مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة من الألف إلى الياء: كيفيَّة استخدام مؤشِّر RSI في التداوُل
ما هو مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟ يُعَدُّ مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) أحد أشهر المؤشِّرات المُتأرجحة (أو ما يُسمَّى بالمتذبذبات، وهي أدوات تحليل فني تتحرَّك قيَمها صعودًا وهبوطًا ضمن نطاق مُحدَّد، ومن هنا أتى اسم التذبذب أو التأرجح. لتُظهِر شدَّة الزخم وتُشير إلى حالات التشبُّع الشرائي أو البيعي). يُفضِّل العديد من المتداولين مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) على غيره من مؤشِّرات الزخم (أدوات تحليل فني تقيس سرعة وشدَّة حركة السعر لتقييم قوَّة الاتجاه السائد والكشف عن حالات التشبُّع الشرائي أو البيعي)، وذلك نظرًا لقدرته على إنشاء إشارات عديدة وإمكانية استخدامه عبر أُطُر زمنية مختلفة ولأصول متنوِّعة بمُجرَّد إدخال تغييرات طفيفة على إعداداته. وفي هذا المقال من FXOpen ستتعرَّف على ماهيَّة مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) وكيفيَّة استخدامه ضمن استراتيجيات التداوُل.
ما معنى مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟
يُصنَّف مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) كأحد مؤشِّرات الزخم. طوَّره J. Welles Wilder Jr. (مهندس ومُحلِّل فني أمريكي بارز، ابتكر عدة مؤشِّرات شهيرة) وقدَّمه للمرَّة الأولى عام 1978 في كتابه المعنون أنظمة التداوُل القائمة على التحليل الفني من منظورٍ جديد (New Concepts in Technical Trading Systems). قُدِّم المُؤشِّر كأداة لرصد حالات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي من خلال قياس سرعة وشدَّة التغيُّرات الأخيرة في السعر. ويستخدِمه المتداولون في أيامنا لرصد حالات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي وحالات التباعُد والاتجاهات السائدة.
طوَّر Wilder مؤشِّرات فنيّة شائعة أخرى، من بينها مؤشِّر متوسّط المدى الحقيقي (ATR) ومُؤشِّر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) ومؤشِّر التوقَّف والانعكاس (Parabolic SAR).
كيف يظهر المؤشِّر عند تطبيقه على المُخطَّط؟
يُعَدُّ مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) أحد المؤشِّرات المُتأرجحة (المُتذبذبات)، وبالتالي يُعرَض أسفل مُخطَّط السعر ولا يتداخل مباشرةً مع السعر نفسه. يتكوَّن من خط واحد فقط ويتأرجح ضمن نطاق يتراوح من 0 وحتى 100.
ومن الأسئلة الشائعة، «كيف يبدو مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) على مُخطَّطات الأسهم؟»، والإجابة ببساطة أنَّه مماثل لما هو عليه في مُخطَّطات السِّلع وأزواج العملات الأجنبية (الفوركس) والعملات الرقمية. ونُبيِّن فيما يلي أمثلة لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) على سهم شركة أمازون (Amazon) وعلى زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD).
مثال لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) في سوق الفوركس
مثال لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) في الأسهم
كيفيَّة احتساب قيمة مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
قد يكون احتساب RSI معقَّدًا بعض الشيء. لكنك لن تُضطر لاحتسابه يدويًا، فهو من المؤشرات القياسيَّة الشائعة والمدمجة في معظم منصَّات التداول. فعلى سبيل المثال، يمكنك استخدام منصَّة TickTrader للاطِّلاع على مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) دون إجراء أي عمليات حسابية مُعقَّدة.
وبالمقابل، من المفيد أن تفهم طريقة احتسابه لتدرك العوامل التي قد تؤثِّر على أدائه.
لنتعرَّف على الصيغة الرياضية لاحتساب مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
الصيغة الرياضية لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
تعتبر الفترة الأكثر شيوعًا لاحتساب مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) هي 14 فترة (شمعة)، أي أنَّ قيَمَه تُستمدُّ من أسعار الإغلاق لآخر 14 فترة بغضّ النظر عن الإطار الزمني المستخدم. وسنستخدم هذه الفترة مثالًا على كيفيَّة احتساب مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI).
الخطوة الأولى: احتساب متوسِّط المكاسب ومتوسِّط الخسائر
لاحتساب متوسِّط المكاسب (أي المتوسِّط الحسابي لجميع الزيادات في السعر خلال عدد من الفترات = مجموع الزيادات ÷ عددها) ومتوسِّط الخسائر (أي المتوسِّط الحسابي لجميع التراجُعات في السعر خلال نفس الفترات = مجموع التراجعات ÷ عددها)، لا بُدَّ من احتساب مقدار تغيُّر السعر مقارنةً بالفترة السابقة (أي طرح سعر الإغلاق في الفترة السابقة من سعر الإغلاق الحالي، فإذا كانت النتيجة موجبة فهي مكسب، وإذا كانت سالبة فهي خسارة).
ملاحظة: إذا كان السعر الحالي أعلى من السعر السابق (وبالتالي ناتج طرح سعر الإغلاق في الفترة السابقة من سعر الإغلاق الحالي موجب)، فأضِف مقدار المكسب إلى مُتغيِّر إجمالي المكاسب. وإذا كان السعر قد انخفض عن الفترة السابقة (وبالتالي ناتج طرح سعر الإغلاق في الفترة السابقة من سعر الإغلاق الحالي سالب)، فأضِف القيمة إلى مُتغيِّر إجمالي الخسائر.
بعد احتساب التغيُّر على مدار 14 فترة (أي تكرار الخطوة السابقة على عدد الفترات المطلوبة وهي طرح سعر الإغلاق السابق من سعر الإغلاق الحالي وإضافة النتيجة إمَّا للمكاسب أو الخسائر)، اجمع المكاسب وقسّمها على 14، واجمع الخسائر وقسّم الإجمالي على 14 (وبذلك تحتسب متوسِّط المكاسب ومتوسِّط الخسائر).
الخطوة الثانية: احتساب القوّة النسبيّة (RS)
القوّة النسبيَّة (RS) = متوسط المكاسِّب ÷ متوسِّط الخسائر
لاحتساب القوّة النسبيّة، أوجِد ناتج قسمة متوسِّط المكسب على متوسِّط الخسائر.
الخطوة الثالثة: احتساب مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
بعد احتساب قيمة القوَّة النسبيَّة (RS)، يمكنك الانتقال إلى خطوة احتساب قيمة مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI). وللقيام بذلك، أضِف العدد 1 إلى قيمة RS المُحتسبة، ثمَّ قسِّم 100 على المجموع الناتج (أي على RS مُضافًا إليها 1)، واطرح النتيجة ككل من 100.
مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة = 100 مطروحًا منها [100 ÷ (1 + RS)]
كيفيَّة تفسير نتائج مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
إلى جانب تحديد ما إذا كانت أسعار الأصول منخفضة أو مرتفعة مقارنةً بقيمتها الحقيقية، يُساعِد هذا المُؤشِّر المُتأرجح المتداولين على تحديد انعكاسات الاتجاه والتراجعات التصحيحية المؤقَّتة. كما يمكنك الحصول على إشارات شراء وبيع باستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI).
مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI): كمؤشِّر لحالات بلوغ التشبُّع الشرائي/البيعي
أترغب بمعرفة كيفيَّة قراءة إشارات مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟ تنصُّ القاعدة العامَّة على أنَّه عندما يقع المُؤشِّر دون مستوى 30، يكون الأصل في حالة تشبُّع بيعي، وبالتالي من المُتوقَّع صعود السعر قريبًا. وعلى العكس، عندما يتجاوز مستوى 70، يكون الأصل في حالة تشبُّع شرائي، ومن المُتوقَّع أن يتراجع السعر قريبًا. وعادةً ما يفتح المتداولون صفقات شراء عند صعود المُؤشِّر فوق مستوى 30 (لأنَّهم يعتبرون أنَّ الأصل قد خرج من حالة التشبُّع البيعي، وبالتالي يهدفون إلى الاستفادة من ارتداد صعودي مُحتمل)، ويفتحون صفقات بيع عند هبوطه دون مستوى 70 (لأنَّهم يرون أن الأصل قد غادر منطقة التشبُّع الشرائي، وبالتالي يهدفون إلى اقتناص حركة هبوطية مُحتملة أو تصحيح سعري).
ومع ذلك، من الضروري تذكُّر أنَّ مُجرَّد اختراق مستوى مُعيَّن لا يعني بالضرورة انعكاس السعر فورًا.
فمثلًا، على المُخطَّط اليومي لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD)، دخل مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) منطقة التشبُّع البيعي في 22 أبريل، وخرج منها لفترة وجيزة في 4 مايو، لكنّه عاد إليها ولم يبدأ الحركة الصعودية سوى في 15 مايو (ممَّا يدل على أنَّ إشارات مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) لا تعني بالضرورة انعكاسًا فوريًا في الاتجاه، بل قد تُشير فقط إلى احتمال حدوث تصحيح مؤقَّت قبل استئناف الحركة الرئيسيَّة).
مثال على مُؤشِّر RSI في حالة تشبُّع بيعي
عند استخدام إشارات التشبُّع الشرائي/البيعي، يضع المتداولون في حسبانهم أنَّها قد تُعبِّر عن مُجرَّد تصحيحٍ وشيك لا عن انعكاس في الاتجاه السائد. فمثلًا، كان زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) يتداول في اتجاه هابط قوي، وقد وفَّر مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) إشارةً على تصحيح قصير الأجل فقط.
وللتمييز بين التراجُعات التصحيحية المؤقَّتة وانعكاسات الاتجاه، يجمع المتداولون بين مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) وأدوات أخرى. فقد يؤكِّد تقاطع المتوسِّط المُتحرِّك (MA) أو المتوسِّط المُتحرِّك الأسي (EMA) حدوث تغيُّر في الاتجاه (أي عندما يخترق المتوسِّط القصير الأجل المتوسِّط الأطول أمدًا صعودًا فيما يُعرَف بالتقاطع الصعودي، أو يهبط دونه فيما يُعرَف بالتقاطع الهبوطي).
استراتيجية تتبُّع حالات التشبُّع البيعي باستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
على المُخطَّط أعلاه، اخترق مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) مستوى 30 صعودًا في 28 سبتمبر (في إشارةٍ إلى خروج الأصل من منطقة التشبُّع البيعي واحتمال بدء ارتداد صعودي). وفي هذه الحالة، من الممكن الدخول في صفقة شراء (طويلة) في ضوء توقُّع ارتفاع السعر مع استخدام طلب جني أرباح مُتحرِّك (آلية لإغلاق الصفقة تلقائيًا عند مستويات ربح تتزايد تدريجيًا مع تحرّك السعر في الاتجاه المطلوب، وذلك بهدف تأمين الأرباح المُحقَّقة والحد من مخاطر فقدانها في حال انعكس الاتجاه). وبعد حدوث تقاطع خطّي المتوسِّط المُتحرِّك (MA) والمتوسِّط المُتحرِّك الأسي (EMA) عند النقطة المُشار إليها بالرقم (1) في المُخطَّط (ممَّا يُشير إلى تأكيد انعكاس الاتجاه وبدء حركة صعودية جديدة)، يُمكن للمتداول أن يستمر في رفع مستوى جني الأرباح تدريجيًا بما يتماشى مع حركة السعر (وذلك لضمان تثبيت الأرباح المُحقَّقة وحمايتها في حال انعكس الاتجاه). ومن الخيارات البديلة أن يُعيِّن المتداول طلب جني الأرباح عند أقرب مستوى مقاومة عند النقطة المُشار إليها بالرقم (2) في المُخطَّط أعلاه، ثمَّ ينتظر إلى حين حدوث التقاطع بين خطَّي المتوسطين لتأكيد إشارة الانعكاس قبل المضي قُدمًا. وبعد التأكيد، يُمكن للمتداول فتح مركز شراء آخر مستفيدًا من استمرار الاتجاه الصاعد.
كيفيَّة استخدام حالات التباعُد لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) في التداوُل
ومن الطرق الأخرى لاستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) هو البحث عن حالات التباعُدبين المُؤشِّر ومُخطَّط السعر (ويقصَد بالتباعُد الحالة التي يتحرَّك فيها مُخطَّط السعر في اتجاه ما، بينما يسلك المؤشِّر اتجاهًا مغايرًا، ممَّا يُشير غالبًا إلى ضعف الاتجاه السائد واحتمال انعكاسه). والقواعد في هذه الحالة كالتالي:
حالات التباعُد العادي:
● تُعدُّ صعودية عندما: يهبط السعر مُشكِّلًا قاعًا أدنى، بينما يتحرَّك مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) صعودًا مُسجِّلًا قيعانًا أعلى، عندها يُعَدُّ ذلك تباعُدًا صعوديًا في مُؤشِّر RSI، ويُتوقَّع أن يرتفع السعر.
● تُعدُّ هبوطية عندما: يرتفع السعر مُشكِّلًا قممًا أعلى، بينما يتحرَّك مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) هبوطًا مُسجِّلًا قممًا أدنى، عندها يُعَدُّ ذلك تباعُدًا هبوطيًا في مُؤشِّر RSI، ويُتوقَّع أن ينخفض السعر.
التباعُدات الخفيَّة:
● تُعدُّ صعودية عندما: يرتفع السعر مُشكِّلًا قيعانًا أعلى، بينما ينخفض مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) مُسجِّلًا قيعانًا أدنى، يتوقَّع المتداولون أن يرتدّ السعر صعودًا.
● تُعدُّ هبوطية عندما: يهبط السعر مُشكِّلًا قممًا أدنى، بينما يتحرَّك مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) صعودًا مُسجِّلًا قممًا أعلى، يعتقد المتداولون أنَّ السعر سيتراجع.
التباعُد العادي والخفي لمُؤشِّر RSI
في مثال مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) الموضَّح في المخطَّط أدناه، تكوَّن تباعُد هبوطي عادي بين المؤشِّر والسعر (حيث سجَّل السعر قممًا أعلى بينما سجَّل RSI قممًا أدنى، وهو ما يُشير إلى ضعف الزخم الصعودي واحتمال انعكاس الاتجاه هبوطًا). ونتيجة لذلك، تراجع السعر عند النقطة المُشار إليها بالرقم (1). كما ظهر تباعُد آخر قبل الهبوط (وهو تباعُد هبوطي أيضًا، لأن السعر واصل تسجيل قمة أعلى بينما انخفضت قمة RSI، وبالتالي كان من الممكن تفسيره على أنَّه إشارة إلى انعكاس هبوطي وشيك)، لكن الانخفاض السعري كان قصير الأجل (أي أن الإشارة عكست مجرد تصحيح محدود ولم تتحوَّل إلى انعكاس قوي)، كما هو واضح عند النقطة المُشار إليها بالرقم (2). ويُبرز ذلك المخاطر المرتبطة بالإشارات غير الدقيقة التي قد يُصدرها تباعُد مُؤشِّر RSI أحيانًا.
كيف نتجنَّب حالات التباعُد الوهمية الزائفة في مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟
للحدّ من مخاطر حالات التباعُد الزائفة، يمكن للمتداولين استخدام مؤشِّرات قياس قوَّة الاتجاه السائد مثل مُؤشِّر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) أو أدوات تُظهر تغيُّر الاتجاه مثل المتوسطات المُتحرِّكة.
مثال على حالة تباعُد في مُؤشِّر RSI
التأرجحات المُتعثِّرة (محاولات الاختراق غير المكتملة) لمؤشِّر القوّة النسبية (RSI): إحدى إشارات الانعكاس الأقل شيوعًا
هناك إشارة أخرى يمكن للمتداولين أخذها في الحسبان، وهي التأرجحات المُتعثِّرة لمؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) (أي محاولات غير مكتملة لاختراق مستويات التشبّع الشرائي أو البيعي) والتي تحدث غالبًا قبل انعكاس قوي في الاتجاه السائد. ورغم أنَّ هذا النمط أقل شيوعًا من غيره، إلَّا أنَّه من الممكن إضافته إلى مجموعة أدوات التحليل الفني التي يستخدمها المتداول.
وتقوم هذه النظرية على أساس أن المتداولين لا يلتفتون إلى سلوكيات السعر، بل يركّزون على قراءة المؤشِّر نفسه فقط.
● انعكاس صعودي: قد يتحوَّل الاتجاه إلى صعودي عندما يكسر مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) مستوى 30 هبوطًا ويدخل منطقة التشبّع البيعي، ثم يرتفع مجددًا متجاوزًا هذا المستوى ليخرج من المنطقة، وبعدها يعود ليقترب من مستوى 30 مرة أخرى دون أن ينجح في كسره هبوطًا، ليرتد صاعدًا مواصلًا الارتفاع.
● انعكاس هبوطي: قد ينعكس الاتجاه إلى هبوطي عندما يدخل مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) منطقة التشبّع الشرائي متجاوزًا مستوى 70 صعودًا، ثم يتراجع هابطًا دون هذا المستوى، وبعدها يعود ليلامس مستوى 70 مرة أخرى لكنّه يفشل في اختراقه صعودًا، ليرتدَّ هابطًا مستأنفًا الانخفاض.
مثال على التأرجحات المُتعثِّرة (محاولات الاختراق غير المكتملة) لمؤشِّر القوّة النسبية (RSI)
في المُخطَّط أعلاه، كسر المؤشِّر مستوى 30 هبوطًا، ثم صعد مجددًا ليخرج من منطقة التشبُّع البيعي، وبعدها أعاد اختبار مستوى 30 دون أن ينجح في كسره كما هو واضح عند النقطة المُشار إليها بالرقم (1). وفي الوقت نفسه، سجَّل السعر قاعًا جديدًا، ثمَّ انعكس الاتجاه الهابط ليتحوَّل إلى صعودي كما هو واضح عند النقطة المُشار إليها بالرقم (2).
تظهر التأرجحات المُتعثِّرة لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) بوتيرة أعلى على الأُطُر الزمنية القصيرة، غير أنَّ ظهورها لا يعني بالضرورة انعكاس الاتجاه السائد. لذلك، يجمع المتداولون بين مُؤشِّر RSI ومؤشِّرات الاتجاه وحجم التداوُل.
كيف يرصد المتداولون الاتجاهات السائدة في السوق باستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
يمكن استخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) لرصد الاتجاه السائد في السوق. لاحظت Constance Brown، مؤلفة عدد من الكتب عن التداوُل، في كتابها التحليل الفني لمحترفي التداوُل (Technical Analysis for the Trading Professional)، أنَّ مُؤشِّر RSI لا يتأرجح بالضرورة بين 0 و100. ففي الاتجاه السائد الصعودي، يتحرَّك عادةً في نطاق يتراوح من 40 وحتى 90. وفي الاتجاه السائد الهبوطي، يتأرجح عادةً بين 10 و60.
ولتحديد الاتجاه السائد، يأخذ المتداولون مستويات الدعم والمقاومة في الحسبان. ففي الاتجاه الصعودي، تكون المنطقة من 40 وحتى 50 بمثابة منطقة دعم. وفي الاتجاه الهبوطي، تكون المنطقة من 50 وحتى 60 بمثابة منطقة مقاومة.
مثال على تحديد الاتجاه السائد باستخدام مُؤشِّر RSI
بقي مُؤشِّر RSI فوق مستوى 40 (دلالةً على أن الزخم الصعودي ما زال قائمًا وأن المشترين يُسيطرون على حركة السوق) بينما كان السعر يتحرَّك في اتجاه صعودي قوي (ممَّا يُشير إلى استمرارية هذا الاتجاه وعدم وجود إشارات انعكاس مبكّرة). وبمجرَّد أن كسر المؤشِّر مستوى منطقة الدعم بين 40 و50 هبوطًا، كما هو موضَّح في النقطة (1)، تغيَّر الاتجاه السائد ليتحوّل إلى هبوطي، كما تُشير النقطة (2).
ومع ذلك، تبقى احتمالية ظهور إشارات خاطئة قائمة. ففي المُخطَّط أدناه، كسر مُؤشِّر RSI مستوى الدعم مرتين، لكن الاتجاه السائد لم يتغيَّر.
مثال على تعذُّر رصد الاتجاه السائد باستخدام مُؤشِّر RSI
وقد تختلف النطاقات تبعًا لقوة الاتجاه السائد، وتقلُّبات السعر، وفترة مُؤشِّر RSI.
توليفة مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) والمتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA)
عادةً ما يتكوَّن مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) من خط واحد فقط. ولكن توجد بعض النسخ المُعدَّلة للمؤشِّر. إذ يمكن دمجه مع المتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA). وغالبًا ما يكون للمتوسِّط المُتحرِّك نفس فترة مُؤشِّر RSI.
والقاعدة هنا أنَّه عندما يكسر مُؤشِّر RSI مستوى المتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA) هبوطًا، يُفترَض أن يهبط السعر كما هو موضَّح في النقطة (1) من المُخطَّط أدناه. وعندما يرتفع مُؤشِّر RSI أعلى من المتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA) يُتوقَّع ارتفاع السعر، وهي الحالة المُشار إليها بالنقطة (2) أدناه.
توليفة مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) والمتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA)
لكن توجد بعض الجوانب التي يجب أخذها في الحسبان. أوّلًا، يجب أن يتجنَّب المتداولون الاعتماد على إشارات تقاطع مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) والمتوسِّط المُتحرِّك البسيط (SMA) في الأسواق الجانبية (العرضية) لأنَّ الخطَّين يكونان قريبين من بعضهما ويحدث بينهما تقاطع متكرِّر، ممَّا يُنتِج الكثير من الإشارات الوهمية الزائفة. ثانيًا، لا يوفِّر التقاطع بحد ذاته معلومات حول مدَّة استمرار الصعود أو الهبوط. لذلك يلجأ المتداولون إلى استخدام أدوات إضافية تُساعدهم على تحديد النقاط المُحتملة لانعكاس السعر.
استراتيجيات التداوُل باستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) في جميع الأسواق
لنناقش استراتيجيتين شائعتين للتداوُل باستخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI).
ما هي استراتيجية التداوُل وفق إشارات التشبُّع الشرائي والبيعي (المستويين 30 و70) في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟
استراتيجية التداوُل وفق المستويين 30 و70 في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
تستند استراتيجية التداوُل وفق المستويين 30 و70 في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) ببساطة إلى قراءات مؤشِّر القوَّة النسبية الدالَّة على حالات التشبُّع البيعي والتشبُّع الشرائي لتحديد نقاط التحوُّل المُحتملة. ولكن بدلًا من فتح صفقة بيع (قصيرة) في ضوء توقُّع انخفاض السعر عند تجاوز مستوى 70 (تشبُّع شرائي) وفتح صفقة شراء (طويلة) في ضوء توقُّع ارتفاع السعر عند الهبوط دون 30 (تشبُّع بيعي) بشكل مباشر، فإنَّ المتداولين عادةً ما يُضيفون طبقاتٍ من التحسينات والضوابط لجعل الاستراتيجية أكثر دقَّة وموثوقية.
نقاط الدخول:
● يُحدِّد المتداولون ما إذا كان الاتجاه السائد صعوديًا أم هبوطيًا، وغالبًا باستخدام متوسط مُتحرِّك.
● ويُطبِّقون أدواتٍ لتصفية الإشارات الوهمية ورصد الاتجاه السائد. إذ يمكن لمُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) أن يُولِّد إشارات دخول أو خروج وهمية في حال وجود اتجاه قوي، حيث قد يبقى في منطقة التشبُّع الشرائي (فوق 70) لفترة طويلة خلال الاتجاه الصعودي، أو في منطقة التشبُّع البيعي (تحت 30) أثناء الاتجاه الهبوطي، دون أن يحدث انعكاس فعلي (وهذا يعني أن تجاوز هذه المستويات في الاتجاهات القويّة لا يُشير بالضرورة إلى انعكاس، بل قد يكون مُجرَّد دلالة على استمرار الزخم). وغالبًا ما تُستخدَم استراتيجية التداوُل وفق المستويين 30 و70 للبحث عن فرص الدخول بصفقات بيع (قصيرة) عند ارتداد السعر صعودًا داخل اتجاه هبوطي، أو صفقات شراء (طويلة) عند تراجع السعر هبوطًا داخل اتجاه صعودي (والسبب أن المتداول يستغل الارتداد المؤقت عكس الاتجاه السائد كفرصة للدخول في نفس اتجاه السوق الرئيسي: ففي الاتجاه الهابط يُعد الارتداد للأعلى فرصة للبيع قبل استئناف الهبوط، وفي الاتجاه الصاعد يُعد التراجع للأسفل فرصة للشراء قبل استئناف الصعود).
● ويقوم المتداولون عادةً بالدخول إلى السوق عندما يرتد RSI عائدًا إلى نطاقه الطبيعي بين المستويين 30 و70 (بعد خروجه مؤقتًا إلى منطقة التشبّع الشرائي أو البيعي، إذ يُعتبر رجوعه إلى هذا النطاق إشارة على انتهاء التصحيح القصير واستعداد السوق لاستئناف الاتجاه السائد). على سبيل المثال، من الممكن فتح صفقة بيع (قصيرة) في ضوء توقُّع انخفاض السعر عندما يعود مُؤشِّر RSI للهبوط أسفل مستوى 70، وهو ما يُشير إلى احتمال بدء انعكاس هبوطي.
وقف الخسارة:
● غالبًا ما يتم تعيين مستوى وقف الخسارة عند مستوى يتجاوز نقطة التأرجح المجاورة (وهي القمَّة أو القاع المحلّي الذي شكّله السعر مؤخرًا قبل أن يغيّر اتجاهه مؤقتًا).
جني الأرباح:
● يُمكن جني الأرباح عند منطقة دعم أو مقاومة عندما يصل مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) إلى الطرف المُقابل (أي إلى منطقة التشبُّع الشرائي إذا كانت الصفقة شراءً، وإلى منطقة التشبُّع البيعي إذا كانت الصفقة بيعًا، فمثلًا في حالة صفقة شراء (طويلة) من الممكن جني الأرباح عند ملامسة RSI لمستوى 70، وفي صفقة بيع قصيرة عند هبوطه إلى مستوى 30)، أو عند ظهور إشارات انعكاس سعري من مؤشِّرات أخرى.
ما هي استراتيجية التداوُل وفق المستويين 50 و60 في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)؟
استراتيجية التداوُل وفق المستويين 50 و60 في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
تقوم استراتيجية التداوُل وفق المستويين 50 و60 في مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)على فكرة أن السوق تُظهر زخمًا صعوديًا أعلى مستوى 50، مع اعتبار 60 كمستوى مقاومة. وعندما يخترق السعر مستوى 60 صعودًا، فقد يُشير ذلك إلى قوة الاتجاه الصعودي، ممَّا يُوفِّر نقطة دخول مُحتملة (بصفقة شراء (طويلة) في ضوء توقُّع ارتفاع السعر، لأنَّ تجاوز مستوى 60 يُعبِّر عن تأكيد إضافي لسيطرة المشترين واستمرارية الاتجاه الصاعد).
ملاحظة:
● وعلى الرغم من أنَّ اسم الاستراتيجية يوحي بأنَّها خاصّة بالمستويين 50 و60 فقط، إلّا أن المنطق ذاته يُمكن تطبيقه في حالة الاتجاه الهبوطي أيضًا، حيث يُعتبَر مستوى 40 بمثابة منطقة دعم.
● تحظى هذه الاستراتيجية بشعبية في الأسواق التي تشهد اتجاهات قوية. كما هو الحال مع مؤشرات الأسهم مثل S&P 500 وNasdaq 100، أو السلع مثل الذهب، التي تُظهر اتجاهات قوية وغالبًا ما يختارها المتداولون.
نقاط الدخول:
● من الممكن أن يدخل المتداولون السوق عند اختراق السعر لمستوى 60 صعودًا للمرَّة الأولى.
● أو قد ينتظرون حدوث تراجُع نحو مستوى 60 (بعد اختراقه في المرَّة الأولى) قبل فتح صفقة شراء (طويلة) في ضوء توقُّع ارتفاع السعر.
وقف الخسارة:
● يمكن تعيين طلب وقف الخسارة ما بعد أقرب نقطة تأرجُح رئيسية (قمة أو قاع بارز شكّلها السعر قبل أن ينعكس مؤقتًا)، أو مباشرةً أسفل (في حالة الشراء)/أعلى (في حالة البيع) شمعة الدخول في حالة حدوث تراجُع مؤقَّت.
● أو إغلاق الصفقة يدويًا إذا هبط السعر أسفل مستوى 50.
جني الأرباح:
● من الممكن تعيين طلب جني الأرباح عند هبوط مُؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) أسفل مستوى 50 (لأن هذا الكسر يُشير عادةً إلى فقدان الزخم الصعودي واحتمال تغيّر الاتجاه)، مع ترك المجال للصفقة للاستفادة من الاتجاه القوي قبل ذلك (أي أن المتداول لا يُغلق الصفقة مبكرًا، بل يسمح لها بالاستمرار حتى يصل RSI إلى إشارة جوهرية تدل على ضعف الاتجاه). لكن ذلك قد يُقيِّد العوائد المُحتملة عند التداوُل على الأُطُر الزمنية القصيرة. لذا يفضِّل بعض المتداولين الاكتفاء بأقرب مستويات المقاومة.
وتُطبَّق القواعد نفسها لكن بصورة عكسية عند استخدام المستويين 40 و50 في حالة الاتجاه الهبوطي (أي أنَّ مستوى 40 يُعامَل هنا كمنطقة دعم رئيسيَّة، بينما يُعتبر مستوى 50 كمقاومة، بحيث تُعكس إشارات الدخول والخروج مقارنةً باستراتيجية 50–60 في الاتجاه الصعودي).
كيفيَّة استخدام مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) بالتكامُل مع غيره من المُؤشِّرات
يمكن للمتداولين تطوير استراتيجياتهم الخاصة وتحديد توليفات المؤشِّرات التي تناسبهم. ولكن تجدرُ الإشارة لوجود بعض التوصيات المعياريَّة التي قد ترغب بالاطِّلاع عليها.
توليفة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) ومؤشِّر الماكد (MACD)
يُعَدُّ كلٌّ من مُؤشِّر RSI و ومؤشِّر MACD (الماكد أو مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسِّطات المُتحرِّكة) من المؤشِّرات المُتأرجحة (متذبذبات). لكنهما يقيسان الزخم بطرقٍ مختلفة، ممَّا يُتيح لأحدهما تأكيد إشارات الآخر. وعادةً ما يبحث المتداولون عن إشارات التشبُّع الشرائي/البيعي من مُؤشِّر RSI مع رصد حالات التباعُد اعتمادًا على مُؤشِّر MACD. على سبيل المثال، عندما يكون مُؤشِّر RSI في منطقة التشبُّع البيعي، لكن مُؤشِّر MACD يُظهر تباعُدًا صعوديًا مع مُخطَّط السعر، يعتبر المتداولون ذلك تأكيدًا على ارتفاع وشيك للسعر. وفي هذه الصدد، ننصحك بقراءة مقالنا: مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) مقارنةً بمؤشِّر تقارب وتباعد المتوسِّطات المُتحرِّكة (MACD).
توليفة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) والمتوسِّطات المُتحرِّكة
قد يُصدِر مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) إشاراتٍ مبكِّرة على تغيُّر الاتجاه (أي يُظهر احتمالية انعكاس قبل أن يؤكّدها السعر فعليًا، وهو ما يُعَدّ في الوقت نفسه ميزة وفرصة للمتداول، لكنه قد يكون أيضًا قيدًا لأنه قد يُنتج إشارات وهمية إذا لم يتأكّد الاتجاه). ولهذا السبب، غالبًا ما يجمع المتداولون بينه وبين أدوات التحليل الفني المُتأخّرة (أي تلك التي تستند إلى حركة السعر الماضية وتُعطي تأكيدًا بعد ظهور الاتجاه مثل المتوسطات المُتحرّكة)، وذلك للحصول على إشارات أكثر موثوقية. ومن بين هذه الخيارات يأتي المتوسِّط المُتحرِّك الأُسِّي (EMA). حيث يُضيف المتداولون متوسطَين أُسِّيَين بفتراتٍ مختلفة على المُخطَّط وينتظرون حدوث تقاطع لتأكيد إشارة انعكاس الاتجاه التي وفَّرها مؤشِّر RSI.
توليفة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) ومؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands)
يُستخدم مؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands) بطريقة شبيهة بمؤشِّر RSI، إذ يُظهر الأوقات التي قد تكون السوق فيها في حالة تشبُّع شرائي أو بيعي. وعند استخدامهما معًا، يُمكن أن يُوفِّرا تقاطع إشارات داعمة، فمثلًا، إذا أشار مُؤشِّر RSI إلى حالة تشبُّع شرائي وأغلق السعر فوق الحدّ العُلوي لبولنجر، فإن احتمالية حدوث انعكاس هبوطي تزيد، والعكس صحيح.
توليفة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) ومُؤشِّر الحجم التراكمي وفق الاتجاه (OBV)
يُعَدُّ مُؤشِّر الحجم التراكمي وفق الاتجاه (OBV) أداةً تُتابع حجم التداول بهدف تأكيد الاتجاهات السائدة (إذ يفترض أن حركة السعر التي تُصاحبها زيادة في حجم التداول تكون أكثر موثوقية، بينما الحركات التي تحدث مع تراجع في حجم التداول تُعتبر أضعف وقد لا تستمر). وعند دمجه مع مُؤشِّر RSI، تكون له وظيفتان أساسيتان. الأولى، تحديد قوة الاتجاه السائد. فإذا كان مُؤشِّر RSI يهبط بالتوازي مع هبوط مُؤشِّر OBV، فإن الاتجاه الهبوطي يكون على الأرجح حقيقيًا، والعكس صحيح. أمَّا الثانية فتأكيد حالات التباعُد. إذ يمكن لمؤشِّر OBV أن يتباعد عن حركة السعر مثلما يفعل مُؤشِّر RSI، فإذا حدث التباعُد في كليهما في آنٍ واحد، فقد يكون انعكاس الاتجاه وشيكًا بالفعل.
مزايا وعيوب مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)
على الرغم من أنَّ مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) يُعَدُّ واحدًا من أشهر المؤشِّرات، إلَّا أنَّه لا يخلو من بعض القيود. دعونا إذًا ندرس الأمر من كلا جانبيه.
مزايا مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) في التداوُل
يُعتبَر مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) أداةً مُفيدة بسبب:
● كثرة الإشارات التى يوفِّرها. إذ يُوفِّر مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) إشاراتٍ مُتعدِّدة، بحيث يتمكَّن المتداولون باختلاف منهجياتهم التداوُلية من إضافته إلى قائمة أدواتهم.
● مرونته من حيث تنوُّع الأصول والأُطُر الزمنية. إذ يُمكن استخدام مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) على أي إطار زمني ولأي أصل مالي. وهنا يبرز السؤال، ما معنى مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) في سوق الأسهم على وجه الخصوص؟ والإجابة ببساطة، يُشير إلى نفس الدلالات التي يحملها في أسواق الفوركس والسلع والعملات الرقمية.
● البساطة. على الرغم من تعدُّد الإشارات، فمن السهل تذكُّرها. وإذا كنتَ مُلمًّا بمؤشِّرات مُتأرجحة (متذبذبات) أخرى مثل مؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator)، فستتعلَّم كيفيَّة استخدام مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) بسرعة ملحوظة.
● الإعدادات المعياريَّة. على الرغم من إمكانية تغيير فترة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI)، إلَّا أن الفترة القياسية 14 تُستخدَم في الكثير من استراتيجيات التداوُل.
● إشارات قابلة للتطبيق عمليًا. يُعَدُّ مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) واحدًا من أشهر أدوات التداوُل. إلَّا أنَّ موثوقية إشاراته تعتمد أولًا وأخيرًا على مهارات المتداول وظروف السوق.
القيود والإشارات الوهمية الزائفة لمؤشِّر القوَّة النسبية (RSI)
على الرغم من فعالية مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI)، إلَّا أنَّه لا يخلو من بعض الثغرات التي ينبغي أن يأخذها المتداولون في الحسبان.
● ضعيف في تحديد انعكاسات الاتجاه السائد. قد يُصدر المؤشِّر إشاراتٍ مُبكرة عند محاولة رصد انعكاس الاتجاه.
● إشارات وهمية زائفة. لا يُعَدُّ مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) أداة شائعة الاستخدام في الأسواق العرضية (الجانبية).
● مؤشِّر متأخِّر. يعتمد مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) على بيانات الأسعار الماضية، ممَّا قد يجعله بطيئًا نسبيًا في التفاعل مع التحرُّكات المفاجئة (وهذا لا يتعارض مع وصفه أحيانًا بأنَّه يُعطي إشارات مبكّرة، فالإشارات المبكِّرة تعني رصد ضعف الزخم قبل انعكاس السعر، بينما وصفه بالمتأخِّر يعود لكونه يستند بالأساس إلى بيانات تاريخية، وبالتالي قد يتأخَّر عن استيعاب الصدمات السريعة).
● احتمالية استمرار حالات التشبُّع الشرائي أو البيعي لفتراتٍ طويلة. ففي الاتجاهات القويَّة، قد يبقى السعر أعلى من مستوى 70 أو أدنى من مستوى 30 لفترات ممتدَّة، ممَّا يؤدي إلى دخول أو خروج مبكر (في حال فسَّر المتداول مجرّد وصول RSI إلى تلك المستويات على أنَّه إشارة انعكاس فوري، بينما يواصل الاتجاه القوي مساره لفترة أطول).
الأفكار الختامية
يُعَدُّ مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) أداةً شهيرة في التحليل الفني. ويستخدمه المتداولون بمختلف مستويات الخبرة ومنهجيات التداوُل. إذ يُوفِّر مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) العديد من إشارات التداوُل، كما يُمكن دمجه مع العديد من أدوات التحليل الفني الأخرى.
وفي هذا الصدد، ننصحك بفتح حساب لدى FXOpen اعتبارًا من اليوم لتبدأ بتطوير استراتيجيتك الخاصَّة في التداوُل، مُستفيدًا من فروقات أسعار ضيِّقة وعمولات منخفضة!
الأسئلة الشائعة
ما الذي يُشير إليه اختصار RSI؟
يُشير RSI إلى الحروف الأولى من Relative Strength Index، أي مؤشِّر القوَّة النسبيَّة. وهو مؤشِّر قائم على الزخم يقيس سرعة وشدَّة تحرُّكات الأسعار.
كيف يستخدم المتداولون مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI)؟
يتحرَّك مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) ضمن نطاق قيم تتراوَح من 0 وحتى 100، ويعنى التحرُّك أعلى من المستوى 70 أنَّ الأصل في حالة تشبُّع شرائي، في حين يُشير التحرُّك دون مستوى 30 إلى التشبُّع البيعي. ويمكن استخدامه لرصد الانعكاسات المحتملة وتأكيد قوة الاتجاه السائد.
ما دلالة مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) في سوق الأسهم على وجه الخصوص؟
يُعبِّر مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) في سوق الأسهم عن نفس الدلالات كما هو الحال مع فئات الأصول الأخرى. ويُستخدَم لرصد قوة الضغوط الشرائية مقابل الضغوط البيعية.
هل يُشير ارتفاع مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) إلى حالة صعوديَّة (متفائلة) أم هبوطيَّة (متشائمة)؟
يُشير ارتفاع مؤشِّر القوَّة النسبية (RSI) (أعلى من 70) إلى زخمٍ صعودي، مع دلالة على حالة تشبُّع شرائي واحتمال حدوث انعكاس هبوطي قريب.