تؤدِّي اختراقات خطوط الاتجاه دورًا مهمًا في تحليل المخطَّطات السعرية. ورغم ذلك، تختلف قوة وتأثير اختراقات خطوط الاتجاه من حالة لأخرى. فقد تكشف بعض الاختراقات عن تغيُّر فعلي في الاتجاه، في حين يتبيَّن أنَّ بعضها مُجرَّد حركة مؤقَّتة. سنتناول في هذا المقال كيفيَّة تقييم اختراقات خطوط الاتجاه وتأكيدها والتداوُل وفقًا لها مع محاولة إبقاء المخاطر تحت السيطرة.
لنتعرَّف على مفهوم خطوط الاتجاه
ممَّا لا شكَّ به أنَّك على دراية ومعرفة بخطوط الاتجاه، إلَّا أنَّه من المفيد أن نتناولها بإيجاز على سبيل التذكير وتوسيع المعارف. تُعَدُّ خطوط الاتجاه أدواتٍ تُستخدم في التحليل الفني لتمثيل اتجاه حركة السعر بصريًا. ويتطلَّب رسم خطوط اتجاه دقيقة اختيار القمم والقيعان المناسبة لربطها، بحيث تُوفِّر تمثيلًا واضحًا للاتجاه السائد. ووفقًا للقواعد المعتمدة، يجب وجود قمتين أو قاعين على الأقل لرسم خط اتجاه قوي. وكلما زادت النقاط التي تربط بينها، زادت قوة وموثوقية خط الاتجاه كمرجع للتحليل الفني.
وتظهر خطوط الاتجاه في مخطَّطات الفوركس والأسهم والسلع ومؤشِّرات الأسهم والعملات الرقمية*. وعمومًا، قد تكون خطوط الاتجاه أكثر قوة وموثوقية في مخطَّطات الأسعار للأصول التي تشهد تقلُّبات سعرية أقل.
وتنقسم خطوط الاتجاه إلى ثلاثة أنواع رئيسيَّة:
1. خطوط «الاتجاه الصاعد» والتي تربط بين القيعان المتصاعدة وتلعب دور مستويات دعم. والتي تُمثِّل ظروفًا صعودية (شرائية) في السوق.
2. خطوط «الاتجاه الهابط» والتي تربط بين القمم الهابطة وتلعب دور مستويات مقاومة. والتي تُمثِّل ظروفًا هبوطية (بيعيَّة) في السوق.
خطوط «الاتجاه العرضي (الجانبي)» أو الخطوط «المحصورة ضمن نطاق سعري»، والتي تربط بين قمم وقيعان متقاربة، بما يُشير إلى سوق تتحرَّك ضمن نطاق محدَّد أو تمرُّ بمرحلة تماسك سعري.

ما المقصود باختراق خط الاتجاه؟
يحدث اختراق خط الاتجاه عندما يتحرَّك السعر على نحوٍ واضح أعلى أو أسفل خط اتجاه مرسوم كان يُمثِّل مستوى دعم أو مقاومة. فقد يُشير اختراق خط الاتجاه الهابط صعودًا إلى تزايد الضغط الصعودي (الشرائي)، في حين قد يُنبئ كسر خط الاتجاه الصاعد هبوطًا بضعف الطلب واحتمالية أن تسود معنويات بنظرة تشاؤمية (بيعية). وينظر المتداولون غالبًا إلى هذه التحرُّكات باعتبارها إشارات محتملة للدخول أو الخروج، إلَّا أنهم يُؤكّدونها عادةً بأدوات إضافية لتقليل مخاطر الإشارات الوهمية الزائفة.
أهمية حالات اختراق خطوط الاتجاه
يمكن تطبيق حالات اختراق خطوط الاتجاه عبر أساليب تداوُل مختلفة ومستويات مخاطر متباينة. وقد يستخدم المتداولون مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات المُعتمِدة على اختراق خطوط الاتجاه لتحديد الاتجاهات السائدة، وتأكيد إشارات أدوات التحليل الفني الأخرى من قبيل المؤشِّرات الفنية وأنماط مخطَّطات الأسعار، إلى جانب رصد الحالة المعنوية السائدة في السوق.
رصد حالات انعكاس الاتجاه السائد
لعلَّ أبرز مزايا حالات اختراق خطوط الاتجاه تتمثَّل في دورها برصد الانعكاسات المحتملة للاتجاه السائد. فعندما يُكسَر خط اتجاه راسخ على نحوٍ واضح (وهنا لا نقصد الكسر بمعناه الهبوطي حصرًا، وإنما أي اختراق لخط الاتجاه سواء صعودًا أو هبوطًا)، فإنَّ ذلك يدلُّ غالبًا على تحوُّل في الحالة المعنوية السائدة في السوق. ويُشير هذا الكسر إلى ضعف أو انعكاس الزخم السابق، وهو ما قد يُشكِّل نقطة تحوُّل مهمَّة للمتداولين.
ففي الاتجاه الصاعد، قد يُشير كسر خط الاتجاه الصاعد إلى احتمال انعكاسه إلى اتجاه هابط، وعلى العكس، قد يُنبئ كسر خط الاتجاه الهابط في اتجاه هابط باحتمال انعكاسه إلى اتجاه صاعد. أمَّا إذا كسر السعر خط اتجاه عرضي، فعادةً ما يُشير ذلك إلى نهاية مرحلة التماسُك وبداية نشوء اتجاه سائد جديد، سواء صعودًا أو هبوطًا.

وفي المخطَّط أعلاه، اخترق السعر خط الاتجاه الهابط صعودًا، وبعد ذلك تكوَّن اتجاه صاعد جديد.
تأكيد تحرُّكات السعر
تُعدُّ حالات اختراق خطوط الاتجاه إشارات تأكيد لأدوات وأنماط التحليل الفني الأخرى. فعلى سبيل المثال، عندما يتوافق اختراق خط الاتجاه مع تشكُّل أنماط مخططات مثل نمط الرأس والكتفين أو القَّمة المزدوجة والقاع المزدوج، فقد يُعزّز ذلك من موثوقية هذه الأنماط وتوقعاتها السعريَّة الموافِقَة.
الحالة المعنوية السائدة في السوق
يمكن لحالات اختراق خطوط الاتجاه أن تُوفِّر أيضًا رؤى تحليليَّة حول الحالة المعنوية السائدة في السوق والجوانب النفسية المرتبطة بها. وقد تكشف ردود فعل المتداولين تجاه حالات اختراق خطوط الاتجاه عن تصوُّراتهم وتوقُّعاتهم بشأن تحرُّكات السعر المستقبلية، الأمر الذي قد يلقي بظلاله على ديناميكيات السوق بالنتيجة.
وإذا كنت مستعدًا للتداوُل اعتمادًا على خطوط الاتجاه واختراقاتها، ننصحك باستخدام منصَّة التداوُل TickTrader التي تُوفِّر أكثر من 1,200 أداة للتحليل الفني.
كيف يُمكن للمتداولين التداوُل وفقًا لاختراقات خطوط الاتجاه؟
تُعدُّ منهجية الاختراق وإعادة الاختبار من أكثر الطرق استخدامًا عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه. فعوضًا عن الدخول فور اختراق السعر لخط الاتجاه، ينتظر المتداولون عادةً تأكيدًا على أن الاختراق سيتماسك.
فبعد الاختراق الأوّلي لخط الاتجاه الهابط صعودًا أو لخط الاتجاه الصاعد هبوطًا، يتراجع السعر مؤقَّتَا في معظم الأحيان ويُعيد اختبار الخط مُجددًا. وتُعدُّ إعادة الاختبار هذه بمثابة نقطة تأكيد: إذ قد يتحوَّل مستوى المقاومة السابق إلى دعم، أو يتحوَّل مستوى الدعم السابق إلى مقاومة (فحين يتجاوز السعر مستوى مقاومة ثم يُعيد اختباره ويرتد منه صعودًا مجددًا (يفشل في كسره)، يبدأ المتداولون بالتعامل مع هذا المستوى كدعمٍ جديد، والعكس صحيح عند كسر الدعم).
وعندما ينجح المستوى في الصمود خلال إعادة الاختبار ويرفض السعر تجاوزه (أي يفشل في الهبوط دونه في حالة الاختراق الصعودي، أو يفشل في الارتفاع فوقه في حالة الاختراق الهبوطي) فهذا يُشير إلى تحوُّل الحالة المعنوية السائدة في السوق بما ينسجم مع اتجاه الاختراق الأوَّلي. وبعد ذلك، قد يبحث المتداولون عن إشارات دخول، من قبيل أنماط الشموع اليابانيَّة الصعودية أو الهبوطية، إضافةً إلى تأكيدات من مؤشِّرات الزخم على إطارٍ زمني أدنى قبل دخول الصفقة. ويمكن تعيين طلبات وقف الخسارة مباشرةً بعد مستوى إعادة الاختبار بمُجرَّد تأكيده.
مثال على ذلك

في المثال أعلاه، نلاحظ حركة سعر زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) على مخطَّط الساعة الواحدة ضمن اتجاه سائد هابط استمرَّ لعدَّة أيَّام، وكان خط الاتجاه الهابط يشكِّل الحدّ العلوي للحركة السعرية خلال هذه الفترة.

وعلى مُخطَّط 15 دقيقة، بالرغم من أنَّ محاولة الاختراق الأولى وإعادة الاختبار لم تنجح، فإنَّ الاختراق الثاني أدَّى إلى حركة سعرية واضحة وقوية. ويجدرُ بالمتداول في هذه الحالة مراقبة إعادة اختبار خط الاتجاه الذي بات يُمثِّل مستوى دعم، إذ تشكَّلت شمعة بن بار (Pin Bar) صعودية وهو ما يُوفِّر نقطة دخول محتملة. ويمكن تعيين طلب وقف الخسارة أسفل النمط (أي أسفل نهاية ذيل شمعة البن بار) وخط الاتجاه (لأنَّ كسر هذا المستوى يعني أن نمط شمعة البن بار الصعودي لم يعد صالحًا، وأنَّ خط الاتجاه فقد دوره كمستوى دعم).

وإذا اختار المتداول نهجًا أكثر تحفُّظًا (أي فضَّل انتظار تأكيد إضافي قبل دخول الصفقة بدل الاعتماد على إشارة واحدة)، فيمكنه الانتقال إلى إطار 5 دقائق الزمني، حيث يظهِر مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD) تقاطعًا صعوديًا (تقاطع خط الماكد مع خط الإشارة صعودًا في إشارةٍ إلى تحوُّل الزخم لصالح المشترين)، ممَّا يدعم إشارة شمعة البن بار ويضيف مزيدًا من عوامل التوافق الفني.
الاختراقات الوهمية الزائفة لخطوط الاتجاه
يحدث الاختراق الوهمي لخط الاتجاه والمعروق أيضًا باسم «الاختراق الفاشل» أو «الاختراق الزائف» عندما يخترق سعر الأصل خط الاتجاه ثم ينعكس لاحقًا، ليعود إلى داخل حدود خط الاتجاه مجددًا. وقد تُضلِّل الاختراقات الوهمية الزائفة المتداولين، وتُسبِّب خسائر لأولئك ممَّن يدخلون في صفقاتٍ اعتمادًا على إشارة الاختراق الأولية.
ونُبيِّن فيما يلي السمات الأساسية للاختراق الوهمي الزائف لخط الاتجاه:
- الاختراق الأولي. في البداية، يبدو أنَّ سعر الأصل قد اخترق خط الاتجاه صعودًا أو هبوطًا. وقد يترافق هذا الاختراق أحيانًا مع ارتفاع في أحجام التداوُل، ممَّا قد يمنح انطباعًا بإمكانية تأكيد الاختراق.
- ردود فعل المتداولين. فقد يُفسِّر العديد من المتداولين هذا الاختراق على أنه حركة مهمة، ويدخلون في صفقات باتجاه الاختراق. فمثلًا، عند اختراق خط اتجاه هابط صعودًا، فقد يبدأ المتداولون بالشراء في ضوء توقُّع انعكاس الاتجاه السائد.
- انعكاس الحركة. رغم حدوث الاختراق الأوَّلي، إلَّا أنَّ السعر ينعكس ويعود للتحرُّك ضمن حدود خط الاتجاه مجددًا (أدناه في المثال السابق) بدلًا من الاستمرار في اتجاه الاختراق الأوَّلي. وهذا الانعكاس يُبطِل إشارة الاختراق الأوَّلية، تاركًا المتداولين ممَّن دخلوا السوق مبكرًا في حالة إرباك تحت وقع الصدمة.

والآن لنلقِ نظرة على المُخطَّط أعلاه. نلاحظ أنَّ السعر اخترق خط الاتجاه الهابط صعودًا، لكن الاتجاه الصاعد لم يتكوَّن، وبالتالي استأنف الاتجاه الهابط مساره مُجددًا.
وهناك عدَّة أسباب تقف وراء حدوث الاختراقات الوهمية الزائفة لخطوط الاتجاه، نذكر منها:
- التلاعب في السوق: ففي بعض الحالات، قد يعمل المُشارِكون في السوق من أصحاب الموارد الماليَّة الضخمة على التلاعُب بالسعر عمدًا لاستدراج الاختراقات، ثم عكس اتجاه السوق للاستفادة من التأرجُحات السعرية الناتجة.
- غياب التأكيد: غالبًا ما تحدث الاختراقات الوهمية الزائفة في ظل غياب التأكيد من مؤشِّرات فنية أخرى أو من عوامل إضافية. ولذلك يلجأ المتداولون ذوو الخبرة إلى البحث عن تعدُّد الإشارات المتوافقة لزيادة موثوقية الاختراق.
- الأسواق شديدة التقلُّب: في الأسواق المتقلبة أو التي تتَّسم بعدم وضوح الاتجاه، قد يتحرَّك السعر صعودًا وهبوطًا مرارًا وتكرارًا فوق خط الاتجاه وتحته، ممَّا يجعل التمييز بين الاختراقات الحقيقية والاختراقات الوهمية الزائفة أمرًا صعبًا.
العوامل التي يجب مراعاتها عند التداوُل وفق خطوط الاتجاه
رغم أنّه من المستحيل تفادي مخاطر الوقوع ضحيةً لاختراقات خطوط الاتجاه الوهمية الزائفة بالكامل، إلَّا أنَّ المتداولين يستخدمون عادةً أدوات تحليل فني إضافية وإشارات تأكيد. ومن بين تلك الوسائل، انتظار إشارات انعكاس من مؤشِّرات أخرى، ومراقبة حركة السعر بعد الاختراق، وتعيين طلبات وقف الخسارة لتقليل الخسائر المحتملة في حال حدوث انعكاس.
إشارات التأكيد
ويُمكن أن تستند إشارات التأكيد إلى عدد من المؤشِّرات الفنية والأنماط السعرية، بما يشمل على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- أنماط الشموع اليابانية. يبحث المتداولون عن أنماط شموع يابانية تدعم اتجاه الاختراق، من قبيل أنماط الشموع الابتلاعية الصعودية لدعم الاختراقات الصاعدة وأنماط الشموع الابتلاعية الهبوطية لدعم الاختراقات الهابطة (الكسر).
- المُؤشِّرات المتأرجحة (المتذبذبات). ترصد المُؤشِّرات المتأرجحة مثل مؤشِّر القوة النسبية (RSI) ومُؤشِّر العشوائية (Stochastic)حالات التشبُّع الشرائي أو التشبُّع البيعي، ممَّا يساعد المتداولين على تأكيد قوة الحركة السعريَّة.
- أنماط المُخطَّطات. إلى جانب أنماط الشموع اليابانية، إذ قد تُسهِم النماذج الظاهرة على مُخطَّطات الأسعار، من قبيل أنماط الأعلام أو المثلثات أو أنماط الرايات، تأكيدًا إضافيًا عند توافقها مع اختراق خط الاتجاه.
تحليل حجم التداوُل
يُعدُّ تحليل حجم التداوُل عنصرًا أساسيًا عند تقييم حالات اختراق خط الاتجاه. إذ يمكن لحجم التداول أن يُقدِّم رؤى تحليليَّة حول أهمية الاختراق ودلالته وما إذا كان من المرجَّح أن يكون حقيقيًا أو إشارةً وهمية زائفة.
فعندما يحدث الاختراق مصحوبًا بارتفاع في حجم التداوُل، فهذا يدل على دعم فعلي من المتداولين للحركة الجديدة، ممَّا قد يقود بالنتيجة إلى نشوء اتجاه أكثر استدامة.
وعلى النقيض، قد يكون الاختراق المصحوب بانخفاض في حجم التداوُل أقل موثوقية، لأنَّه يُشير إلى ضعف اهتمام المتداولين ويرفع احتمالية أن يكون الاختراق وهميًا زائفًا.
الأُطُر الزمنية
يُستحسن النظر في أُطُر زمنية متعددة عند التداوُل وفق حالات اختراق خطوط الاتجاه. قد توفِّر الفترات الزمنية المختلفة وجهات نظر متنوِّعة حول اختراق خط الاتجاه، واستخدام مزيج منها قد يدعم المتداولين عند اتِّخاذ قراراتهم. فيما يلي طريقة تعامل المتداولين مع الأُطُر الزمنية المختلفة:
- الأُطُر الزمنية الأعلى. يبدؤون بتحليل الأُطُر الزمنية الأعلى (مثل اليومية أو الأسبوعية) لتحديد توجُّه الاتجاه السائد الرئيسي. وهو ما يوفِّر السياق الأوسع اللازم لفهم اختراق خط الاتجاه المُلاحَظ على الأُطر الزمنية الأقصر.
- الأُطُر الزمنية الأدنى. يستخدم المشاركون في السوق الأُطُر الزمنية الأدنى (مثل مخططات الساعة أو 15 دقيقة) لتحديد نقاط الدخول والخروج.
- التوافق بين الأُطُر. يبحث المتداولون عن وجود توافق بين الأُطُر الزمنية المختلفة. فعندما يتوافق اختراق خط الاتجاه على إطار زمني صغير مع اختراق على إطار زمني أعلى، تزداد أهمية الإشارة وقوتها.
مستويات الدعم والمقاومة
عند التداوُل وفقًا لحالات اختراق خطوط الاتجاه، من الضروري أخذ مستويات الدعم والمقاومة القريبة في الحسبان. إذ تؤثِّر هذه المستويات في حركة السعر وتُقدِّم للمتداول مرجعية مهمَّة في إدارة صفقته.
أدوات تصحيح وامتداد فيبوناتشي
يُمكن لمستويات تصحيح فيبوناتشي (أداة تحليل فني تعتمد على نسب رياضيَّة مُحدَّدة لتوقّع الحركات التصحيحيَّة) وامتداد فيبوناتشي (أدوات تحليل فني تُستخدَم لتحديد المستويات التي قد يصل إليها السعر في حال مواصلة الاتجاه الأصلي بعد انتهاء مرحلة التصحيح، وتُشير إلى حركة سعرية تتجاوز 100% من الحركة السابقة، ممَّا يُلمِّح إلى استئناف الاتجاه السابق دون ارتداد) أن تُكمّل تحليل خطوط الاتجاه. فإذا اخترق السعر مستوى فيبوناتشي بعد اختراق خط الاتجاه، فقد يُعزِّز ذلك من قوة الاتجاه السائد الجديد المُتشكِّل.
كيفيَّة إدارة المخاطر واختيار حجم الصفقة المناسب عند التداوُل اعتمادًا على خطوط الاتجاه
تُعدُّ إدارة المخاطر عنصرًا بالغ الأهمية عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه. وتُستخدَم عادةً عدَّة تقنيات شائعة لإدارة المخاطر، من بينها:
- تعيين طلبات وقف الخسارة. يُعدُّ تعيين طلبات وقف الخسارة المناسبة جزءًا أساسيًا من استراتيجيات إدارة المخاطر.
- اختيار حجم الصفقة المناسب. يُعدُّ تحديد حجم الصفقة عنصرًا حاسمًا لإدارة المخاطر، لاسيَّما عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه. إذ يُحدِّد مقدار رأس المال المُخصَّص لكل صفقة تداوُل وقد يُسهِم بالتالي في الحد من التعرُّض للخسائر المُحتمَلَة.
- نسب المخاطرة إلى العائد. تُستخدَم نسب المخاطرة إلى العائد عادةً لتقييم النتيجة المُحتمَلة للصفقة مقارنةً بحجم المخاطرة التي تنطوي عليها.
الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتداولون عند التداوُل وفقًا لاختراقات خطوط الاتجاه وسبُل تجنُّبها
تشمل الأخطاء الشائعة في التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه اتخاذ قرارات اعتمادًا على إشارات تأكيد غير كافية، أو تجاهُل العوامل الأساسية، أو الانسياق وراء العواطف. ومن خلال اتباع منهجية قائمة على الانضباط والوعي بهذه الأخطاء، قد يزيد المتداولون من احتمالية اتِّخاذ قرارات تداوُل مدروسة وقائمة على أسُس متينة.
تجاهل إشارات التأكيد
يُعَدّ تجاهل إشارات التأكيد أحد أكثر الأخطاء شيوعًا لدى المتداولين عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه. فالاعتماد على اختراق خط الاتجاه وحده قد يؤدي إلى الدخول بصفقات متسرعة أو خاطئة.
تجاهل العوامل الأساسيَّة
رغم أنَّ التحليل الفني يُمثِّل عنصرًا أساسيًا عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه، فإن تجاهل العوامل الأساسية قد يكون خطأً فادحًا. كما يأخذ المتداولون في الحسبان الصورة الأوسع للسوق والعوامل الاقتصادية الكليَّة التي قد تؤثِّر في الأصول التي يتداولونها. إذ يمكن للأحداث الأساسية مثل البيانات الاقتصادية، وتقارير الأرباح، أو التطوُّرات الجيوسياسية أن تُؤثّر في الحالة المعنوية السائدة في السوق وقد تتغلَّب في أهميتها على الإشارات الفنية.
التداوُل العاطفي
يُعَدُّ التداول العاطفي من الأخطاء الشائعة بين المتداولين، وتبرز خطورته على نحوٍ أكبر عند التداوُل وفق اختراقات خطوط الاتجاه. فمشاعر كالخوف والإقبال قد تؤدي إلى قرارات متعجّلة تحت وطأة الاندفاع وتُضعِف قدرة المتداول على الالتزام بانضباطه.
الأفكار الختامية
قد يُمثِّل اختراق خط الاتجاه نقطةً مهمَّة على مُخطَّط الأسعار، لكن لا بُدَّ من موازنته مع عوامل أخرى قبل اتخاذ أي قرار. وعند دمج تحليل خطوط الاتجاه مع تقنيات التأكيد وإدارة المخاطر الصارمة، يُصبح أداة مفيدة للتعامل مع ظروف السوق المتغيّرة.
وإذا كانت لديك استراتيجية قائمة على خطوط الاتجاه، ننصحك بفتح حساب لدى FXOpen لتطبيقها والتمتُّع بعمولاتٍ منخفضة وفروقات سعريَّة ضيقة. نتمنى لك تداولًا مُثمرًا!
الأسئلة الشائعة
كيف نرسم خط اتجاه بهدف رصد الاختراقات المحتملة؟
ولإنشاء خط اتجاه مناسب لرصد الاختراقات، يحدِّد المتداولون أولًا قمتين أو قاعين بارزين على المخطّط كحدٍّ أدنى. بالنسبة للاتجاه الصاعد، يُرسم خط الاتجاه بربط القيعان الصاعدة، بينما في الاتجاه الهابط يُرسم بربط القمم الهابطة. ويُفضَّل أن يمرّ خط الاتجاه بأكبر عدد من النقاط الفعلية، من دون تعديل موقعه أو إزاحته عمدًا لإجباره على ملامستها. وبمُجرَّد تحديد خط الاتجاه، يراقب المتداولون حركة السعر عن كثب لرصد أي اختراق واضح فوقه في الاتجاه الهابط أو أسفله في الاتجاه الصاعد. وقد يُشير الاختراق الواضح لخط الاتجاه، والذي غالبًا ما يكون مدعومًا بارتفاع في حجم التداول أو بإعادة اختبار للمستوى، إلى احتمال حدوث اختراق فعلي.
كيف يمكن للمتداولين تأكيد اختراقات خطوط الاتجاه؟
إحدى الطرق الشائعة لتأكيد اختراقات خطوط الاتجاه هي مراقبة حجم التداوُل، فالزيادة في حجم التداول تزامنًا مع حدوث الاختراق تُشير غالبًا إلى مشاركة أوسع في السوق. وهناك طريقة أخرى تتمثّل في انتظار السعر ليُعيد اختبار خط الاتجاه الذي تمّ اختراقه مع حفاظه على ثباته فوق الخط (في حالة الاختراق الصعودي) أو أسفله (في حالة الاختراق الهبوطي)، وهو ما قد يُعزّز من موثوقية الحركة. كما يستخدم العديد من المتداولين مؤشرات فنية، مثل المتوسِّطات المتحركة أو مؤشِّر القوة النسبية (RSI) أو مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)، لتأكيد الزخم في اتجاه الاختراق.
هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.