لنتعرَّف على أُسُس قراءة «شريط الطلبات» وكيفيَّة استخدامها من قِبَل المتداولين
تُعَدُّ قراءة «شريط الطلبات» (Tape reading - أسلوب تداوُل نشأ في أواخر القرن التاسع عشر حينما كانت أسعار الأسهم تُطبع على شرائط ورقية عبر «آلة طباعة شريط الطلبات» اللحظية، ويُقصَد بها اليوم متابعة الصفقات المُنفَّذة في نوافذ «الصفقات والتوقيت» إلى جانب دفاتر الطلبات) طريقةً لتحليل السوق لحظيًا في الوقت الفعلي، تُستخدَم لتتبُّع ضغوط الشراء والبيع. وعلى خلاف المؤشِّرات الفنية التي تعتمد على البيانات التاريخية، تتركَّز قراءة «شريط الطلبات» على الصفقات المُنفَّذة، وتدفُّق الطلبات، والتحوُّلات في السيولة المُتاحة. إذ يستخدمها المُتداوِلون لتقييم الزخم، ورصد عمليات البيع والشراء المُنفَّذة من قِبَل المُشارِكين في السوق من قِطاع المؤسَّسات، وتحسين دقَّة توقيت الدخول والخروج من الصفقات. ويستعرض هذا المقال منهجية قراءة «شريط الطلبات»، ودورها في الأسواق الحديثة، وكيفيَّة تطبيقها من قِبَل المتداولين والاستفادة منها لاتِّخاذ القرارات قصيرة الأجل.
نشأة وتطوُّر «شريط الطلبات»
بدأت قراءة «شريط الطلبات» في أواخر القرن التاسع عشر عندما كانت أسعار الأسهم تُنقَل عبر آلة طباعة «شريط الطلبات» اللحظية، والتي كانت تطبع تحديثات الأسعار لحظة بلحظة بصورة مستمرَّة على شرائط ورقية. وكان المتداولون يجتمعون حول هذه الآلات، بهدف رصد الصفقات الكبيرة أو الأنشطة غير الاعتيادية ليتمكَّنوا من توقُّع تحرُّكات السوق. ويُعَدُّ «جيسي ليفرمور» أحد أوائل وأشهر من احترفوا قراءة «شريط الطلبات»، إذ بنى ثروته من خلال دراسة هذه التغيُّرات السعرية ورصد عمليات البيع والشراء المُنفَّذة من قِبَل المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات.
وبحلول منتصف القرن العشرين، ومع ازدياد سرعة الأسواق وتعقيدها، تمَّ استبدال آلات «شريط الطلبات» بدفاتر الطلبات الإلكترونية (أنظمة رقمية تُظهِر بصورة لحظية جميع طلبات البيع والشراء المعلَّقة عند مستويات سعرية مختلفة، وتكشف عن عمق السوق، أي كمية السيولة المعروضة والمُتاحة للتنفيذ عند كل مستوى سعري). وبدلًا من قراءة الأرقام المطبوعة، بدأ المتداولون باستخدام بيانات السوق من المستوى الثاني (بيانات تفصيليَّة لعمق السوق تُظهِر عدَّة مستويات من طلبات البيع والشراء المُعلَّقة مع أحجام كل طلب، وليس فقط أفضل سعر عرض وطلب كما هو الحال مع بيانات المستوى الأوَّل) ونوافذ جداول «الصفقات والتوقيت» لتتبُّع تدفُّق الطلبات لحظيًا بالزمن الفعلي. وفتحَ هذا الانتقال الأبواب أمام إمكانيات تحليل أكثر دقَّة للسيولة، وجعلَ من السهل ملاحظة كيفيَّة تأثير الطلبات كبيرة الحجم على حركة الأسعار.
ومع ظهور التداوُل الخوارزمي وتوسُع انتشاره (أسلوب يعتمد على برمجيات تنفِّذ الصفقات آليًا وفق معايير مُحدَّدة مُسبقًا) إلى جانب التداوُل عالي الوتيرة (HFT - شكل متقدّم من التداول الخوارزمي، يعتمد على السرعة الفائقة في تنفيذ أعداد هائلة من الصفقات خلال أجزاء من الثانية) في العقد الأوَّل من الألفية الثانية، تغيَّرت بيئة السوق على نحوٍ أعمق. وفي أيامنا، حلَّت أدوات تحليل عمق السوق (أنظمة تُظهِر السيولة المتاحة عند مستويات سعرية متعددة من خلال عرض جميع طلبات البيع والشراء المعلَّقة)، وبرمجيات مراقبة ورصد تدفُّق الطلبات، ومُخطَّطات بصمة السوق (مُخطَّطات أسعار متقدّمة تُظهِر داخل كل شريط سعري توزيع حجم التداول واختلالات العرض – الطلب، مُبيِّنةً السعر الذي سُجِّل عنده أكبر حجم تداول) محل قراءة «شريط الطلبات» بمفهومه التقليدي، لكنَّ المبدأ الأساسي بقيَ كما هو، والمُتمثِّل في: تحليل كيفيَّة تفاعُل المشترين والبائعين في الوقت الفعلي. وبينما توفِّر المُخطَّطات والمؤشِّرات نظرة تحليليَّة تاريخية، تفتح قراءة «شريط الطلبات» نافذةً مباشرةً على السلوك الحالي للسوق، ممَّا يمنح المتداولين ميزة إضافية في الظروف سريعة الحركة.
كيفيَّة قراءة «شريط الطلبات»
في الوقت الحاضر، تدور قراءة «شريط الطلبات» بالكامل حول فكرة جمع بيانات السوق لحظيًا في الوقت الفعلي — وذلك من خلال مراقبة توقيت وآلية تعيين وتنفيذ الطلبات، لتقييم الزخم والسيولة. وعلى العكس من المؤشِّرات الفنية التي تُعبِّر عن حركة السعر الماضية، تتركَّز قراءة «شريط الطلبات» على ما يحدث «في هذه الأثناء». ويستخدمها متداولو الأسهم والفوركس والسلع لتقييم ضغوط الشراء والبيع، ورصد الطلبات الكبيرة، والإلمام بالحالة المعنوية السائدة في السوق أثناء تشكُّلها لحظة بلحظة. ونستعرض فيما يلي أهم المعلومات التي توفِّرها قراءة «شريط الطلبات»:
جدول الصفقات والتوقيت
تُظهِر نافذة «الصفقات والتوقيت» (والمعروفة بالشريط) كل صفقة مُكتملة. ويحتوي كل مُدخَل في هذه النافذة على الوقت، والسعر، وحجم الصفقة، إضافةً إلى ما إذا كانت قد نُفِّذت عند سعر العرض (Bid) أو الطلب (Ask).
- فعندما تُنفَّذ الصفقات عند سعر الطلب (Ask)، فهذا يُشير إلى وجود عمليات شراء اندفاعية، إذ يقبل المشترون دفع السعر المعروض في السوق مباشرةً.
- أمَّا الصفقات التي تُنفَّذ عند سعر العرض (Bid)، فتُشير إلى ضغط بيعي، حيث يقبل البائعون أسعارًا أدنى.
- وغالبًا ما تُشير الصفقات كبيرة الحجم إلى نشاط مؤسَّسي ملحوظ — ورصد هذه الصفقات قد يكشف عن المواقع التي يتمركز فيها كبار اللاعبين في السوق.
نشاط العرض (Bid) – الطلب (Ask)
يُعَدُّ دفتر الطلبات في أيامنا جزءًا من منهجية قراءة «شريط الطلبات». إذ يُظهِر دفتر الطلبات (المستوى الثاني من بيانات السوق أو ما يُسمَّى عمق السوق) عدد طلبات البيع والشراء عند مستويات سعريَّة مختلفة. ورغم أنَّ ليس جميع الطلبات تُنفَّذ، إلا أنَّ المتداولين يراقبون ما يلي:
- تكثيف الشراء (أي تمركز أعداد كبيرة من طلبات الشراء) عند مستوى سعري مُعيَّن، وهو ما قد يُشير إلى اهتمام قوي بالشراء ودعم مُحتمَل عند ذلك السعر.
- تكثيف البيع (وجود طلبات بيع كبيرة) عند مستوى سعري معيَّن، وهو ما قد يعمل كمستوى مقاومة.
- الطلبات التي تظهر أو تختفي بسرعة، وهو ما قد يُشير إلى وجود سيولة مخفية أو طلبات وهمية تهدف إلى تضليل المتداولين.
حجم التداوُل وحجم الصفقات الفرديَّة
تُساعِد التغيُّرات في أحجام التداوُل (إجمالي الكميات المتداوَلة عبر جميع الصفقات) وأحجام الصفقات الفردية المتداولين على تقييم مدى قوَّة الحركة:
- إذ قد يُشير استمرار ظهور صفقات كبيرة الحجم وباتجاه واحد إلى حالة تكثيف أو توزيع من قِبَل المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات (إذ يُشير التكثيف إلى قيام كبار المُشاركين في السوق بشراء الأصل تدريجيًّا لزيادة أحجام صفقاتهم استعدادًا للصعود، بينما يشير التوزيع إلى قيامهم ببيع هذه الصفقات تدريجيًّا لجني الأرباح قبل الهبوط).
- بينما قد تُشير الزيادة المفاجِئة في الصفقات الصغيرة إلى مشاركة المتداولين الأفراد بدلًا من التحرُّكات على مستوى قِطاع المؤسَّسات.
- كما أنَّ الانخفاض المفاجئ في نشاط التداوُل عقب حركة سعرية حادَّة قد يكون دلالة على حالة استنزاف لزخم الاتجاه السائد أو على احتمال حدوث انعكاس.
سرعة تنفيذ الصفقات
لسرعة تنفيذ المعاملات أهميتها.
- إذ تُشير المعاملات السريعة والمتواصلة إلى وجود حالة استعجال — حيث يُظهِر المشترون أو البائعون اندفاعًا واضحًا في الاستحواذ على السيولة.
- بينما قد يُشير التباطؤ في المعاملات قرب مستوى سعري رئيسي إلى حالة تردُّد أو تحوُّل في المعنويات السائدة.
مقارنة بين قراءة «شريط الطلبات» والتحليل الفني والأساسي
تختلف قراءة «شريط الطلبات» عن التحليل الفني والأساسي من حيث المنهجية والإطار الزمني. فبينما يدرس المتداولون ممَّن يعتمدون على أُسُس التحليل الفني أنماط مُخطَّطات الأسعار التاريخية، ويركِّز المحللون ممَّن يعتمدون على العوامل الأساسيَّة على أداء الشركات والبيانات الاقتصادية، يركّز مُتبعو منهجية قراءة «شريط الطلبات» على تدفُّق الطلبات لحظيًا في الوقت الفعلي لتقييم توجُّه السوق مع تطوِّره.
التحليل الفني
يعتمد المتداولون الفنيون على أنماط مُخطَّطات الأسعار، والمتوسِّطات المُتحرِّكة، والمُؤشِّرات المُتأرجحة (والمعروفة أيضًا باسم المتذبذبات) لرصد الاتجاهات السائدة ونقاط الانعكاس المحتملة. وتستند هذه الأدوات إلى بيانات الأسعار الماضية، ممَّا يعني أنَّها تتأخَّر عن النشاط الفعلي للسوق. فعلى سبيل المثال، ينتظر المتداول الذي يستخدم استراتيجية تقاطع المتوسِّط المُتحرِّك (أسلوب يعتمد على رسم متوسطين متحركين لفترتين زمنيتين مختلفتين، ويُولِّد إشارة شراء عندما يخترق المتوسط القصير الأجل المتوسط الطويل الأجل صعودًا، أو إشارة بيع عند اختراقه هبوطًا) حدوث تأكيد قبل اتِّخاذ قرار، بينما يرى من يقرأ «شريط الطلبات» تغيُّر الزخم في لحظة حدوثه عبر متابعة تدفُّق الطلبات.
التحليل الأساسي
يُعَدُّ التحليل الأساسي طويل الأجل نسبيًا، إذ يعتمد على القوائم المالية ( تقارير محاسبية رسمية تصدرها الشركات، مثل قائمة الدخل، والميزانية العمومية، وقائمة التدفقات النقدية، وتُظهِر أداءها المالي ومركزها الاقتصادي)، وتقارير الأرباح، والمؤشِّرات الاقتصادية الكليَّة. ويركِّز المستثمرون الذين يستخدمون هذه المنهجية على عوامل من قبيل نمو الإيرادات، وأسعار الفائدة، واتجاهات القِطاعات، لاتِّخاذ قرار بشأن ما إذا كان سعر السهم منخفضًا أو مرتفعًا مقارنةً بقيمته الفعلية. وعلى النقيض من ذلك، تُهمِل قراءة «شريط الطلبات» هذه المقاييس كليًا — إذ يستخدمها المتداولون قصيرو الأجل ممَّن يتفاعلون مع ضغوط البيع والشراء اللحظية.
موقع قراءة «شريط الطلبات» ضمن أساليب التحليل
يجمع كثير من المتداولين بين أكثر من منهجية في آنٍ واحد. فقد يستخدم المتداول اليومي التحليل الفني لتحديد المستويات السعرية المهمَّة، ثمَّ يُطبِّق قراءة «شريط الطلبات» لضبط دقَّة نقاط الدخول والخروج. وبالمثل، قد يلجأ متداول التأرجح (السوينج/التداوُل على المدى المتوسِّط) الذي يتابع تقارير الأرباح إلى قراءة «شريط الطلبات» ليرى كيف يتفاعل كبار اللاعبين في السوق. وتُقدِّم كل منهجية رؤى تحليليَّة مختلفة، إلَّا أنَّ قراءة «شريط الطلبات» تنطوي على ميزة فريدة: فهي تكشف معنويات السوق لحظيًا في الوقت الفعلي، وتُساعد المتداولين على تقييم الزخم قبل أن تصبح تحرُّكات الأسعار واضحة للجميع.
مزايا وعيوب قراءة «شريط الطلبات»
تمنح قراءة «شريط الطلبات» المتداولين نظرة عن قرب على نشاط السوق لحظيًا في الوقت الفعلي، لكنَّها في المقابل تأتي مع تحديات، لاسيَّما في الأسواق الإلكترونية الحديثة (أي الأسواق التي تتم فيها جميع عمليات عرض الأسعار، وتعيين الطلبات، وتنفيذها عبر منصَّات رقمية وأنظمة تداوُل آلية، بدلًا من قاعات التداول التقليدية).
المزايا
- رؤى تحليليَّة لحظية مباشرة: بخلاف المؤشِّرات المتأخرة، تعكس قراءة «شريط الطلبات» ضغوط البيع والشراء المباشرة، ممَّا يُساعد المتداولين على التفاعل قبل أن تصبح تغيُّرات الأسعار جلية.
- رصد المشترين والبائعين الكبار: غالبًا ما يُنفِّذ المُستثمِرون من قِطاع المؤسَّسات طلباتهم وفق أنماطٍ مُحدَّدة، تاركين وراءهم إشارات على «شريط الطلبات». ويساعد التعرُّف على هذه الأنماط المتداولين على تقدير الاتجاه المحتمل للأسعار.
- ضبط أكثر دقَّة لنقاط الدخول والخروج: من خلال تتبُّع تدفُّق الطلبات قرب المستويات السعريَّة الرئيسيَّة، يُمكن للمتداولين تحديد توقيت صفقاتهم على نحوٍ أدق بدلًا من الاعتماد فقط على إشارات ثابتة من المخططات.
- أداة فعَّالة في الأسواق سريعة الحركة: تُعتبَر قراءة «شريط الطلبات» ذات قيمة خاصَّة في استراتيجيات المُضاربة السريعة (السكالبينج) والتداول اليومي، حيث يلعب الزخم قصير الأجل دورًا محوريًا.
العيوب
التشويش الناتج عن التداوُل الآلي الخوارزمي: تقوم شركات التداوُل عالي الوتيرة بتعيين وإلغاء الطلبات بسرعة كبيرة، ممَّا يجعل من الأصعب تفسير العرض والطلب الحقيقيين.
- عملية تعلُّم لا تخلو من الصعوبة: فعلى خلاف التحليل الفني الذي يوفِّر أنماطًا مرئيّة جاهزة على المُخطَّطات، تتطلَّب قراءة «شريط الطلبات» خبرة في رصد التغيُّرات الجوهرية في تدفُّق الطلبات (من خلال المتابعة اللحظية للصفقات ودفاتر الطلبات).
- مجهدة ذهنيًا: إن مراقبة «شريط الطلبات» باستمرار قد تكون مُرهِقة، وتتطلّب مستوىً عاليًا من التركيز وسرعة في اتِّخاذ القرار.
- أقل فاعليّة في الأسواق ضعيفة السيولة: عندما تكون أحجام التداوُل منخفضة، تصبح قراءة «شريط الطلبات» غير موثوقة، إذ إن قلَّة الصفقات تعني بيانات محدودة وغير كافية لبناء استنتاجات دقيقة، مما يجعل من الصعب رصد الأنماط أو قياس ضغوط الشراء والبيع بصورة واقعية.
مُخطَّطات بصمة السوق (Footprint) وبرمجيات مراقبة ورصد تدفُّق الطلبات
وبينما يعتمد بعض المتداولين على البيانات الخام لتدفّق الطلبات في قراءة «شريط الطلبات»، فإن كثيرًا منهم يستخدمون مُخطَّطات بصمة السوق (Footprint Charts)، إلى جانب برمجيات مراقبة ورصد تدفُّق الطلبات (مثل Sierra Chart، Bookmap، NinjaTrader وهي منصّات تفاعلية توفّر أدوات متقدّمة لعرض عمق السوق والصفقات المنفَّذة وتتبّع تغيُّرات العرض والطلب لحظيًا)، وذلك لتقديم تصوُّر أكثر فاعليَّة لضغوط البيع والشراء (أي تمثيلها بصريًا بطريقة منظَّمة تجعل من السهل تمييز مواضع السيولة واتجاهات التدفّق).
تُظهِر مُخطَّطات بصمة السوق الصفقات المُنفَّذة داخل كل شمعة سعرية، موضِّحةً توزيع حجم التداوُل عبر المستويات السعريَّة المختلفة، وحالات عدم التوازن بين العرض والطلب، إضافةً إلى نقطة السيطرة (POC)، وهي المستوى السعري الذي سُجِّل عنده أكبر حجم تداوُل. ويساعد ذلك المتداولين على معرفة أماكن تركُّز السيولة، وما إذا كان المشترون أو البائعون يسيطرون على السوق.
وتوفِّر برمجيات مراقبة تدفّق الطلبات أدوات متقدّمة مثل الخرائط الحراريَّة (تمثيل بصري يُظهر تراكم طلبات البيع والشراء المعلَّقة في دفتر الطلبات، بحيث تُلوَّن المستويات ذات السيولة الأكبر بألوان أكثر كثافة)، والتغيُّر التراكمي (مؤشِّر يُقيس الفرق الصافي (الدلتا) بين حجم صفقات الشراء عند الطلب وحجم صفقات البيع عند العرض، بحيث يُظهر التغيُّر التراكمي لهذا الفارق على مدى الزمن لرصد ميل السوق)، وملفَّات الحجم (أداة تُبيِّن توزيع حجم التداوُل عند مختلف مستويات الأسعار خلال فترة محددة، وتُبرز المستويات التي شهدت أكبر اهتمام من المتداولين). وتُبرِز الخرائط الحراريَّة أماكن كثافة السيولة المُعلَّقة في دفتر الطلبات، كاشفةً عن المواقع التي قد يتمركز فيها كبار اللاعبين في السوق. ويتتبَّع «التغيُّر التراكمي» الفارق بين صفقات الشراء والبيع في السوق، ممَّا يُساعد المتداولين على تقييم تحوُّلات الزخم.
وتُوفِّر هذه الأدوات منهجية أكثر تنظيمًا لقراءة «شريط الطلبات»، حيث تعمل على تصفية الضجيج وتجعل من الأسهل رصد الطلبات الكبيرة، وحالات الاستيعاب المُكثَّف للطلبات (حالة تُظهِر فيها السوق قدرة على استيعاب كميات ضخمة من طلبات البيع أو الشراء دون أن يتحرَّك السعر بشكل ملحوظ، ممَّا يدل على وجود سيولة مؤسسَّية تستوعب تلك الطلبات)، والانعكاسات المحتملة. ورغم أنَّ الخبرة كانت ولا تزال أمرًا جوهريًا، فإنَّ البرمجيات الحديثة تمنح المتداولين رؤية أوضح لسلوك السوق تتجاوز مُجرَّد بيانات «الصفقات والتوقيت» الخام.
الأفكار الختامية
تحافظ منهجية قراءة «شريط الطلبات» على دورها كأداة قيِّمة للمتداولين الساعين لتحليل تدفُّق الطلبات وسيولة السوق لحظيًا في الوقت الفعلي. ورغم وجود العديد من الخوارزميات التي تُنفِّذ الصفقات، فإنَّ الإلمام بالصفقات المُنفَّذة وديناميكيات العرض (Bid) – الطلب (Ask) يمكن أن يمنح ميزة في الظروف سريعة الحركة. ولتطبيق هذه المهارات في الأسواق الحيَّة، افتح حسابًا لدى FXOpen وتمتَّع بأدوات تداوُل متقدِّمة وظروف سوق تنافسيَّة.
الأسئلة الشائعة
هل نُعَدُّ قراءة «شريط الطلبات» منهجية مفيدةً في التداوُل حتى يومنا هذا؟
نعم، لكن كيفيَّة تطبيقها في عالم التداوُل قد شهدت تغيُّرًا. فبينما كانت قراءة «شريط الطلبات» التقليدية تتركَّز على «الشريط» المطبوع ورقيًا، يستخدم المتداولون المعاصرون بيانات «الصفقات والتوقيت»، ودفاتر الطلبات من المستوى الثاني، ومُخطَّطات بصمة السوق لتحليل تدفُّق الطلبات. لقد جعل التداوُل عالي الوتيرة والأنشطة القائمة على الخوارزميات المبرمجة قراءة «شريط الطلبات» أكثر تعقيدًا، لكنها ما تزال ذات قيمة لمتداولي المضاربة السريعة (السكالبينج)، والمتداولين اليوميين، وأولئك الساعين لمواكبة أنشطة المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات.
ما هي المبادئ الأساسيَّة لقراءة «شريط الطلبات»؟
تقوم قراءة «شريط الطلبات» على تحليل تدفُّق الطلبات لحظيًا في الوقت الفعلي. إذ يركِّز المتداولون على الصفقات المُنفَّذة (من خلال جدول الصفقات والتوقيت)، ونشاط العرض (Bid) – الطلب (Ask) (من خلال دفتر الطلبات)، وتحوُّلات الحجم، وسرعة تنفيذ المعاملات لتقييم ضغوط البيع والشراء. والهدف هو فهم كيفيَّة تحرُّك السيولة داخل السوق ورصد مؤشِّرات تدلُّ على حالات تكثيف أو توزيع الطلبات من قِبَل كبار المُستثمِرين من قِطاع المؤسَّسات.
ما الفرق بين دفتر الطلبات و«شريط الطلبات»؟
يُظهِر دفتر الطلبات (المستوى الثاني من بيانات السوق أو ما يُسمَّى عمق السوق) الطلبات المعلَّقة عند مستويات سعرية مختلفة، مُمثِّلًا السيولة التي قد تتحوَّل إلى صفقات فعلية عند مطابقتها مع طلبات مقابلة (أي تُنفَّذ)، أو قد تبقى مُعلَّقة دون تنفيذ في حال عدم وجود طرف مقابل موافِق. بينما يُظهِر «شريط الطلبات» (أو ما يُعرف في أيامنا باسم جدول الصفقات والتوقيت) المعاملات المُكتملة، كاشفًا عن نشاط البيع والشراء الفعلي لحظيًا.
ما الفرق بين التحليل الفني وقراءة «شريط الطلبات»؟
يعتمد التحليل الفني على أنماط الأسعار التاريخية والمؤشِّرات، بينما تتركَّز قراءة «شريط الطلبات» على الصفقات المُنفَّذة لحظيًا وعمق السوق. إذ يُراقب المتداولون الذين يعتمدون على أُسُس التحليل الفني مُخطَّطات الأسعار، بينما يُحلِّل المتداولون الذين يستخدمون قراءة «شريط الطلبات» تدفّق الطلبات المباشر لتقييم الزخم وتحوُّلات السيولة.
كيف تتم قراءة «شريط الطلبات»؟
يُظهَر «شريط الطلبات» بشكله المعاصر الحديث في نوافذ «الصفقات والتوقيت» ضمن منصَّات التداوُل. حيث يراقب المتداولون الأسعار، وأحجام الصفقات، وما إذا كانت المعاملات تتم عند سعر العرض (Bid) أو الطلب (Ask). يُشير الشراء السريع والمتكرِّر عند سعر الطلب (Ask) إلى وجود طلب قوي، بينما يُعبِّر البيع المستمر عند سعر العرض (Bid) عن ضغط بيعي واضح.