ما هي الاستراتيجية الهرمية وما آلية عملها في عالم التداوُل؟

تُعَدُّ آلية التداوُل الهرمي استراتيجيةً يزيدُ فيها المتداولون أحجام صفقاتهم تدريجيًا كلما تحرَّك السعر في السوق لصالحهم (بما يوائم اتجاه الصفقة). وبالتالي، بدلًا من استثمار كامل رأس المال منذ لحظة تعيين الصفقة، يعملون على زيادة حجم الصفقات الرابحة تدريجيًا عند مستوياتٍ رئيسيَّة (مثل اختراق مستويات مقاومة مهمة، أو الارتداد من مناطق دعم قوية، أو عند الوصول إلى نقاط فنية محورية تؤكِّد استمرار الاتجاه السائد). يشرح هذا المقال آلية عمل التداوُل الهرمي، ويُوضِّح أبرز استراتيجياته، والمخاطر المحتملة، وأهم الاعتبارات التي ينبغي على المتداولين وضعها في الحسبان عند التفكير في إضافته إلى أسلوبهم التداوُلي.

ما هي آلية عمل التداوُل الهرمي؟

التداوُل الهرمي هو استراتيجية يقوم فيها المتداولون بإضافة المزيد إلى صفقة ناجحة بدلًا من الدخول بكامل رأس المال منذ البداية. تُستخدم هذه الآلية في الأسواق ذات الاتجاه السائد الواضح، حيث يسعى المتداولون للاستفادة من التحرُّكات السعرية المستمرة من خلال تعزيز مدى تعرُّضهم الاستثماري كلما تطوَّر الاتجاه السائد. ويكمن الفرق الجوهري بين التداوُل الهرمي وبين زيادة حجم الصفقة منذ البداية في أنَّ التداوُل الهرمي يحدُّ من المخاطرة الأوَّلية. فبدلًا من استثمار كامل رأس المال دفعة واحدة، يقوم المتداولون بزيادة حجم الصفقة فقط عندما يتحرَّك السوق لصالحهم (بما يوائم اتجاه الصفقة).

يُعَدُّ تطبيق أسلوب التداوُل الهرمي على الصفقة أمرًا شائعًا خصوصًا في الأسواق التي تتمتَّع بزخم قوي (أي التي تشهد تحرُّكات سعرية مُتسارعة ومتواصلة في اتجاه واحد نسبيًا، مع طلب أو عرض كبير يدعم استمرار هذا الاتجاه. ويُطبَّق هذا الأسلوب هنا لأن الزخم القوي يزيد من احتمالية نجاح الإضافات التدريجية إلى الصفقة، حيث يكون السوق أكثر ميلًا لمواصلة التحرُّك في نفس الاتجاه). فعلى سبيل المثال، قد يبدأ المتداول بوحدة واحدة من أصلٍ مالي (والمقصود بالوحدة هنا حجم الصفقة الأساسي الذي يفتحه المتداول، مثل 1 لوت في سوق الفوركس، أو 1 عقد في العقود الآجلة، أو 100 سهم في سوق الأسهم)، وإذا تحرَّك السعر لصالحه، يضيف نصف وحدة أخرى عند مستوى مُحدَّد مُسبقًا (أي مستوى دخول إضافي جرى اختياره سلفًا بناءً على معايير فنية واضحة مثل اختراق مستوى مقاومة، أو بلوغ سعر معيَّن على المُخطَّط، أو الوصول إلى نسبة تصحيح فيبوناتشي معيَّنة). وإذا استمر الاتجاه السائد، قد يضيف ربع وحدة إضافية. هذا التدرُّج في الزيادة يعني أنَّ المزيد من رأس المال يُستثمَر فقط عندما تؤكِّد الظروف استمرار الاتجاه السائد.

أمَّا المنطق الكامن وراء الآلية الهرمية في التداوُل فبسيط، وينصُّ على: عندما يتحرَّك السوق في الاتجاه الصحيح، تُضاعِف هذه الاستراتيجية العوائد المُحتمَلة دون زيادة المخاطرة الأوَّلية بدرجة كبيرة. كما أنَّها تُتيح للمتداولين تعديل مستوى تعرُّضهم الاستثماري بناءً على ظروف السوق بدلًا من الاعتماد على نقطة دخول واحدة.

إلَّا أنَّ نجاح استراتيجية التداوُل الهرمي عمليًا يعتمد على تنفيذها وفق قواعد واضحة، تُحدِّد بدقَّة متى تتم إضافة صفقات جديدة، وما مقدار الزيادة في كل مرة، وأين يجب تعديل معايير إدارة المخاطر. ففي ظل غياب منهجية مُنظَّمة، قد تؤدي زيادة أحجام الصفقات إلى رفع مستوى التعرُّض للمخاطر بدرجة غير محسوبة، ممَّا يجعل الحساب عرضة لخسائر كبيرة إذا انعكس اتجاه السوق. وبالتالي فإنَّ فهم كيفيَّة إدارة هذه المخاطرة يُعَدُّ أمرًا ضروريًا، ولهذا السبب توجد عدَّة أساليب للتداوُل الهرمي — لكل منها نسبة مخاطرة إلى عائد خاصَّة به.

هل يُعَدُّ التداوُل الهرمي مماثلًا للمخطَّط الهرمي الاحتيالي (مُخطَّط التوسُّع الهيكلي) في سوق الفوركس؟

لا، فالتداوُل الهرمي استراتيجية تداوُل مشروعة، في حين أنَّ المُخطَّط الهرمي في سوق الفوركس هو نموذج استثماري احتيالي. إذ يعتمد التداوُل الهرمي على زيادة أحجام الصفقات الرابحة بطريقة مُنظَّمة ومدروسة، في حين أنَّ المُخطَّطات الهرمية الاحتيالية تقوم على استقطاب مستثمرين جُدُد، غالبًا بوعود بعائدات غير واقعية ومن دون أي نشاط حقيقي في السوق.

أبرز الأنواع الشائعة لاستراتيجية التداوُل الهرمي

يستخدِم المتداولون أنواعًا مختلفة من استراتيجيات التداوُل الهرمي تبعًا لمستوى تحمُّلهم للمخاطر، وظروف السوق، وأسلوبهم التداولي. وباختلاف الأنواع، تبقى الفكرة الأساسيَّة كما هي — وهي إضافة المزيد إلى الصفقة كلما تحرَّك السوق لصالحها — لكن طريقة تحديد أحجام الصفقات الإضافية يمكن أن تؤثِّر بدرجة كبيرة على كلٍّ من المخاطرة والعائدات المُحتملة.

الاستراتيجية الهرمية بنسبة مئوية ثابتة

في هذه المنهجية، يُضيف المُتداولون نسبة ثابتة من حجم صفقتهم الأوَّلية في كل مرَّة يزيدون فيها حجم الصفقة تدريجيًا. فعلى سبيل المثال، إذا كانت أوَّل صفقة بحجم 1 لوت، فقد تكون الصفقة التالية بحجم 50% منها (0.5 لوت)، والتي تليها 50% من حجم هذه الأخيرة (أي 0.25 لوت). تُقلِّل هذه الطريقة من مُعدَّل زيادة المخاطرة التسلسلية التراكمية (أي المخاطرة الناتجة عن مضاعفة حجم الصفقة تدريجيًا مع كل إضافة جديدة، بحيث تؤدي حركة سعرية عكسية واحدة إلى خسارة أكبر) مع كل دخول جديد، مما يمنع تضخُّم حجم الصفقة بوتيرة مبالغ فيها. وتُعَدُّ هذه الطريقة شائعة في الأسواق التي قد يمتدُّ فيها الاتجاه السائد لفترات طويلة، حتى وإن تخلَّلته تقلُّبات أو تصحيحات سعريَّة مؤقَّتة تعيق حركته بسلاسة تامة.

الاستراتيجية الهرمية بحجم ثابت

في هذا الأسلوب، يُضيف المتداولون نفس الحجم إلى صفقتهم في كل نقطة دخول. فإذا بدأوا بحجم 1 لوت، فإنَّهم يستمرون بإضافة 1 لوت عند كل مستوى مُحدَّد مُسبقًا. تزيد هذه الطريقة التعرُّض للمخاطر بوتيرة أسرع مقارنةً بالاستراتيجية الهرمية بنسبة مئوية ثابتة، وتُستخدم عادةً من قبل المتداولين الذين يثقون بوجود اتجاه سائد قوي ومستمر. لكنها تنطوي أيضًا على قدر أكبر من المخاطرة — فإذا انعكس الاتجاه السائد، ستكون الصفقة الأكبر عرضة لخسارة أكبر.

الاستراتيجية الهرمية المُتدرِّجة

في هذه الاستراتيجية، يتناقص حجم كل صفقة إضافية (أي حجم الصفقة التالية يكون أقل من حجم الصفقة السابقة) مع تقدُّم الصفقة الرئيسيَّة. فقد يبدأ المتداول بحجم 1 لوت، ثم يُضيف 0.75 لوت، ثم 0.5 لوت، وهكذا. تهدف هذه الفكرة إلى تأمين العوائد المحتملة مع الاستمرار في الاستفادة من الاتجاه السائد، مع الحد من المخاطرة كلما نما حجم الصفقة. وتكون هذه المنهجية مفيدة عندما يرغب المتداولون في استغلال الزخم القوي، لكن مع الحفاظ على الحذر من التعرُّض المفرط للمخاطر.

الاستراتيجية الهرمية الجريئة

قد يُقدِم المتداولون الجريئون على إضافة صفقات أكبر حجمًا تدريجيًا كلما تحرَّكت الصفقة لصالحهم. فعلى سبيل المثال، قد يبدأ المتداول بحجم 1 لوت، ثمَّ يُضيف 1.5 لوت، ثم 2 لوت. تُضاعِف هذه الطريقة العوائد المحتملة بسرعة، لكنها تزيد أيضًا المخاطرة بدرجة كبيرة. وفي حال انعكس اتجاه السوق، ستكون الصفقة الأكبر هي الأكثر عرضة للخسارة.

كيفيَّة تطبيق آلية التداوُل الهرمي عمليًا

لا يقتصر التداوُل الهرمي على مُجرَّد إضافة صفقات جديدة — بل يتطلَّب اتِّباع منهجية منظَّمة. فالمتداولون ممَّن يستخدِمون هذه الاستراتيجية يلتزمون عادةً بمجموعة من الشروط الواضحة لتحديد توقيت وكيفيَّة زيادة حجم الصفقة. تتمحور هذه الشروط حول رصد الاتجاه السائد، ومستويات الدخول، والتحكُّم في المخاطر، وإجراء التعديلات بناءً على حركة السعر.

1. رصد اتجاه سائد قوي

تُستخدَم آلية التداوُل الهرمي في الاتجاهات السائدة الواضحة، حيث يتحرَّك السعر باستمرار في اتجاه واحد دون انعكاساتٍ مُتكرِّرة. وغالبًا ما يستخدِم المتداولون المُتوسِّطات المُتحرِّكة، أو خطوط الاتجاه، أو نمط القمم والقيعان الصاعدة لتأكيد الزخم قبل التفكير في إضافة صفقات جديدة. أمَّا السوق التي تتحرَّك عرضيًا ضمن نطاق ضيّق أو تفتقر إلى أحجام تداوُل كافية فتجعل تطبيق آلية التداوُل الهرمي أكثر خطورة، إذ تكون التحرُّكات السعريَّة فيها غير منتظمة وصعبة التوقُّع.

2. تحديد المخاطرة الأوَّلية وحجم الصفقة

قبل إضافة صفقات جديدة، يُحدِّد المتداولون إجمالي المخاطرة الذي هم على استعداد لتحمُّله. يلجأ كثيرون إلى احتساب مستوى التعرُّض الاستثماري كنسبة مئوية من حجم حسابهم، وذلك لتجنُّب تحمُّل قدر مفرط من المخاطرة في وقت مبكر من الصفقة. فعلى سبيل المثال، قد يبدأ المُتداول بتعريض ما نسبته 1% فقط من رأس ماله للمخاطرة، ثمَّ يُجري التعديلات اللازمة على هذا المستوى مع تقدُّم الصفقة.

3. اختيار مستويات إضافة الصفقات

عادةً ما تتم إضافة الصفقات عند مستويات فنية مدروسة (أي مناطق على المُخطَّط تُحدَّد بناءً على إشارات واضحة من التحليل الفني يُرجَّح أن يتفاعل معها السعر)، مثل:

●     اختراق مستويات المقاومة الرئيسية (في حالة صفقات الشراء) أو كسر مستويات الدعم (في حالة صفقات البيع).

●     مستويات تصحيح فيبوناتشي، حيث يتراجع السعر مؤقًَّتًا قبل أن يواصل الحركة في الاتجاه السائد.

●     التراجُعات إلى المتوسَّطات المُتحرِّكة، مثل المتوسِّط المُتحرِّك لمدَّة 50 يومًا أو 200 يوم.

ارتقِ بتداوُلك باستخدام أكثر من 1,200 أداة تداوُل على منصَّة TickTraderالمجانية من FXOpen.

4. تعديل مستويات وقف الخسارة وإدارة المخاطر

مع إضافة صفقات جديدة، يقوم المُتداولون بتعديل مستويات وقف الخسارة لحماية الصفقة من الانعكاسات السعريَّة. ينقل بعض المتداولين مستوى وقف الخسارة إلى نقطة التعادُل بمُجرَّد أن تكتسب الصفقة زخمًا كافيًا، فيضمنون بذلك عدم خسارة رأس المال الأساسي، بينما يُفضِّل آخرون استخدام طلب وقف خسارة مُتحرِّك يتبع حركة السعر، فيضعونه أسفل القيعان الصاعدة الجديدة في حالة الاتجاه الصاعد، أو أعلى القمم الهابطة الجديدة في حالة الاتجاه الهابط، بهدف تأمين الأرباح المحتملة مع السماح باستمرار الاتجاه السائد.

مثال على تطبيق الاستراتيجية الهرمية عمليًا

يدخل مُتداول في صفقة تداوُل في سوق الفوركس بحجم 1 لوت بعد حدوث اختراق سعري. ومع صعود السعر بنسبة 2%، يُضيف 0.5 لوت عند اختراق مستوى المقاومة التالي. وبعد تحرُّك صاعد آخر، يُضيف 0.25 لوت إضافية. ويُعدَّل مستوى وقف الخسارة صعودًا في كل مرة، مما يقلِّل من المخاطرة. وفي حال انعكس السعر، فإن المتداول يؤمِّن العوائد المحتملة بدلًا من خسارة الصفقة الأوَّلية بالكامل.

التحديات التي تواجه آلية التداوُل الهرمي وكيفيَّة التعامُل معها

يُمكن أن تكون آلية التداوُل الهرمي وسيلةً فعَّالة لزيادة حجم الصفقات تدريجيًا، لكنها تنطوي على مخاطر خاصَّة تتطلَّب إدارة دقيقة. ففي حين أنَّ إضافة صفقات ضمن اتجاه سائد قوي قد تُعزِّز العوائد المحتملة، إلَّا أنَّها تزيد أيضًا من التعرُّض الاستثماري، وتُضخِّم الخسائر في حال الانعكاس، وتستلزم انضباطًا صارمًا في التنفيذ.

1. زيادة التعرُّض الاستثماري في الأسواق المُتقلِّبة

يُعَدُّ التعرُّض الاستثماري المبالغ به من أبرز مخاطر التداوُل الهرمي. فمع نمو حجم الصفقة، يزداد معها حجم الخسارة المُحتملة. فقد يؤدِّي انعكاس حاد في اتجاه السوق إلى تبديد العوائد المُتراكمة المحتملة، أو التسبُّب في تراجُع يفوق التوقُّعات. ويزداد ذلك صعوبة في ظروف الأسواق عالية التقلُّب، حيث تتكرَّر التحرُّكات السعريَّة بوتيرة أكبر.

المتداولون ممَّن يستخدِمون آلية التداوُل الهرمي يولون اهتمامًا كبيرًا لحجم الصفقات. وبدلًا من مضاعفة التعرُّض الاستثماري مع كل دخول جديد، يلجأ بعض المتداولين إلى تقليل حجم الصفقة تدريجيًا، بحيث تكون الإضافات اللاحقة أقل تأثيرًا على إجمالي الصفقة. وهذا النهج يمنع أن تتمكَّن حركة سعرية واحدة من تحويل صفقة قوية إلى خسارة فادحة (لأنَّ تقليل حجم الإضافات اللاحقة يحدُّ من تأثير الانعكاس المفاجئ، إذ تكون أكبر أحجام الصفقات قد تمَّ تنفيذها في المراحل المبكرة التي كان الاتجاه السائد فيها أوضح وأقوى).

2. مشكلات السيولة والانزلاق السعري

يُمكن أن تؤدِّي إضافة صفقة جديدة في ظروف سيولة منخفضة إلى حدوث الانزلاق السعري، أي تنفيذ الطلبات بأسعار أسوأ من المتوقَّع. وغالبًا ما يحدث ذلك في تداوُل الأسهم بعد ساعات العمل، أو قرب نهاية جلسات التداوُل، أو أثناء صدور الأخبار الاقتصادية المؤثرة حين يكون عمق دفتر الطلبات قليلًا.

وفي الأسواق سريعة الحركة، قد يتسبَّب الانزلاق السعري في تنفيذ صفقات التداوُل الهرمي الإضافية عند مستويات أقل ملاءمة. ولا يزيد ذلك من متوسِّط سعر الدخول فحسب، بل يرفع أيضًا من حجم المخاطرة في حال فشل الاتجاه السائد. المتداولون الذين يركِّزون على إدارة مخاطر التنفيذ غالبًا ما يراقبون السيولة قبل زيادة حجم الصفقة للتأكُّد من أنَّ ظروف السوق تسمح بتنفيذ الطلبات بكفاءة.

3. الإفراط في استخدام الرافعة المالية والضغط الناتج عن زيادة مُتطلَّبات الهامش

تُضخِّم الرافعة المالية كلًّا من العوائد والخسائر المحتملة. وفي التداوُل الهرمي، يزيد كل دخول جديد من متطلبات الهامش. فإذا توسَّع حجم الصفقة باستخدام الرافعة المالية بوتيرة مفرطة، فقد تؤدِّي أي حركة سعرية مفاجئة عكس الاتجاه إلى تفعيل نداءات تغطية الهامش أو التصفية القسرية قبل أن تتاح للصفقة فرصة التعافي.

تعني الإدارة الفعَّالة للرافعة المالية أن يحرص المُتداول على تحديد نسبة واضحة ومحدودة للمخاطرة في كل صفقة، والالتزام بها، بدلًا من ضخّ رأس مال كبير بشكل متزايد في الإضافات اللاحقة على الصفقة، الأمر الذي قد يرفع مستوى التعرُّض للمخاطر إلى حد غير آمن. وفي هذا الصدد، يقوم العديد من المتداولين بتقييم مستوى التعرُّض الاستثماري في حساباتهم مقارنةً بظروف السوق، ويُعدِّلون نمو حجم الصفقة وفقًا لذلك.

4. الاتجاهات السائدة الزائفة وانعكاسات السوق

لا تؤدِّي جميع الاختراقات السعرية إلى استمرار الزخم بالضرورة. فقد يخترق الأصل مستوى مقاومة لفترة وجيزة، ممَّا يُطلِق إشارات دخول وفق آلية التداوُل الهرمي، ثم ينعكس السعر بقوة. فإذا أخطأ المُتداول في تقدير قوة الاتجاه السائد، فقد ينتهي به الأمر إلى إضافة صفقات خاسرة بدلًا من صفقات رابحة.

وهنا، يُمكن أن يساعد اتِّباع منهجية منظَّمة لتأكيد الاتجاه السائد على تجنُّب الدخول المبكر. وبدلًا من التفاعل مع كل اختراق سعري، غالبًا ما يعتمد المتداولون على الاتجاهات في الأطر الزمنية الأعلى، وهيكليَّة السعر، وتأكيد حجم التداوُل لتقييم ما إذا كان الزخم مستدامًا.

5. تحديد غير فعّال لمستويات وقف الخسارة

يُمثِّل ضبط مستويات وقف الخسارةبالشكل المناسب أحد أكثر الأخطاء شيوعًا. فإذا كانت مستويات وقف الخسارة ضيِّقة جدًا (أي قريبة للغاية من سعر الدخول، بحيث لا تسمح للسوق بنطاق التقلُّب الطبيعي قبل مواصلة الاتجاه)، فقد يخرج المتداول من الصفقة مبكرًا. أمَّا إذا كانت مستويات وقف الخسارة واسعة جدًا (أي بعيدة كثيرًا عن سعر الدخول، مما يتيح للسوق مساحة كبيرة للتحرك ضد الصفقة قبل الخروج منها)، فقد تتفاقم الخسائر بسرعة نظرًا لاتساع النطاق السعري المسموح به للانعكاس قبل تفعيل الوقف.

ومن التعديلات الشائعة استخدام طلبات وقف الخسارة المُتحرِّكة، التي تتبع تقلُّبات السعر صعودًا أو هبوطًا، بحيث تؤمِّن الأرباح المحتملة وتسمح في الوقت نفسه باستمرار حركة الاتجاه السائد. يقوم بعض المتداولين بنقل مستوى وقف الخسارة إلى نقطة التعادل بعد الإضافة الثانية للصفقة (لتأمين رأس المال الأساسي وتقليل المخاطرة في حال انعكس السعر)، في حين يفضّل آخرون تعديله استنادًا إلى مستويات فنية أساسية مثل مناطق الدعم أو المقاومة (للاستفادة من احتمالية ارتداد السعر منها ومواصلة الاتجاه قبل تفعيل الوقف).

6. الضغط النفسي

الزيادة التدريجية في حجم الصفقة تُغيّر من الجوانب النفسية لعملية التداول. فحجم الصفقة المتزايد قد يدفع إلى قرارات عاطفية، مثل الخروج المبكر خوفًا من خسارة العوائد المحتملة المتراكمة، أو الإفراط في التداول سعيًا لتعزيز المكاسب المحتملة.

وفي هذا الصدد، يُمكن أن يساعد وجود خطَّة مُحكمة قبل الدخول في صفقة وفق آلية التداوُل الهرمي على الحد من هذه الضغوط. وتُسهِم استراتيجيات الدخول ووقف الخسارة وجني الأرباح المُحددة مسبقًا في ضمان أن تكون القرارات مبنية على التحليل وليس على الاندفاع العاطفي.

الأفكار الختامية

تُمكِّن آلية التداوُل الهرمي المتداولين من الاستفادة من الاتجاهات السائدة القوية من خلال زيادة حجم الصفقة تدريجيًا مع الحفاظ على تدابير إدارة المخاطر. وعند استخدامها ضمن منهجية منظَّمة، يمكن أن تُعزِّز العوائد المحتملة. إلَّا أنَّ الإفراط في استخدام الرافعة المالية أمر شائع جدًا، لذا فإنَّ الانضباط والتحكُّم في المخاطر أمران أساسيان عند تطبيق هذه المنهجية.

لتطبيق آلية التداوُل الهرمي في أكثر من 700 سوق، افتح حسابًا لدى FXOpenوتمتَّع بالوصول إلى أكثر من 1,200 أداة تداوُل عبر أربع منصَّات تداوُل متقدِّمة لتحسين استراتيجيتك.

الأسئلة الشائعة

ما هي منهجية التداوُل الهرمي؟

تُعَدُّ آلية التداوُل الهرمي استراتيجيةً يزيدُ فيها المتداولون أحجام صفقاتهم تدريجيًا كلما تحرَّك السعر في السوق لصالحهم (بما يوائم اتجاه الصفقة). وبدلًا من الدخول بكامل الصفقة دفعة واحدة، يزيدون حجمها تدريجيًا عند مستويات مُحدَّدة مُسبقًا، وعادةً ما يكون ذلك في سوق تتَّسم بوجود اتجاه سائد واضح. والهدف من ذلك هو الاستفادة من الزخم مع المساعدة في إدارة التعرُّض الاستثماري الأوَّلي للمخاطر.

ما هي استراتيجية المُخطَّط الهرمي (مُخطَّط التوسُّع الهيكلي الاحتيالي)؟

المُخطَّط الهرمي هو نموذج أعمال احتيالي يقوم على استقطاب مشاركين جُدُد بدلًا من توليد إيرادات حقيقية. ولا علاقة له بالتداوُل الهرمي في الأسواق المالية. وفي المخططات الهرمية، يستفيد المشاركون الأوائل من استثمارات المساهمين اللاحقين، ممَّا يجعل النموذج غير قابل للاستمرار. وغالبًا ما تنهار هذه المخططات عند تباطؤ وتيرة الاستقطاب، تاركةً معظم المشاركين في حالة خسارة.

هل من مثال على التداوُل الهرمي؟

يشتري متداول 100 سهم من شركة ما بسعر 50 جنيهًا إسترلينيًا. ومع صعود السعر إلى 55 جنيهًا إسترلينيًا، يُضيف 50 سهمًا آخر. وعند وصول السعر إلى 60 جنيهًا إسترلينيًا، يُضيف 25 سهمًا إضافيًا. إذ ينمو حجم الصفقة فقط عندما يؤكِّد الاتجاه السائد استمراره، ممَّا قد يحدّ من المخاطرة في المراحل المبكرة.

كيف يمكن تطبيق التداوُل الهرمي في سوق الأسهم؟

عادةً ما يضيف المتداولون صفقات جديدة عند مستويات الاختراق السعري، أو عند التصحيحات السعرية، أو عند ارتداد السعر من خطوط الاتجاه، مع تعديل مستويات وقف الخسارة لتأمين العوائد المحتملة مع المساهمة في تقليل المخاطرة.