يُعَدُّ كلٌّ من خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) من أهمِّ المراجع القياسيَّة لتسعير النفط الخام في العالم، إذ يُؤثِّران في الأسواق العالمية واستراتيجيات التداوُل على نطاقٍ واسع. ورغم أنّ كليهما يُمثِّلان نفطًا خامًا عالي الجودة، فإنَّهما يختلفان من حيث المنشأ والتركيبة الكيميائية وآليات التسعير وديناميكيات السوق (أي العوامل المتغيِّرة والمؤثِّرات المتبادَلَة التي تُحرِّك الأسعار وتتحكَّم في العرض والطلب ضمن بيئة السوق). يستعرض هذا المقال أسئلةً من قبيل: «ما هو خام برنت (Brent)؟» و«ما هو خام غرب تكساس الوسيط (WTI)؟» و«ما الفرق بين خام برنت (Brent) والنفط القادم من غرب تكساس (WTI)؟» ليساعد المُتداوِلين على فهم الخصائص الفريدة لكلٍّ منهما.
خام برنت مقارنةً مع خام غرب تكساس الوسيط
يُعَدُّ كلٌّ من خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) مرجعًا قياسيًا رئيسيًا في سوق النفط العالمي، ويمتاز كلٌّ منهما بخصائص كيميائية ومصادر منشأ مختلفة.
ما هو خام برنت؟
يُستخرَج خام برنت (Brent) من بحر الشمال، ويضم النفط القادم من مجموعة من الحقول البحرية الواقعة بين المملكة المتحدة والنرويج، مثل برنت (Brent) وفورتيز (Forties) وأوسبرغ (Oseberg) وإيكوفيسك (Ekofisk) وترول (Troll)، وهي حقول تقع في مناطق الإنتاج البحرية شمال غرب أوروبا. ويستفيد إنتاج النفط في هذه المنطقة من الوصول المباشر إلى الممرات البحرية، ممَّا يُسهِّل عملية شحن النفط وتصديره بكفاءة إلى الأسواق العالمية. يُتيح الموقع الاستراتيجي لبحر الشمال (الواقع بين المملكة المتحدة والنرويج على مقربةٍ من ممرات الشحن الرئيسة في أوروبا) لخام برنت (Brent) أن يُؤدّي دور المرجع العالمي لتسعير النفط الخام وأن يُؤثّر في أسعار النفط حول العالم.
ويتميَّز هذا المزيج بكونه أثقل قليلًا ويحتوي على نسبة كبريت أعلى مقارنةً بخام غرب تكساس الوسيط (WTI). وبغضّ النظر عمّا سبق، يُتداوَل خام برنت (Brent) على نطاقٍ واسع، ويُستخدَم كمرجعٍ لتسعير ما يقارب ثلثَي عقود النفط حول العالم، ولا سيّما عبر بورصة إنتركونتننتال (Intercontinental Exchange – ICE، وهي مجموعةٌ أمريكية تأسَّست عام 2000 ومقرُّها في أتلانتا، تُشغِّل بورصاتٍ وأسواقَ مقاصّةٍ عالمية لتداوُل العقود الآجلة والمُشتقَّات الماليَّة وأصول قِطاع الطاقة والسلع والأسهم، وتتبع لها «بورصة إنتركونتننتال للعقود الآجلة – أوروبا» (ICE Futures Europe)، وهي بورصةٌ بريطانية تُعدُّ السوق الرئيسيَّة لتداوُل عقود خام برنت القياسي المستخدم في تسعير النفط عالميًا).
ما هو خام غرب تكساس الوسيط (WTI)؟
يُستخرَج خام غرب تكساس الوسيط أساسًا من حقول النفط الأمريكية الواقعة في ولايات تكساس وشمال داكوتا ولويزيانا، وهي مناطق غنية بمكامن النفط الصخري والحقول التقليدية. ونظرًا لأنَّ هذه المناطق داخلية بعيدة عن السواحل، يعتمد توزيع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) على شبكةٍ ضخمة من خطوط الأنابيب ومحطات التخزين التي تُنقَل النفط إلى المصافي والأسواق المحلية والدولية. ويُعَدّ مركز كوشينغ (Cushing) في ولاية أوكلاهوما محورًا رئيسيًا لتخزين النفط وتحديد الأسعار، إذ يُستخدم كمركز تسليم رسمي لعقود النفط الآجلة في الولايات المتحدة. وتُسهِم هذه البنية التحتية الواسعة في ترسيخ دور خام غرب تكساس الوسيط (WTI) كمرجع قياسي رئيسي لتسعير النفط الأمريكي.
ويُعرَف خام غرب تكساس الوسيط بخِفَّته وانخفاض محتواه من الكبريت، ممَّا يجعله من الأنواع المثالية لإنتاج البنزين ومُنتَجات التكرير الأخرى ذات الطلب العالي. ويُستخدَم خام غرب تكساس الوسيط (WTI) كمرجع رئيسي لتسعير النفط في السوق الأمريكية، وهو الأصل الأساسي لعقود النفط الآجلة المتداولة في بورصة نيويورك التجارية (NYMEX - وهي واحدة من أكبر بورصات السلع في العالم وتختص بتداول أصول قِطاع الطاقة والمعادن والعقود الآجلة).
عقود الفروقات (CFD) على خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI)
يتعامل معظم المُتداوِلين بالتجزية (الأفراد) مع خامَي برنت (Brent) وغرب تكساس الوسيط (WTI) من خلال عقود الفروقات (CFD) بدلًا من العقود الآجلة التقليدية. إذ تُتيح عقود الفروقات (CFD) للمُتداوِلين إمكانية المضاربة على تحرُّكات الأسعار دون الحاجة إلى امتلاك النفط المادي نفسه. وبالتالي، يفتح المتداولون صفقات شراء أو بيع للاستفادة من فروقات الأسعار بين وقت فتح العقد ووقت إغلاقه.
الأمر الذي يجعل عقود الفروقات (CFD) خيارًا شائعًا بين المُتداوِلين بالتجزئة (الأفراد) الراغبين بالاستفادة من تقلُّبات أسعار النفط على المدى القصير دون الدخول في تعقيدات الملكية المادية أو عمليات التخزين أو التسليم الفعلي. كما تُوفِّر عقود الفروقات (CFD) ميزة الرافعة المالية، ممَّا يُتيح للمُتداوِلين إمكانية التحكُّم في صفقات كبيرة باستخدام رأس مال أصغر.
وفي هذا الصدد، يُمكنك التفكير في تداوُل خامَي برنت (Brent) وغرب تكساس الوسيط (WTI) عبر منصَّة FXOpen لتتمتَّع بفروقاتٍ سعريَّة ضيِّقة وعمولاتٍ منخفضة! ويُمكنك الاطِّلاع على أحدث أسعار النفط من خلال منصَّة التداوُل TickTrader.
أبرز الاختلافات من حيث الجودة والتركيبة
يُصنَّف خام برنت (Brent) ضمن فئة النفط الخام الخفيف منخفض الكبريت. إذ تبلغ كثافته النوعية وفق مقياس API (وهو اختصارٌ لاسم American Petroleum Institute، أي «المعهد الأمريكي للبترول»، والذي يعتمد مقياس عكسي للكثافة يُستخدَم لتحديد مدى ثقل النفط مقارنةً بالماء عند درجة 60 فهرنهايت، فكلَّما ارتفع رقم API دلَّ ذلك على نفطٍ أقلّ كثافة وأسهل في التكرير) نحو 38 درجة (مقارنةً بدرجة 39.6 لخام غرب تكساس الوسيط)، ممَّا يُشير إلى أنّه نفطٌ خفيف نسبيًا ومنخفض الكثافة. وتُقدَّر نسبة الكبريت فيه بحوالي 0.37%، ممَّا يجعله أعلى من خام غرب تكساس الوسيط (WTI) من حيث محتوى الكبريت. وتُعَدُّ تركيبة خام برنت (Brent) مناسبةً لتكريره إلى الديزل والبنزين، وهما من المُنتَجات ذات الطلب العالمي المرتفع.
ولكن، ماذا عن خام غرب تكساس الوسيط (WTI)؟ يُعرَف خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بجودته العالية، إذ تبلغ كثافته النوعية وفق معيار المعهد الأمريكي للبترول (API) نحو 39.6 درجة، ممَّا يجعله أخفّ من خام برنت (Brent) (فكما ذكرنا، كُلَّما ارتفع رقم API دلَّ ذلك على نفطٍ أخفّ وأقلّ كثافة). وتبلغ نسبة الكبريت فيه قرابة 0.24%، وهو ما يضعه ضمن فئة أنواع النفط الخام منخفضة الكبريت على نحوٍ أوضح. ويسهِّل هذا الانخفاض في الكبريت عملياتِ التكرير، بما يُتيح إنتاجَ حصصٍ أكبر من البنزين وسائر المُنتَجات عالية القيمة.
وتمثِّل هذه الفروق في الكثافة النوعيَّة وفق معيار المعهد الأمريكي للبترول (API) ونسبة الكبريت عوامل بالغة الأهمية بالنسبة لمصافي التكرير، إذ تؤثِّر مباشرةً في سهولة معالجة الخام وجودة المُنتَجات النهائية. فعمومًا تُفضِّل مصافي التكرير الخاماتِ الأخف وذات محتوى الكبريت الأقل مثل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) لأنها تتطلَّب معالجةً أقلَّ لاستيفاء المعايير البيئية وتُنتِج نسبةً أعلى من المُشتقَّات النفطية ذات القيمة الأعلى. وإلى جانب ما سبق، قد يتوقّف الاختيار بين خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) أيضًا على عوامل مثل التوافُر الإقليمي، وتجهيزات المصافي (أي تصميم وحدات التكرير وسلاسل المعالجة وما إذا كانت مهيَّأة للتعامُل مع خامات أثقل أو أعلى من حيث نسبة الكبريت)، إلى جانب عوامل الطلب المحدَّد على المُنتَجات.
أحجام التداوُل وسيولة السوق
يشهد كلٌّ من خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) أحجام تداوُل كبيرة، غير أنّهما يختلفان من حيث مستوى السيولة في السوق ونطاق الانتشار العالمي.
وكما أسلفنا، يُتداوَل خام برنت (Brent) على نطاقٍ دوليٍّ واسع، ويُستخدَم كمرجع للتسعير لنحو ثلثَي عقود النفط في العالم. ويعود انتشاره إلى كونه مرجعًا عالميًا للتسعير، ممَّا يجعله عالي السيولة في البورصات العالمية مثل بورصة إنتركونتننتال للعقود الآجلة – أوروبا (ICE Futures Europe، وهي سوقٌ متخصِّصة لتداوُل عقود الطاقة والمُشتقَات الماليَّة).
وتعني هذه السيولةُ المرتفعة أنَّه بوسع المتداولين شراءَ العقود وبيعَها بسهولةٍ نسبية وغالبًا مع فروقاتٍ سعريةٍ أضيق. لذلك، يحظى خام برنت بشعبيةٍ واسعة بين المتداولين الذين يسعون إلى التعرُّض لأسواق النفط ذات الأحجام الكبيرة والمتأثِّرة بالعوامل الدولية (أي الأسواق التي تتأثَّر أسعارها بالأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية مثل قرارات أوبك+ أو التوتُّرات الجيوسياسية، ممَّا يوفّر فرص تداول أوسع وتنويعًا أكبر للمخاطر).
وفي المقابل، يُتداوَل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) على نحوٍ رئيسيّ في الولايات المتحدة عبر بورصاتٍ مثل بورصة نيويورك التجارية (NYMEX). ورغم تمتُّع سوقه بسيولةٍ عاليةٍ أيضًا، إلَّا أنَّ أحجامَ تداوُله تتركَّز ضمن السوق الأمريكية.
ولكن هذا لا يتنافى مع حقيقة أنَّ خام غرب تكساس الوسيط (WTI) يبقى مرجعًا محوريًا لتسعير النفط، لاسيَّما للمُتداوِلين المُهتمِّين بقِطاع النفط في الولايات المُتحدة الأمريكية. وارتباطُه الوثيق بالسوق المحلية يعني أن سيولته قد تتأثّر بدرجةٍ أكبر نسبيًا بالعوامل الخاصَّة بالولايات المتحدة.
العوامل المؤثِّرة في التسعير والفروقات بين خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI)
يختلف خام برنت (Brent) عن خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في نطاق التأثير الجغرافي ودور كلٍّ منهما في السوق، فلكلٍّ منهما بيئة تسعير وسوق مرجعية مميَّزة. يُعَدُّ خام برنت (Brent) معيارًا مرجعًا يُتداوَل على نطاقٍ عالمي، ولذلك تتأثَّر أسعاره بوضوح بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية الدولية، في حين يتركَّز تداوُل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) داخل الولايات المتحدة، حيث تتحكَّم العوامل المحلية وديناميكيات قِطاع الطاقة الأمريكي بدرجةٍ كبيرة في تسعيره.
وبناءً على ذلك، غالبًا ما يتداول خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) عند مستوياتٍ سعريةٍ مختلفة، ويكون خام برنت (Brent) أعلى سعرًا عادةً. ويُعرَف هذا الفارقُ السعريُّ باسم فارق Brent-WTI أي «الفارق السعري بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط»، ويُعبِّر عن اختلاف ديناميكيات السوق بين البيئة العالمية والبيئة الأمريكية. ويُولي المتداولون هذا الفارقَ اهتمامًا وثيقًا، لأنه يُعَدّ مؤشرًا على توازن العرض والطلب بين السوق العالمية والسوق الأمريكية، وبالتالي على القوّة النسبيّة في تحرّك الأسعار بينهما (أي أنَّ اتِّساع الفارق لصالح برنت يُشير غالبًا إلى زيادة الطلب العالمي أو نقص الإمدادات الدولية، بينما تقلُّصه قد يدلّ على ارتفاع الطلب أو تراجع المخزونات داخل الولايات المتحدة).
العوامل المؤثِّرة في سعر خام برنت (Brent)
- الأحداث الجيوسياسية: يتأثَّر خام برنت (Brent) بشدَّةٍ بالتوتُّرات أو النزاعات في مناطق الإنتاج الرئيسيَّة مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأيُّ اضطراباتٍ في مسارات الإمداد أو في الإنتاج بهذه المناطق قد تدفعُ أسعاره إلى الارتفاع الحاد.
- قرارات تحالف أوبك+: نظرًا لأنَّ كثيرًا من أعضاء أوبك+ (OPEC+، وهو تحالفٌ يضمّ دول منظمة البلدان المصدّرة للبترول «أوبك» إلى جانب عددٍ من الدول المنتِجة للنفط من خارجها، أبرزها روسيا، ويهدف إلى تنسيق سياسات الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار في السوق العالمية) يُنتجون نفطًا يؤثِّر في تسعير خام برنت (Brent)، فإنَّ قراراتِ خفض الإنتاج أو زيادته تنعكسُ مباشرةً على سعره. فعادةً ما يؤدّي خفضُ الإمدادات العالمية إلى ارتفاعِ الأسعار.
- الشحن العالمي واللوجستيات: يُتداوَل خام برنت (Brent) دوليًا، لذا تؤثِّر تكاليفُ الشحن واحتمالاتُ تعثُّر طرق النقل (مثل مضيق هرمز) وسائرُ الجوانب اللوجستية في تحرُّكات أسعاره.
- الطلب العالمي على الطاقة: تؤثِّر اتجاهاتُ الطلب العالمي، لاسيَّما في أوروبا وآسيا على التسعير. فعلى سبيل المثال، يؤدِّي النموُّ الاقتصاديُّ في هذه المناطق عادةً إلى دفع الأسعار صعودًا.
العوامل المؤثِّرة في سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI)
- إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة: يرتبط خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتباطًا وثيقًا بمستويات إنتاج النفط الصخري الأمريكي. فعند ارتفاع الإنتاج، قد ينشأ فائضٌ في المعروض يضغطُ على الأسعار هبوطًا.
- مستويات مخزونات النفط الأمريكية: تُعدُّ مراكزُ التخزين الرئيسيَّة مثل كوشينغ في أوكلاهوما عناصرَ حاسمةً في التسعير. فارتفاعُ المخزونات يُشير إلى فائضٍ في المعروض، ممَّا يتسبَّب عادةً بهبوط الأسعار، في حين قد يدلُّ انخفاضُها على تحسُّن الطلب ويدفعُ الأسعارَ للارتفاع.
- البنية التحتية للأنابيب والنقل: قد تترك الاختناقاتُ في خطوط الأنابيب الأمريكية أو التأخيراتُ اللوجستية أثرها على تسعير خام غرب تكساس الوسيط (WTI). فعلى سبيل المثال، قد يُقيِّد نقصُ السعة الاستيعابية في بعض الخطوط تدفُّقَ النفط إلى المصافي، ممَّا يُسبِّبُ تقلُّبات في الأسعار.
- سياسات الطاقة المحلية: يمكن أن تؤثِّر اللوائح التنظيميَّة الحكومية والضرائب أو برامج الدعم المرتبطة بإنتاج الطاقة في الولايات المتحدة على الأسعار، إذ تُسهِم التغيُّرات في أنشطة الحفر أو في السياسات البيئيَّة في زيادة مستويات الإمداد أو تقليصها.
أيّ نوعَي النفط يُفضِّل المُتداوِلون؟
عند المقارنة بين خام غرب تكساس الوسيط (WTI) وخام برنت (Brent)، يأخذ المُتداوِلون في الحسبان طبيعة السوق التي يركّزون عليها (سواء كانت عالمية أو محلية)، واستراتيجيتهم في التداول، والعوامل التي تتحكَّم في حركة كلٍّ من المرجعين القياسيين. وفيما يلي نظرةٌ شاملة تساعدك على تحديد الخيار الأنسب:
1. البُعد الجيوسياسي
- يتأثّر خام برنت (Brent) بدرجةٍ كبيرة بالتطوُّرات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، ممَّا يجعله خيارًا مناسبًا للمُتداوِلين الذين يُتابعون الأسواق العالمية ويستفيدون من تحرُّكاتها. فإذا كنت تُحلِّل التوتّرات الإقليمية والدولية، أو قرارات تحالف أوبك+، أو التغيُّرات في سياسات الطاقة (أي السياسات الحكومية التي تنظِّم إنتاج الطاقة وتوزيعها واستهلاكها على مستوى العالم)، فسيكون خام برنت (Brent) المرجع الأكثر ارتباطًا بهذه التحليلات.
- بينما يتأثَّر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بدرجةٍ أقلّ بالعوامل العالمية، وتتحرَّك أسعاره أساسًا تبعًا للظروف الاقتصادية وعوامل قِطاع الطاقة الأمريكي. لذلك، فإنَّ المُتداوِلين الذين يركِّزون على الأوضاع داخل الولايات المتحدة مثل القرارات التنظيمية، والبنية التحتية، والتشريعات الخاصَّة بالطاقة قد يجدون خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الأنسب لهم.
2. السيولة وحجم التداوُل في السوق
- يُتداوَل خام برنت (Brent) على نطاقٍ واسع في البورصات والأسواق العالمية، ممَّا يمنحه مستوىً مرتفعًا من السيولة. وهو خيار مثالي للمُتداوِلين الذين يسعون إلى الوصول للأسواق الدولية والاستفادة من أحجام تداوُل كبيرة عالميًا. كما أن سيولته العالية تزيد من جاذبيته لدى المُتداوِلين الذين يتعاملون بأحجام صفقات ضخمة أو يفضِّلون التداوُل بفروقاتٍ سعريةٍ محدودة.
- ويتمتَّع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بسيولةٍ مرتفعة أيضًا، لكن نطاق تداوله يتركَّز بدرجةٍ أكبر داخل الولايات المتحدة. لذا، فهو يُناسب المُتداوِلين الذين يركِّزون على تطوُّرات سوق النفط الأمريكي ويهتمُّون باتجاهات العرض والطلب المحلي.
3. تقلُّبات الأسعار
- يتأثَّر خام برنت (Brent) في العادة بالأحداث الجيوسياسية العالمية، ممَّا يجعله أكثر حساسية تجاه الأزمات الدولية والاضطرابات في الإمدادات. ولذلك، فإنَّ المُتداوِلين الذين يبحثون عن فرصٍ ناتجةٍ عن التوتُّرات السياسية أو انقطاع الإمدادات النفطية على المستوى الدولي قد يُفضِّلون التعامل مع خام برنت (Brent).
- أمَّا خام غرب تكساس الوسيط (WTI) فيتأثَّر غالبًا بعوامل داخلية مثل الإنتاج المحلي ومستويات المخزون، ممَّا يؤدي إلى أنماطٍ مختلفة من التقلُّب السعري. ولهذا السبب، يفضِّل المُتداوِلون ممَّن يركّزون على السوق الأمريكية أو الذين يتابعون إنتاج النفط الصخري (وهو نوع من النفط يُستخرَج من الصخور الزيتية عبر تقنيات حفرٍ متقدّمة كالتكسير الهيدروليكي) التداوُل بخام غرب تكساس الوسيط (WTI)، لأنَّه يعكس بدقّةٍ التطوُّرات الإقليمية داخل الولايات المتحدة.
4. البُعد الإقليمي
- يُفضِّل المُتداوِلون ممَّن ينظرون إلى السوق من منظورٍ عالمي أي الذين يتعاملون مع أسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا أو يُحلِّلون حركة النفط على المستوى الدولي خام برنت (Brent).
- بينما يُعَدُّ خام غرب تكساس الوسيط (WTI) خيارًا مفضَّلًا للمُتداوِلين المهتمِّين بسوق النفط الأمريكي أو ممَّن يعتمدون على بياناتٍ رسمية من مؤسَّساتٍ مثل «إدارة معلومات الطاقة الأمريكية» (EIA).
الأفكار الختامية
في الخلاصة، فإنَّ إدراك الفروق الجوهرية بين خام برنت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) يُعَدُّ أمرًا أساسيًا لأي مُتداوِل يسعى لتحليل أسواق النفط العالمية على نحوٍ احترافي. فكلا المرجعين القياسيين يُوفِّران فرصًا مميَّزةً بحسب استراتيجية التداوُل ونطاق الاهتمام بالسوق، سواء كنت تُفضِّل التأثيرات العالمية لخام برنت (Brent) أو العوامل الأمريكية التي تُحرِّك خام غرب تكساس الوسيط (WTI). وللبدء في تداوُل عقود الفروقات (CFDs) على خامَي برنت (Brent) وغرب تكساس الوسيط (WTI)، يُمكنك فتح حساب لدى FXOpen للاستفادة من الوصول المباشر إلى هذه الأسواق الرئيسيَّة مع تكاليف تداول منخفضة وظروفٍ تنافسية.
الأسئلة الشائعة
لماذا يُسمَّى النفط «خام برنت (Brent)»؟
سُمِّي خام برنت (Brent) نسبةً إلى حقل «برنت» النفطي الواقع في بحر الشمال، والذي اكتشفته شركة «شل» (Shell) في سبعينيات القرن الماضي. وأُطلِق عليه هذا الاسم ضمن نظام تسميةٍ اعتمدته الشركة يقوم على أسماء الطيور، وكان «برنت» مستوحًى من طائرٍ يُعرَف بالإنجليزية باسم Brent Goose، أي «الإوزّ البرنتي» (وهو نوعٌ من الإوزّ يعيش في مناطق القطب الشمالي). ومع مرور الوقت، أصبح خام برنت (Brent) المرجع القياسي لتسعير النفط المُستخرَج من بحر الشمال، ويُستخدَم اليوم كمؤشِّرٍ عالميٍّ رئيسي لتسعير جزءٍ كبيرٍ من إمدادات النفط في العالم.
ماذا تعني حروف WTI اختصارًا؟
WTI اختصارٌ لعبارة West Texas Intermediate أي «غرب تكساس الوسيط». ويُشير إلى نوعٍ من النفط الخام يُنتَج أساسًا في الولايات المتحدة، لا سيَّما من الحقول الواقعة في ولايات تكساس وشمال داكوتا والمناطق المجاورة. ويُعَدُّ خام غرب تكساس الوسيط (WTI) أحد المراجع القياسية الرئيسيَّة لتسعير النفط، وخصوصًا في أسواق أمريكا الشمالية.
هل يُعدُّ خام برنت (Brent) نفطًا خفيفًا أم ثقيلًا، وهل هو منخفض الكبريت؟
يُصنَّف خام برنت (Brent) ضمن فئة النفط الخام الخفيف منخفض الكبريت. ويتميَّز بانخفاض محتوى الكبريت فيه، ممَّا يجعله أسهل في التكرير لإنتاج منتجاتٍ عالية القيمة مثل البنزين والديزل. علمًا أنَّ خام برنت (Brent) يتضمَّن نسبة أعلى قليلًا من الكبريت مقارنةً بخام غرب تكساس الوسيط (WTI)، ولهذا يُعتبَر أقلَّ نقاءً منه بدرجةٍ طفيفة.
لماذا يكون خام برنت (Brent) أغلى عادةً من خام غرب تكساس الوسيط (WTI)؟
غالبًا ما يكون خام برنت (Brent) أعلى سعرًا من خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بسبب الطلب العالمي الواسع عليه وتأثُّره الكبير بالعوامل الجيوسياسية. ويتأثَّر خام برنت (Brent) بمجموعةٍ من العوامل الدولية، من بينها قرارات تحالف أوبك+ والنزاعات في مناطق الإنتاج الرئيسيَّة، والتي تُؤدّي غالبًا إلى تعطُّل الإمدادات وارتفاع الأسعار. بينما يتأثَّر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في المقابل بعوامل العرض والطلب داخل الولايات المتحدة.
هل يُصنَّف النفط السعودي ضمن خام برنت (Brent) أم خام غرب تكساس الوسيط (WTI)؟
لا يُصنَّف النفط السعودي ضمن أيٍّ من هذين النوعين، فهو يُندرج تحت فئةٍ مستقلَّة تُعرَف باسم «النفط العربي الخفيف» (Arabian Light Crude). علمًا أنَّ خام برنت يُستخدَم في كثيرٍ من الأحيان كمرجعٍ تسعيريٍّ لصادرات النفط من المملكة العربية السعودية وغيرها من دول «أوبك».
هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.