ما هو التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)، وكيف يمكن للمُتداوِلين الاستفادة منه؟

يُعدُّ التباعُد وفق SMT — وهي اختصار لمصطلح تقنية تتبُّع الأموال الذكية (تقنية تحليليَّة تستند إلى مبادئ منهجية تتبُّع سلوك كبار المتداولين) — مفهومًا في التحليل السوقي يُستخدَم لتحديد الفروقات في السلوك السعري بين الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا. ويستند هذا المفهوم إلى منهجية تتبُّع سلوك كبار المُتداوِلين (ICT)، ويُفسَّر من قِبل المُتداوِلين على نطاقٍ واسع بوصفه إشارةً إلى تدخُّل كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات أو إلى نشوء حالات عدم توازن في السوق. فمن خلال رصد التباعُد في السلوك السعري بين أصول تُعرَف بترابطها، يستطيع المُتداوِلون توقُّع التحوُّلات في الزخم وتحديد النقاط المُحتملة للانعكاس.

وفي هذا المقال، سنُوضِّح آلية عمل التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)، وكيفية تحديده في الأسواق الحيَّة، وكيف يستخدمه المُتداوِلون كجزء من استراتيجية تداوُل قائمة على تتبُّع سلوك كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات.

لنتعرَّف على مفهوم التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)

يحدث التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) عندما تفشل أداتان أو أكثر من الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا (تلك التي تتحرَّك عادةً في اتجاهات متوافِقة ومتقاربة نتيجة تأثُّرها بعوامل اقتصادية مشتركة) — مثل أزواج العملات الرئيسيَّة أو مُؤشِّرات الأسهم أو الأسهم الفردية — في تسجيل قمم أو قيعان جديدة في الوقت ذاته. فعلى سبيل المثال، إذا سجَّلت إحدى الأدوات قمَّةً أعلى في حين لم تفعل الأخرى المترابطة معها، فقد يُشير هذا التباعُد إلى ضعف في الزخم أو إلى وجود فترات من تكثيف الطلبات أو إعادة التوزيع من قِبَل كبار المُشاركين في السوق من قِطاع المؤسَّسات.

ويُعدُّ هذا المفهوم جزءًا أساسيًّا من أُطر التداوُل وفق منهجية تتبّع سلوك كبار المتداولين (ICT)، التي تُركِّز على سلوك ما يُعرف «بالأموال الذكية» — أي الكيانات الكبرى في قِطاع المؤسَّسات والتي غالبًا ما تُحرِّك السوق. ويُسلِّط التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) الضوء على الأماكن التي قد يُؤدِّي فيها نشاط هذه الكيانات إلى إنشاء اختلالات بين الأسواق المترابطة عادةً، ممَّا يُوفِّر إشارات دخول مُحتملة لمُتداولِي التجزئة (الأفراد) ممَّن يسيرون على خُطى كبار المُشاركين في السوق من قِطاع المؤسَّسات.

فعلى سبيل المثال، إذا سجَّل زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) قمَّةً جديدةً، في حين تخلَّف زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) عنه ولم يخترق القمَّة السابقة، فقد يُشير هذا التباعُد إلى تراجُع الزخم في أحد الزوجين، وهو ما قد يُنذر بانعكاسٍ مُحتمل أو بتحوُّل في هيكلية السوق العامَّة. وغالبًا ما يرى المُتداوِلون الذين يُحلِّلون التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) أنَّ هذه اللحظات تُشكِّل فُرصًا محورية لتقييم ما إذا كان كبار المُشاركين في السوق ضالعين في الحركة الحالية (أي أنَّ الحركة وهمية ومُتعمَّدة).

ولرصد التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)، يُمكنك مراقبة مُخطَّطات الأسعار لزوجَين من الأصول التي تُبدي ترابطًا عادةً، وملاحظة الفروقات التي قد تظهر بينهما. وفي هذا الصدد، يُمكنك استخدام مُخطَّطات الأسعار المُباشرة للتحليل والتداوُل عبر منصَّة TickTrader من FXOpen. كما تتوفَّر مؤشِّرات للتباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) لمنصَّات MT4 وMT5 وTradingView، والتي يُمكن استخدامها للانتقال بالعملية لتُصبح آلية مؤتمتة.

المكوِّنات الأساسية لمنهجية دراسة التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)

يعتمد التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) على ثلاثة عناصر رئيسة: الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا، والتباعُد في تحرُّكات الأسعار، ومُشارَكة كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات. ولعلَّ الإلمام بهذه العناصر الثلاثة يُعدُّ أمرًا محوريًّا لتطبيق هذا المفهوم بكفاءة.

1. الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا

في جوهر التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) تكمن العلاقة بين الأسواق التي تُظهِر عادةً ترابطًا في الأداء. وهي الأدوات التي تتحرَّك عادةً بتناغم بسبب تأثُّرها بعوامل اقتصادية مشتركة. فعلى سبيل المثال، في سوق الفوركس، كثيرًا ما تُظهِر أزواج مثل زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) وزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) اتجاهات سائدة متقاربة، نظرًا لتأثُّرهما المشترك بقوَّة الدولار الأمريكي، فضلًا عن الروابط الإقليمية والتجارية القريبة بين منطقة اليورو والمملكة المتحدة. وفي سوق الأسهم، غالبًا ما يتوافق أداء مؤشِّرات مثل Nasdaq 100 وS&P 500، لأنَّ كليهما يُعبِّر عن الحالة المعنوية في السوق على نطاقٍ واسع، ويتقاطعان بعددٍ من الأسهم المُشتركة (لاسيَّما أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple وMicrosoft وAmazon وMeta وAlphabet (Google)، وهو ما يُسهم في تقارُب حركتهما، رغم اختلاف مكوّنات كل منهما).

2. التباعُد في تحرُّكات الأسعار

ويحدث التباعُد عندما تفشل الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا عادةً في التحرُّك على نحوٍ متزامن. فعلى سبيل المثال، قد تصل إحدى الأدوات إلى قمَّة أعلى، بينما تتوقَّف الأخرى أو حتى تنعكس. وهذا التفاوت لا يُمكن اعتباره مجرَّد ضجيج عشوائي في السوق — بل قد يكون إشارة على وجود اختلال أعمق ناتج عن حالة عدم توازن في ديناميكيات العرض والطلب. وهذه الفروقات السعريَّة هي ما يُركِّز عليه المُتداوِلون بدقّة لرصد النقاط المُحتملة للانعكاس.

3. نشاط كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات

من الأسباب التي تجعل من التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) محطّ اهتمام واسع، هو ارتباطه المُحتمَل بسلوك ما يُعرف بالأموال الذكية. إذ كثيرًا ما يستخدِم كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات أدوات مترابطة لإخفاء تحرُّكاتهم، ممَّا يُنتج اختلالات طفيفة لا تُلاحَظ بسهولة إلَّا من خلال التحليل الدقيق. فعلى سبيل المثال، عندما يتأخَّر أحد الأزواج المترابطة بالتفاعُل مع تحرُّكات الآخر، قد يُعبِّر ذلك عن وجود فترات تكثيف للطلبات أو إعادة توزيع تتم على نحوٍ مدروس من قِبَل كبار المُشارِكين في السوق.

كيف يُحلِّل المتداولون التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)

يساعد تحليل التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) في الإلمام بالعلاقة الدقيقة بين الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا، وفهم هذه الحالات من عدم التوازن على النحو الصحيح. وعلى عكس العلاقات الترابطية المُباشرة (العلاقات التي تُظهِر فيها حركة أحد الأصول تأثيرًا مباشرًا ومتوقَّعًا على حركة أصل آخر بسبب ترابط اقتصادي واضح) — مثل تأثير أسعار النفط على الدولار الكندي (نظرًا لأن الاقتصاد الكندي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، ما يجعل الدولار الكندي يتحرَّك غالبًا بالتوازي مع تغيُّرات أسعار النفط) — لا يعتمد التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) على وجود أصل يقود حركة الأصل الآخر باستمرار (بل يُركِّز على الأصول التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا دون أن تكون حركة أحدها نتيجة مباشرة لحركة الآخر). إذ يهتم برصد تحوُّلات الزخم بين هذه الأصول، حيث لا يكون أيٌّ منها هو القائد الفعلي لتحرُّكات الآخر، وإنما جرت العادة بأن يتحركا بتناغم، وبالتالي يُشير التبايُن الإجمالي في سلوكهما السعري إلى احتمالات تحرُّك السوق في اتجاه جديد.

رصد حدوث التباعُد

يبدأ المتداولون بمراقبة سلوك السعر عبر أداتَين ماليتَين تُبديان ترابطًا تاريخيًا، أو من خلال مقارنة تحرُّكات السعر لأداة واحدة على إطارين زمنيّين مختلفين. ويُصبح التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) واضحًا عندما يُشكِّل أحد الأصلين قمَّة أعلى أو قاعًا أدنى، بينما يفشل الآخر في القيام بالمثل. فعلى سبيل المثال، إذا سجَّل زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) قمَّة أعلى، في حين توقَّف زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) أسفل قمَّته السابقة، فقد يُشير هذا التناقض إلى ضعف الزخم الصعودي في السوق عمومًا. والعنصر الأساسي هنا هو أن أياًّ من الأصلَين لا يقود حركة الآخر، بل إنَّ التباعُد بحدِّ ذاته، أي عدم اتّساق تحرُّكاتهما في لحظة مفصلية ما، هو الذي يُمثِّل الإشارة التي يعتمد عليها المتداولون في تحليلهم.

ومن العلاقات الترابطية الشائعة التي يستخدمها المتداولون:

بالنسبة لأزواج الفوركس:

●     زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) وزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD)

●     زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) وزوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري (USD/CHF)

●     مؤشِّر الدولار الأمريكي (DXY) وزوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي (USD/CAD)

بالنسبة للعملات الرقمية*:

●     زوج بيتكوين/دولار أمريكي (BTC/USD) وزوج إيثيريوم/دولار أمريكي (ETH/USD)

بالنسبة لمُؤشِّرات الأسهم:

●     مؤشِّر S&P 500 ومؤشِّر NASDAQ

●     مؤشِّر FTSE 100 ومؤشِّر DAX

بالنسبة للسندات:

●     عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات وزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY)

بالنسبة للسلع:

●     خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI)

تفسير التباعُد في حالات القمم والقيعان السوقية

يحمل التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) دلالة خاصة عندما يظهر بالقرب من قمم السوق أو قيعانها. فعند ظهور التباعُد بالقرب من القمم — كحالة تسجيل أحد الأصلين المُترابطين قمَّة أعلى تزامنًا مع فشل الآخر في تحقيقها — فإنَّه غالبًا ما يُشير إلى احتمال انعكاس هبوطي في الأصل الأقوى (أي الذي سجَّل القمَّة الأعلى، إذ يُحتمل أن هذا الاختراق لا يُعبِّر عن زخم حقيقي). وعلى النقيض عند القيعان، فإذا سجَّل أحد الأصلين المُترابطين قاعًا أدنى تزامنًا مع محافظة الآخر على موقعه، فقد يُشير ذلك إلى احتمال انعكاس صعودي في الأصل الأضعف (الذي سجَّل القاع الأدنى). وتُسلِّط حالة عدم التوازن هذه الضوء على المناطق التي قد يشهد فيها الزخم تحوُّلًا.

إضافة السياق العام

نادرًا ما يعتمد المتداولون على استراتيجية التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) بمفردها. بل غالبًا ما يبحثون عن أدلَّة داعمة، مثل تحليل حجم التداوُل، أو التحوُّلات في هيكلية السوق، أو بيانات تدفُّق الطلبات، بهدف تأكيد الإشارة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يُعزِّز وجود تباعُد بالتزامن مع دلائل على تكثيف المُستثمِرين كم قِطاع المؤسَّسات لطلبات البيع بالقرب من قمَّة من احتمالية حدوث حركة هبوطية (إذ إنَّ هذا التباعُد قد يكشف ضعفًا في الزخم العام رغم تسجيل الأصل الأقوى قمَّة جديدة، وعندما يتزامن ذلك مع نشاط بيع مؤسَّسي، فغالبًا ما يكون مؤشرًا على أن هذه القمَّة تُستخدَم لتصفية صفقات الشراء (المفتوحة عند مستويات أدنى)، تمهيدًا لانعكاس الاتجاه نحو الهبوط).

التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) في ظروف السوق المختلفة

يُبدي التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) مظاهرًا ودلالاتٍ مُختلفة بحسب الحالة العامَّة للسوق، ممَّا يُتيح للمُتداوِلين إمكانية استخلاص رؤى تحليليَّة متنوِّعة بين بيئات السوق ذات الاتجاهات السائدة الواضحة وتلك التي تتَّسم بالحركة العرضية. إذ تعتمد كفاءة التحليل القائم على هذا التباعُد على السياق العام الذي يظهر فيه، لذا يُعدُّ الإلمام بكيفية تكيُّفه واختلاف دلالاته باختلاف السيناريوهات المختلفة أمرًا أساسيًّا.

الأسواق ذات الاتجاهات السائدة الواضحة

في الأسواق ذات الاتجاهات السائدة الواضحة، يُشير التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) غالبًا إلى احتمالية حدوث انعكاسات أو توقُّف مؤقّت في الزخم. فعلى سبيل المثال، في حالة وجود اتجاه صاعد قوي، قد يدلُّ ظهور التباعُد عند تسجيل قمَّة جديدة (أي عندما تُسجِّل إحدى الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا قمَّة أعلى بينما تفشل الأخرى في ذلك) على تراجُع الضغط الشرائي (ما يُنذر بأن الزخم الصاعد قد لا يكون مستدامًا، وقد يتبعه انعكاس أو تصحيح سعري). وقد يُشير هذا التناقض في السلوك السعري بين الأداتين المترابطتين إلى أنَّ كبار المُشاركين في السوق من قِطاع المؤسَّسات قد بدأوا بتقليص صفقاتهم (تصفية جزء من صفقات الشراء بهدف جني الأرباح) أو أنَّ سلوكهم يُعبِّر عن بوادر تغيُّر في الاتجاه العام للسوق.

وينطبق المبدأ نفسه على الاتجاهات الهابطة، إذ أنَّ ظهور التباعُد عند تسجيل قاع جديد، أي عندما يُسجِّل سعر إحدى الأداتين المُترابطتين هبوطًا دون حركة مُوافِقَة من الأخرى، قد يُشير إلى ضعف في الزخم البيعي. وغالبًا ما يستغل المتداولون هذه اللحظات لإعادة تقييم تحليلاتهم، والنظر في احتمال حدوث انعكاس أو تصحيح ضمن الاتجاه العام السائد.

الأسواق العرضية (المُتقلِّبة ضمن نطاق سعري واضح)

في بيئة الأسواق المُتقلِّبة ضمن نطاق سعري مُحدَّد، يأخذ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) دَورًا مختلفًا. فبدلًا من الإشارة إلى انعكاسات في الاتجاه، يُسلِّط الضوء غالبًا على احتمالية حدوث اختراقات سعريَّة أو تحرُّكات وهمية زائفة. فعلى سبيل المثال، خلال مرحلة التماسُك السعري، إذا خرجت إحدى الأدوات المترابطة عن النطاق السعري على نحوٍ حاد (اختراق للحد العلوي من النطاق أو كسر للحد السفلي) بينما بقيت الأخرى محصورة ضمن النطاق، فقد يُشير ذلك إلى أنَّ الاختراق غير مُستدام، وأنَّه من المُرجَّح ارتداد السعر ليعود داخل النطاق.

وفي المقابل، إذا أظهرت الأداتان المترابطتان تباعُدًا ملحوظًا عند أطراف النطاق السعري (دون اختراقه أو كسره)، فقد يُشير ذلك إلى أن الأموال الذكية تقوم بتكثيف الطلبات أو إعادة توزيعها تمهيدًا لاختراق سعري حقيقي خارج هذا النطاق.

فئات الأصول المختلفة

لا يقتصر استخدام التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) على نوع معيَّن من الأسواق. ففي سوق الفوركس، يكشف هذا النوع من التباعُد غالبًا عن حالات عدم التوازن الناتجة عن عوامل اقتصادية كبرى، مثل السياسات النقدية للبنوك المركزية. أمَّا في سوق الأسهم، فقد يُشير التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) إلى انتقال السيولة بين القِطاعات المختلفة (أي خروج الاستثمارات من قطاع لصالح آخر استجابةً لتغيُّرات في الحالة الاقتصادية)، أو إلى تعديلات على مستوى المحافظ الاستثمارية يقوم بها كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات (إعادة توزيع الأصول أو تقليص التعرُّض الاستثماري لقِطاعات مُعيَّنة). أما في سوق السلع ولاسيَّما النفط أو الذهب، فقد يظهر التباعُد نتيجة تغيُّرات في ديناميكيات العرض والطلب.

القيود الشائعة والمفاهيم المغلوطة

رغم أنَّ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) يُمثِّلُ أداةً فعَّالة لتحليل حالات عدم التوازن في السوق، فمن الضروري الإلمام بأوجه قصوره وتجنُّب بعض المفاهيم المغلوطة. ففهم التباعُد على نحوٍ غير صحيح قد يُؤدِّي إلى اتِّخاذ قرارات خاطئة، لا سيَّما إذا تمَّ النظر إليه بمعزل عن السياق العام للسوق.

أوجه القصور

●     الإشارات الوهمية الزائفة: لا تُشير كُل حالات التباعُد إلى وجود نشاط مؤسَّسي أو تحوُّلات جوهرية في السوق بالضرورة. فقد تؤدِّي السيولة المنخفضة أو التحرُّكات السعرية العشوائية في بعض الأحيان إلى ظهور تباعُد لا يحمل دلالة مهمَّة.

●     الاعتماد على السياق العام: فدراسة التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) تتطلَّب إلمامًا جيِّدًا بالحالة العامَّة للسوق. وتقلُّ موثوقيته في البيئات التي تتَّسم بتقلُّبات شديدة أو تذبذبات حادَّة، حيث تنكسر العلاقات الترابطية بين الأدوات مؤقتًا.

●     لا يُمكن اعتباره أداة مستقلَّة بذاتها: فالاعتماد الحصري على التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) قد ينطوي على مخاطر. لذا يستخدمه المتداولون بالتزامن مع أشكال أخرى من التحليل، مثل دراسة هيكلية السوق أو بيانات حجم التداوُل.

المفاهيم المغلوطة الشائعة

●     ارتباطه الدائم بنشاط كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات: لا تتضمَّن كل حالات التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) بالضرورة وجود نشاط من الأموال الذكية. فقد ينتج التباعُد كذلك عن نشاط مُتداولِي التجزئة (الأفراد)، أو بسبب أحداث اقتصادية كبرى.

●     التنبُّؤ باتجاه السوق: لا يُعدّ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) أداة تضمن نتيجة معيَّنة، بل يُسلِّط الضوء على وجود اختلال ما في السوق. ويستلزم الأمر إجراء تحليلات إضافية لتقييم ما إذا كان الاتجاه السائد في السوق على وشك الانعكاس أو الاستمرار أو الدخول في حالة تماسك سعري.

●     قابلية التطبيق الشاملة: رغم فاعلية التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) في أسواق متعدِّدة، إلا أنَّه قد لا يكون مناسبًا لجميع الأدوات المالية، وذلك بسبب وجود اختلافات في السيولة (أي مدى توفُّر حجم تداول كافٍ يسمح بتنفيذ الصفقات دون تأثير كبير على السعر، وهو ما يؤثّر على دقة إشارات التباعُد)، أو لاختلاف دوافع التحرُّك الأساسية بين أصل وآخر (كأن يتأثّر أحدها بعوامل اقتصادية أو سياسية خاصة لا تنطبق على الأصل المترابط، مما يُضعف من موثوقية التباعُد الظاهر بينهما).

تطبيقات عملية حول التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)

يُعدّ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) أداةً تحليليَّة مرنة يستخدمها المُتداوِلون لصقل وتحسين استراتيجياتهم وتعزيز إلمامهم بديناميكيات السوق. وفيما يلي بعض التطبيقات العملية الشائعة له:

رصد نقاط التحوُّل في السوق

من الاستخدامات الأكثر شيوعًا للتباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) هو تحديد نقاط الانعكاس المحتملة. فعندما يظهَر التباعُد عند قمم أو قيعان محورية، غالبًا ما يُشير ذلك إلى تغيُّر في الزخم. وعند استخدامه بالتكامُل مع أدوات التداوُل الشائعة الأخرى، مثل مستويات الدعم والمقاومة، أو مفاهيم منهجية تتبُّع سلوك كبار المتداولين (ICT) من قبيل مناطق تكثيف الطلبات (Order Blocks) وفجوات القيمة العادلة (FVG)، يمكن استخدامه لضبط توقيت الدخول أو لتعديل درجة التعرُّض للمخاطر وفقًا لمعطيات الصفقة.

تحسين إدارة المخاطر المُحتمَلة

قد يُسهِم التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) في تحسين إدارة المخاطر عبر تقديم تحذيرات مبكرة بشأن تغيُّر ظروف السوق. فإذا توافق التباعُد مع عوامل أخرى — مثل انخفاض حجم التداوُل أو اقتراب السعر من مستويات دعم أو مقاومة رئيسية — فقد يُشكِّل ذلك إشارة إلى تحريك مستوى وقف الخسارة إلى نقطة أقرب (أي تقليص هامش الخسارة المحتملة) أو تقليص حجم الصفقة، بحسب النهج العام الذي يتبعه المُتداوِل.

وفي الوقت نفسه، يُمكن أن يُساعد في تحديد حدود واضحة لتعيين طلبات وقف الخسارة. فإذا كان لدى المُتداوِل قناعة بأن انعكاسًا سعريًا في أحد الأصول بات مرجَّحًا نتيجة ظهور تباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)، فيُمكن عندها تعيين طلب وقف الخسارة مباشرةً بعد الحدّ الأقصى أو الأدنى الذي تشكَّل أثناء التباعُد (إذ أنَّ تجاوُز هذا المستوى يُعدُّ دلالةً على بطلان إشارة التباعُد).

الأفكار الختامية

يُعَدُّ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) أداة قيِّمة لفهم حالات عدم التوازن في السوق ورصد نقاط التحوُّل المحتملة. ومن خلال دمجه مع أساليب تحليليَّة أخرى، يمكن للمتداولين التوصُّل إلى رؤى مُعمَّقة حول سلوك السعر. أمُستعدٌّ للانتقال من الأفكار النظرية إلى التطبيق العملي واستكشاف هذه المفاهيم في الأسواق الفعلية؟ ما عليك إذًا سوى فتح حساب لدى FXOpen اليوم للوصول إلى الأدوات التي تحتاجها لتحليل التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) عبر أربع منصَّات تداوُل مُتقدِّمة، وتنفيذ استراتيجياتك بفروقات سعرية تنافسية وعمولات منخفضة.

الأسئلة الشائعة

ما المقصود بمصطلح «التباعُد» في التداول؟

يشير التباعُد في التداوُل إلى حالة من التناقض بين سلوك السعر لأصل معيَّن وأحد المؤشِّرات الفنية، أو بين أصلَين مترابطَين تاريخيًا. وغالبًا ما يُعدُّ ذلك إشارةً إلى احتمال تغيُّر في الاتجاه السائد، إذ أنَّ حالة عدم التوازن تُوحي بتحوُّل في زخم السوق.

ما معنى الاختصار SMT في التداوُل؟

يرمز SMT في التداوُل إلى مصطلح Smart Money Technique، أي تقنية تتبُّع الأموال الذكية. ويُعدّ التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) أحد مفاهيم التداوُل وفق منهجية تتبُّع سلوك كبار المتداولين (ICT). ويرتكز هذا المفهوم على رصد حالات عدم التوازن في السوق التي قد تعكس نشاط كبار المُشاركين في السوق من قِطاع المؤسَّسات، وذلك من خلال ملاحظة التباعُد بين الأدوات المالية التي تُبدي ترابطًا تاريخيًا.

ما معنى التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)؟

يشير التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) إلى حالة تفشل فيها أداتان ماليتان مترابطتان في التحرُّك بتناغم. فقد تُسجِّل إحدى الأداتين قمَّة أعلى بينما لا تُسجِّل الأخرى ذلك، أو قد تُسجِّل إحداهما قاعًا أدنى بينما لا تفعل الأخرى. ويُشير ذلك إلى احتمال وجود مُشارَكة من الأموال الذكية، ممَّا يُنذر بتحوُّل مُحتمل في الاتجاه.

هل من أمثلة حول التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT)؟

من الأمثلة الشائعة ما يحدث في سوق الفوركس، حين يُسجِّل زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) قمَّة أعلى، بينما يفشل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) في ذلك. وقد يُشير هذا التباعُد إلى تراجُع الزخم الصعودي، ممَّا يُنذر بانعكاس محتمل في زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD).

ما هو أقوى مؤشِّر للتباعُد؟

رغم أن التباعُد وفقًا لتقنية تتبُّع الأموال الذكية (SMT) يُعدُّ أداةً فعَّالة، ولكن غالبًا ما يستخدمه المُتداوِلون بالتزامن مع مؤشِّرات أخرى مثل مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) أو مُخطَّطات الحجم وفق المستوى السعري للحصول على تأكيد إضافي. وتكون أقوى الإشارات عادةً تلك التي تجمع بين التباعُد وسياق سوقي أوسع.