خلف هذا التلوث، إلا أنه لم تحدث قطّ أي محاولة على الإطلاق لمقاطعة مصنع سيارات تيسلا، فما بالك في محاولة حرق المصنع!
ربما قد يكون السبب الكامن خلف مثل هذه المحاولة الخلاف مع طبيعة شخصية إيلون ماسك ووجهات نظره، وبالتالي قد تكون عاملاً في انخفاض أسعار الأسهم شركته.
بشكل عام، أصبحت تيسلا منبوذة بين أقرانها من الشركات الكبرى في أمريكا الشمالية "Magnificent 7"، وجميعهم عمالقة تجاريون يتصدرون القمة في قطاعهم ويتمتعون بمركز مهيمن في الأعمال التجارية العالمية.
التقلب هو حال اليوم عندما يتعلق الأمر بشركة تيسلا، لكن يبقى السؤال ما إذا كان السهم سينتعش مرة أخرى قريباً، أم أن شخصية إيلون ماسك المثيرة للجدل ستبقى مصدر قلق للمستثمرين؟
وعلى نحو مماثل، كانت تصريحاته خلف المشاكل التي وقعت في المصنع الألماني، لذا ومع زيادة الإنتاج، ما التغيير الذي سيطرأ في الميزانية العمومية والذي سيؤثر على أسعار الأسهم؟