ما هي استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في عالمَي الاستثمار والتداوُل؟

أخبار الأسهم

تُعدُّ استراتيجية توسيط التكلفة (DCA - وتعني حرفيًا «توسيط التكلفة بالدولار»، إذ يُشار إلى كلمة دولار بصفتها تسمية تاريخيَّة نشأت في الأسواق الأمريكية، والمقصود بها العملة المُستخدمَة في الاستثمار أيًّا كانت، وليس الدولار حصرًا، وتُسمَّى في بعض الأدبيات باسم «منهجية الاستثمار المُنتظَم على مراحل») إحدى المنهجيات الشائعة التي يستخدمها المُستثمِرون (ممَّن يهدفون إلى بناء ثروة على المدى الطويل) والمُتداوِلون (الذين يسعون إلى تحقيق أرباح من تحرُّكات الأسعار قصيرة المدى) لإدارة تقلُّبات السوق وزيادة أحجام الصفقات تدريجيًا. وبدلًا من محاولة رصد تحرُّكات السوق ترقُّبًا لتوقيت الدخول المناسب، تركِّز هذه الاستراتيجية على الاستثمار المنتظَم بمبالغ ثابتة، بغضّ النظر عن تحرُّكات الأسعار. وفي هذا المقال، سنُجيب عن السؤال القائل «ما هي استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟»، ونستعرض مزاياها وأوجه قصورها، وكيف يمكن تطبيقها في عالمَي الاستثمار والتداوُل.

ما هي استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟

إذًا، ما المقصود بالاستثمار وفق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟ تُعرَّف استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) بأنّها منهجية تقوم على استثمار مبلغ مالي ثابت على فترات زمنية منتظمة (أي وفق جدول زمني محدَّد، مثل الاستثمار أسبوعيًا أو شهريًا أو كل ثلاثة أشهر، بحيث يتمُّ استثمار المبلغ نفسه في كل مرَّة) بغضّ النظر عن السعر الحالي للأصل المالي. وتُسهِم هذه المنهجية في توزيع تكلفة الشراء (أي متوسِّط السعر الذي يدفعه المُستثمِر لقاء الحصول على الأصل مع مرور الوقت، والذي يتكوَّن من مجموع الأسعار التي اشترى بها مقسومًا على عدد الوحدات التي حصل عليها) على فترة زمنية أطول، ممَّا يُقلِّل من أثر تقلُّبات الأسعار قصيرة المدى (إذ يبقى مبلغ الاستثمار ثابتًا في كل مرَّة، لكن عدد الوحدات التي يُمكن شراؤها يتغيَّر تبعًا لسعر الأصل، فينشأ متوسِّط سعري متوازن يخفِّف بالنتيجة من أثر تقلُّبات السوق). وبدلًا من محاولة رصد تحرُّكات السوق ترقُّبًا لتوقيت الدخول المناسب — وهي مهمة صعبة حتى بالنسبة للمتداولين من أصحاب الخبرة — تقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ الاستثمار المُنتظم، بهدف توسيط تكلفة الأصول مع مرور الوقت.

وتُقدِّم هذه الاستراتيجية طريقةً بسيطة تتَّسم بالانضباط بعيدًا عن التأثير العاطفي لكلٍّ من المُستثمِرين على المدى الطويل والمُتداوِلين الراغبين في زيادة أحجام صفقاتهم تدريجيًا أو تعديلها بمرور الوقت. ومن خلال توزيع عمليات الشراء على فتراتٍ زمنية متعدِّدة، قد تُسهم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في الحدّ من تأثير تقلُّبات السوق. فعلى سبيل المثال، خلال فترات تراجُع السوق (انخفاض الأسعار)، يُتيح المبلغ الثابت شراء عدد أكبر من الوحدات بسعر أقل، ممَّا قد يُؤدِّي إلى تحقيق عوائد أعلى عند تعافي الأسعار لاحقًا. وعلى العكس، خلال فترات الارتفاع المستمر، يشتري المستثمر عددًا أقل من الوحدات، وهو ما يُساعد على تجنُّب التعرُّض المفرط لمخاطر أصل أو سوق معيَّنة (أي استثمار جزء كبير من رأس المال في صفقة واحدة أو أصل واحد). فعلى سبيل المثال، إذا استثمرتَ مبلغًا قدره 50 دولارًا أسبوعيًا وكانت السوق تشهدُ حالةً من الصعود، فستشتري عددًا أقل من الأسهم، أمَّا عند تراجُع السوق فستتمكَّن من شراء عدد أكبر من الأسهم بنفس المبلغ.

ما المعنى الدقيق لتوسيط التكلفة (DCA) بالنسبة للمُشارِكين في السوق؟ تُعدُّ استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) مفيدةً على وجه الخصوص في البيئات الاقتصادية غير المُستقرَّة التي تشهد تقلُّبات سعرية متكرّرة. فهي تُوفِّر أسلوبًا منظَّمًا ومدروسًا للدخول إلى السوق، وتُجنِّب المتداولين الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة استنادًا إلى تحرُّكات الأسعار قصيرة الأجل، كما تُسهِم في بناء المراكز الاستثمارية تدريجيًا وبوتيرة ثابتة ومستقرَّة مع مرور الوقت.

ما آلية عمل استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟

تعمل استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) من خلال وضع جدول منتظم لاستثمار مبلغ محدَّد في أصلٍ معيَّن، وذلك بغضّ النظر عن سعره الحالي في السوق. وبدلًا من الانتظار إلى حين بلوغ سعر معيَّن أو تحقُّق ظرف مُحدَّد في السوق، تُخصَّص الأموال عند فواصل زمنية منتظمة — سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو على أساس ربع سنوي. ومع مرور الوقت، يُفضي تطبيق هذه الاستراتيجية إلى شراء عدد أكبر من وحدات الأصل عندما تكون الأسعار منخفضة، وعدد أقل منها عند ارتفاعها، وهو ما يُنتِج متوسّط تكلفة شراء أقل مقارنةً بأسلوب الاستثمار بدفعة واحدة (Lump-Sum – أي استثمار كامل المبلغ الإجمالي في وقت واحد بدلًا من توزيعه على فترات زمنية مختلفة).

لنأخذ مثالًا على مُستثمِر يستخدم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA). يلتزم هذا المُستثمِر باستثمار 100 جنيه إسترليني شهريًا لشراء أسهم شركة معيَّنة. وفي الشهر الأوَّل، يبلغ سعر السهم 20 جنيهًا إسترلينيًا، فيشتري 5 أسهم. وفي الشهر التالي، ينخفض السعر إلى 10 جنيهات إسترلينية، فيتمكَّن من شراء 10 أسهم بالمبلغ نفسه البالغ 100 جنيه إسترليني. وفي الشهر الثالث، يرتفع السعر إلى 25 جنيهًا إسترلينيًا، فيشتري 4 أسهم.

وبذلك، وعلى مدار ثلاثة أشهر يكون المستثمر قد أنفق 300 جنيه إسترليني واشترى 19 سهمًا كإجمالي. ولحساب متوسط تكلفة السهم الواحد، يُقسَّم إجمالي المبلغ المستثمر (300 جنيه إسترليني) على عدد الأسهم المُشتراة (19)، ليكون الناتج نحو 15.79 جنيهًا إستراينيًا للسهم الواحد. ومن الواضح أنَّ هذا المتوسِّط أقل من أعلى سعر دفعه المُستثمِر (25 جنيه إسترليني)، ويعكس الأثر الإيجابي لشراء عدد أكبر من الأسهم عند انخفاض الأسعار وعدد أقل عند ارتفاعها.

كما تُبسِّط استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) من عملية الدخول إلى السوق. فباتِّباع جدول زمني محدَّد، لا يحتاج المستثمر إلى تحليل السوق باستمرار، ممَّا يجعلها خيارًا جذَّابًا لأولئك ممَّن يُفضِّلون أسلوبًا استثماريًا بسيطًا لا يتطلَّب متابعة دائمة أو اتِّخاذ قرارات عديدة. ويمكن تطبيق هذا الأسلوب المنظَّم ليس فقط على الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والصناديق الاستثمارية (وهي أدوات مالية تجمع أموال عدد من المستثمرين لتُدار باحتراف من قِبل جهة مختصّة، وتُستثمر عادةً في مجموعة متنوّعة من الأصول لتقليل المخاطر)، بل أيضًا على أصول أخرى يُمكن أن يتعامل معها المُستثمِرون والمُتداوِلون على حدٍّ سواء.

مفهوم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في عالم التداوُل

لا تقتصر استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) على المُستثمِرين على المدى الطويل فحسب، إذ يمكن للمُتداوِلين أيضًا استخدامها للخوض في تقلُّبات الأسواق سريعة التغيُّر بين صعود وهبوط والاستفادة منها. فمن خلال توزيع نقاط الدخول أو الخروج على فتراتٍ زمنية مختلفة، يُمكن للمتداولين تقليل متوسِّط السعر لصفقة التداوُل أو تعزيز الصفقات الرابحة، وذلك مع إدارة مستوى تعرُّضهم لتحرُّكات السوق.

خفض متوسِّط السعر

بالنسبة للمُتداوِلين ممَّن يواجهون صفقاتٍ تتحرَّك فيها الأسعار بعكس الاتجاه المرغوب، تُقدِّم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) وسيلةً لتعديل متوسِّط سعر الدخول. فمن خلال تخصيص أموال إضافية، يمكن خفض متوسِّط السعر الإجمالي للصفقة المفتوحة (إذ يُضاف مركز جديد بسعر أقل من السعر السابق، فينخفض متوسِّط السعر الإجمالي للصفقة، أي أنَّ السعر الذي يحتاجه الأصل للعودة إلى نقطة التعادل يصبح أقرب. فعلى سبيل المثال، إذا اشترى المتداول سهمًا واحدًا بسعر 100 دولار وبعد فترة انخفض السعر إلى 80 دولارًا، أي بخسارة 20 دولارًا لكل سهم. بدلًا من الخروج من الصفقة بخسارة، قرَّر تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة بشراء سهم آخر عند السعر الجديد، يصبح متوسِّط السعر الجديد 90 دولارًا بدلًا من 100، أي أن السهم لا يحتاج سوى إلى الارتفاع إلى 90 دولارًا للتعادل بدلًا من 100). وقد يُتيح ذلك فرصة محتملة للخروج بعائدٍ أفضل في حال انعكس اتجاه السوق لاحقًا. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنَّ هذه الطريقة تزيد أيضًا من حجم التعرُّض الكلي للمخاطر، وقد تُفاقم الخسائر في حال استمرار الاتجاه السائد في الاتجاه المعاكس للصفقة.

تعزيز الصفقات الرابحة

وعلى النقيض من الحالة آنفة الذكر، يُمكن للمتداولين تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) لزيادة أحجام صفقاتهم عندما يُظهِر الأصل قوَّةً في الأداء. فمن خلال زيادة حجم الصفقة الناجحة تدريجيًا، يتمكَّن المُتداوِل من تعزيز تعرُّضه الاستثماري الإجمالي على نحوٍ مدروس، والاستفادة من استمرار الحركة السعرية في الاتجاه المرغوب دون الحاجة إلى استثمار كامل رأس المال دفعة واحدة. وتُعدُّ هذه الطريقة شائعة الاستخدام في الأسواق التي يتكوَّن فيها الزخم تدريجيًا، إذ تُمكِّن المتداولين من الاستفادة المتزايدة من الاتجاه السائد المستمر على مراحل.

تطبيقات استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) عبر الأسواق المختلفة

يُمكن لاستخدام استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في سوق الأسهم أن يُساعد في تنظيم نقاط الدخول خلال فترات التقلّب (إذ تُحدِّد الاستراتيجية مسبقًا مواعيد استثمار ثابتة مثل شراء الأسهم أسبوعيًا أو شهريًا بدلًا من محاولة رصد التوقيت المناسب للدخول، وبذلك تُوزَّع قرارات الشراء على مراحل مُتعدَّدة وفق جدول مُحدَّد بدل الدخول في لحظة واحدة قد تكون غير مناسبة)، خصوصًا عندما تتغيَّر الحالة المعنوية السائدة في السوق بسرعة. وغالبًا ما يستخدم متداولو الفوركس منهجيات مشابهة لتعديل أحجام صفقاتهم (أي زيادة أو تقليل حجم المراكز المفتوحة تدريجيًا بما يتناسب مع تغيُّر حركة الأسعار أو مستويات الزخم في أزواج العملات، بدلًا من فتح مركز كبير دفعة واحدة)، بينما تجعل مستويات التقلّب العالية في أسواق العملات الرقمية من استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) خيارًا جذّابًا (لأنها تسمح بالدخول إلى السوق تدريجيًا وتقليل أثر التقلُّبات الحادَّة على متوسط سعر الشراء، بدلًا من المخاطرة باستثمار المبلغ كاملًا في لحظة قد تكون غير مناسبة).

وعند استخدام استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في التداوُل، يُعدُّ الانضباط عنصرًا أساسيًا لتحقيق نتائج فعَّالة. سواء كان الهدف خفض متوسِّط السعر في صفقة خاسرة أو تعزيز صفقة ناجحة، ينبغي على المتداولين دراسة المخاطر الإضافية بعناية، لأنَّها تزداد بطبيعة الحال مع زيادة التعرُّض الاستثماري الكلي للصفقات.

وفي هذا الصدد، يُمكنك استكشاف ما يزيد عن 700 أصل مالي في أسواق الأسهم والفوركس والسلع والعملات الرقمية* وغيرها عبر منصة TickTrader المجانية من FXOpen.

مزايا استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)

تُوفِّر استراتيجية توسيط التكلفة مجموعة واسعة من المزايا تجعلها منهجية جذَّابة لكلٍّ من المُستثمِرين والمُتداوِلين، لاسيَّما عند الخوض في الأسواق غير المستقرَّة.

الحدّ من أثر تقلُّبات السوق

من خلال استثمار مبلغ ثابت على فواصل زمنية منتظمة، تُوزِّع استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) مستوى التعرُّض للمخاطر الاستثماريَّة على مدى زمني أطول. كما تُسهِم هذه المنهجية في تقليل الأثر الناتج عن التحرُّكات المفاجِئة في السوق. وبدلًا من أن يتأثَّر المُستثمِر بسعرٍ مرتفع واحد في لحظةٍ معيَّنة، يُوزَّع متوسِّط السعر على ظروف سوقية مختلفة. وهذا ما يساعد على تثبيت نقاط الدخول وتخفيف أثر التقلُّبات قصيرة الأجل.

منهجية استثماريَّة قائمة على الانضباط

تُعزِّز استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) بناء روتين استثماري منظَّم ومنضبط. ومع استمرار الاستثمار على فترات ثابتة ومنتظمة، تتراجع رغبة المُستثمِر في محاولة تحديد التوقيت المثالي للدخول أو الخروج من السوق. وتظهر مزايا هذه المنهجية المنضبطة على وجه الخصوص عندما تكون الأسواق شديدة التقلُّب أو في الفترات التي تسبق صدور الأخبار والأحداث الاقتصادية المهمة. كما أنَّها تُشجِّع على الاستثمار المنتظم، وتُقلِّل من احتمالية اتخاذ قرارات عاطفية أو اندفاعية ناتجة عن ضجيج السوق اللحظي.

الملاءمة لجميع المُتداوِلين

لا تتطلَّب استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) تحليلًا مُعقَّدًا للسوق أو خبرة مُتقدِّمة في رصد التوقيت الأمثل للدخول والخروج. فبساطتها تجعلها خيارًا مناسبًا لكلٍّ من المتداولين المبتدئين وأصحاب الخبرة ممَّن يبحثون عن وسيلة أبسط لزيادة أحجام صفقاتهم تدريجيًا. ومن خلال إطارها الواضح، تُتيح هذه الاستراتيجية للمتداولين التركيز على الأهداف طويلة الأمد دون الحاجة إلى مراقبة السوق على نحوٍ مستمر.

أوجه قصور استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)

رغم أنَّ استراتيجية توسيط التكلفة تُقدِّم منهجيةً منتظمة للاستثمار والتداوُل، إلَّا أنَّها لا تخلو من بعض أوجه القصور التي ينبغي أخذها في الحسبان.

تكلفة الفرصة البديلة

وتعني العائد الذي قد يفوته المستثمر نتيجة تأجيل استثمار أمواله بدلًا من توظيفها مباشرةً في السوق الصاعدة، فتوزيع الاستثمارات على فترة زمنية يعني أنَّ الأموال تُوظَّف تدريجيًا بمرور الوقت. وفي سوقٍ تتّسم بالاستقرار أو النمو المستمر، قد يؤدّي الانتظار إلى تفويت عوائد محتملة مقارنةً بالاستثمار الكامل للمبلغ منذ البداية. ورغم أنَّ هذه الطريقة تُسهم في تقليل أثر التقلُّبات، إلَّا أنَّها قد تُحقِّق أداءً أقل خلال الفترات التي تشهد فيها السوق اتجاهًا صاعدًا طويل المدى.

التعرُّض الدائم لاتجاهات السوق السائدة

يبقى المُستثمِرون في حالة تعرُّض لتقلبُّات السوق طوال فترة تطبيق الاستراتيجية. فإذا شهدت السوق اتجاهًا ممتدًا (صاعدًا أو هابطًا)، فإنَّ الاستثمارات المنتظمة قد تُنفَّذ عند أسعار أفضل بمرور الوقت، إلّا أن العائد الإجمالي قد يبقى محدودًا نسبيًا (مقارنةً بالدخول المبكر برأس المال كاملًا). ولا تُلغي هذه المنهجية مخاطر السوق، بل تهدف إلى إدارتها والتخفيف من أثرها، وتتطلّب رؤية استثمارية طويلة الأجل لتحقيق الاستفادة المحتملة عند انعكاس الاتجاه لاحقًا.

فاعلية تعتمد على الالتزام والاستمرارية

تعتمد كفاءة استراتيجية توسيط التكلفة على نحوٍ كبير على مدى الالتزام بجدول استثماري منتظم. وأي انقطاع أو عدم التزام بهذا الجدول قد يُضعِف من الفوائد المقصودة للاستراتيجية. كما تفترض هذه الاستراتيجية قدرة المستثمر على تخصيص مبالغ مالية منتظمة، وهو ما قد لا يكون ممكنًا دائمًا في جميع الحالات المالية الشخصية.

مقارنة استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) بمفهوم الاستثمار بدفعة واحدة (Lump-Sum)

إنَّ مقارنة استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) بمفهوم الاستثمار بدفعة واحدة (Lump-Sum) تُقدِّم رؤى تحليليّة قيّمة حول الأساليب المختلفة لإدارة التعرّض للمخاطر والعوائد في السوق.

مدى التعرُّض للمخاطر

يعتمد الاستثمار بدفعة واحدة على تعيين كامل الأموال المتاحة في أصل مالي واحد في وقتٍ واحد. ويمكن أن يُحقِّق هذا الأسلوب عوائد أعلى إذا تحرَّك السوق في الاتجاه المرغوب، إلَّا أنه في المقابل يُعرِّض المستثمر لمخاطر فورية في حال تحرَّك السوق بعكس التوقُّع. وعلى النقيض ممَّا سبق، تُوزَّع المخاطر على مدى زمني أطول عند تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)، إذ تُقلِّل الاستثمارات المنتظمة من احتمالية الدخول إلى السوق عند مستويات سعرية مرتفعة، ممَّا يُسهِم في خفض متوسِّط التكلفة الكلي للاستثمار مع مرور الوقت.

ظروف السوق

يختلف أداء كل من المنهجين تبعًا لاتجاهات السوق السائدة. ففي الأسواق ذات الاتجاه السائد المستقر، قد يُحقِّق الاستثمار بدفعة واحدة عوائد أكبر، نظرًا لأنَّ جميع الأموال تُستثمر في وقتٍ مبكر وتستفيد بالكامل من الحركة المُستمرَّة. أمَّا في الأسواق المتقلِّبة أو ذات الاتجاه الهابط، فقد تُسهم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في التخفيف من أثر التقلّبات قصيرة الأمد، إذ تُوزِّع نقاط الدخول على مدى زمني أطول، مما يُوازن متوسّط الأسعار ويحدّ من تأثير الانعكاسات المفاجئة في السوق.

المرونة والالتزام

يتطلَّب الاستثمار بدفعة واحدة ثقةً عالية واستعدادًا للالتزام بتوظيف كامل الأموال المُتاحة فورًا. في المقابل، تُقدِّم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) وسيلةً مدروسة وتدريجية للدخول إلى السوق. وتُعدُّ هذه المنهجية شائعة الاستخدام بين من يُفضِّلون نهجًا منظَّمًا ومنهجيًا للاستثمار، أو ممَّن لا يتوفَّر لديهم مبلغ كبير للاستثمار دفعة واحدة.

الأفكار الختامية

يُمكن للإلمام بمفهوم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) أن يُساعد المُستثمِرين والمُتداوِلين على إدارة تقلُّبات السوق بكفاءة، وتقليل القرارات القائمة على الاندفاع العاطفي والتي قد تؤثِّر سلبًا على الأداء. ورغم عدم خلوها من بعض أوجه القصور، إلَّا أنَّ استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) تُعدُّ من الاستراتيجيات الفعَّالة لزيادة أحجام المراكز الاستثمارية تدريجيًا على المدى الطويل. والآن ماذا عنك، أمستعدُّ لتطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) عمليًا على عقود الفروقات (CFD) بالأسهم والفوركس والعملات الرقمية*؟ إذًا، بادر بفتح حساب لدى FXOpen وابدَأ رحلتك التداوُلية عبر أربع منصَّات تداوُل متقدِّمة مع الاستفادة من فروقات أسعار تنافسية.

الأسئلة الشائعة

هل من مثال على استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟

بالطبع، لنفترض أنَّك ملتزم باستثمار 100 جنيه إسترليني شهريًا في سهمٍ معيَّن، بغضّ النظر عن تغيُّرات سعره في كل شهر. وعلى افتراض أنَّ سعر السهم في شهر يناير بلغ 20 جنيهًا إسترلينيًا، فاشتريتَ خمسة أسهم. وأنَّه انخفضَ في شهر فبراير إلى 10 جنيهات إسترلينية، فاشتريتَ 10 أسهم. وفي شهر مارس، ارتفعَ السعر إلى 25 جنيهًا، فاشتريتَ أربعة أسهم. وبالنتيجة، استثمرتَ خلال ثلاثة أشهر مبلغًا قدره 300 جنيه إسترليني واشتريت 19 سهمًا، ليبلغ متوسِّط السعر للسهم الواحد 15.79 جنيهًا إسترلينيًا تقريبًا (وهو أقل من أعلى سعر اشتريتَ به).

هل من آلية مثالية لتطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA)؟

تعتمد فعالية استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) بالنتيجة على الأهداف الفردية لكل مُستثمِر. فاتباع منهجية طويلة الأمد قائمة على استثمارات منتظمة — سواء أسبوعية أو شهرية — قد يُسهم في تخفيف أثر تقلُّبات السوق. كما أن التركيز على تنويع الأصول يمكن أن يُقلِّل من مدى التعرُّض للمخاطر الكليَّة.

ما المقصود باستراتيجية توسيط التكلفة (DCA) اليوميَّة؟

تعتمد هذه الاستراتيجية على استثمار مبلغ ثابت يوميًا وفق مبدأ توسيط التكلفة (DCA)، أي أنَّها تُساعد على تقليل تأثير التقلُّبات السعرية قصيرة المدى في الأسواق شديدة التقلُّب. إلَّا أنَّها تتطلَّب تخطيطًا دقيقًا نظرًا لكثرة المعاملات والرسوم المحتملة المترتَّبة عليها.

هل تُستخدَم استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في أسواق الأسهم؟

نعم، تُعَدُّ استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) من الأساليب الشائعة للاستثمار في سوق الأسهم. إذ تُساعد على التعامل مع تقلُّبات السوق بمرونة، وتمكِّن المستثمرين من زيادة أحجام صفقاتهم تدريجيًا دون القلق من تحرُّكات الأسعار قصيرة المدى.

ما المقصود باستراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في سوق الأسهم؟

تُشير استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في سوق الأسهم إلى الاستثمار المنتظم بمبلغ ثابت، بغضّ النظر عن السعر، بهدف توسيط سعر السهم مع مرور الوقت، والمساهمة في إدارة تقلُّبات السوق. وينطبق المبدأ نفسه عند السؤال عن «ما المقصود باستراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في سوق العملات الرقمية*؟»، إلَّا أنَّ الاستثمار هنا يكون بمبالغ ثابتة ومنتظمة في عملة رقمية مُحدَّدة.

كيف يُحتسَب متوسِّط السعر لدى تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في استثمار العملات الرقمية*؟

توجد معادلة بسيطة لاحتساب متوسِّط السعر لدى تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة (DCA) في هذا السياق، إذ يُقسِّم المُستثمِر إجمالي المبلغ المُستثمَر على إجمالي عدد الوحدات المُشتراة من العملة الرقمية. وتُتيح هذه العملية تحديد متوسِّط التكلفة لكل وحدة مع مرور الوقت، بغضّ النظر عن تقلُّبات الأسعار المستمرَّة.

هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.