ما معنى الارتداد الخادع في الأسواق الهابطة أو ما يُعرَف باسم أثر «ارتداد القط الميت»؟

أخبار الأسهم

قد تُضلِّل الأسواق بتقلُّباتها حتى أمهر المُتداوِلين أصحاب الخبرة الواسعة. وفي هذا الصدد، يُشير مصطلح «ارتداد القط الميت» (Dead Cat Bounce - وسنتعرَّف على أصل التسمية بعد قليل) إلى تعافٍ سعري مؤقَّت قصير الأمد، يحدث خلال اتجاهٍ هبوطي طويل الأجل في السوق. ورغم أنَّه قد يوحي ظاهريًا بكونه ارتداد حقيقي، لكن الواقع مختلف، فغالبًا ما يسبق موجة هبوط جديدة في الأسعار. يتعمَّق هذا المقال في شرح ماهية «ارتداد القط الميت»، وأسباب حدوثه، وكيفيَّة رصده، إلى جانب استراتيجيات للتداوُل وفقًا له.

ما هو نمط «ارتداد القط الميت»؟

يُعرَّف «ارتداد القط الميت» بأنَّه تعافٍ مؤقَّت في سعر أصلٍ يشهد هبوطًا على المدى الطويل، يعقبه استئناف لهذا الاتجاه الهبوطي العام. ولا تُعَدُّ هذه الظاهرة حكرًا على سوقٍ مُعيَّنة، فقد تظهر في مختلف الأسواق الماليَّة، بما يشمل أسواق الأسهم والفوركس والعملات الرقمية*، وقد تُضلِّل المتداولين لتوحي بأنَّ السوق أو الأصل بدأ بالتعافي، قبل أن تعاود الأسعار الهبوط مُجددًا.

ويستمدُّ مصطلح «ارتداد القط الميت» معناه من العبارة الإنجليزية الشهيرة «even a dead cat will bounce if it falls from a great height» أي: «حتى القط الميت سيرتدُّ إن سقط من ارتفاعٍ شاهق» (وهو تعبير يُستخدم مجازًا للدلالة على أنَّ هذا الارتداد لا يعني أنَّ «القط حيّ» (أي أنَّ السوق تعافت فعليًا)، بل هو مُجرَّد ارتداد ميكانيكي مؤقَّت بعد انهيار قوي). ومن منظورٍ مالي، يُشير هذا المفهوم إلى أنَّ الانخفاض الحادّ في الأسعار يُتبَع غالبًا بارتدادٍ قصيرٍ زائفٍ ومؤقَّت. فعلى سبيل المثال، خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، شهدت العديد من الأسهم حالات «ارتداد القط الميت»، إذ ارتفعت مؤقّتًا لفترة وجيزة قبل أن تستأنف مسارها الهبوطي مُجددًا.

وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ رصد نمط «ارتداد القط الميت» يتطلَّب تحليلًا دقيقًا ومتأنِّيًا. فعلى سبيل المثال، في حالة أحد الأصول الرقمية، قد يوحي ارتفاعٌ مفاجئ بنسبة 10% وكأنَّه بداية انتعاش حقيقي. إلَّا أنَّه إذا أعقبَ هذا الارتفاعَ تراجُعٌ جديد تجاوز القيعان السابقة، فذلك يُؤكِّد أنَّ ما حدث هو «ارتداد القط الميت».

وغالبًا ما يعتمد المُتداوِلون على تحليل أحجام التداوُل ومستويات المقاومة لرصد مثل هذه الأنماط، إذ يُلاحَظ أنَّ التعافي الحقيقي عادةً ما يترافق مع زيادة مستمرَّة ملحوظة في حجم التداوُل واختراق واضح لمستويات المقاومة الرئيسيَّة، على عكس الارتداد الزائف الذي يفتقر لهذه الإشارات المؤكِّدة.

سمات نمط «ارتداد القط الميت»

يتميَّز نمط «ارتداد القط الميت» بسلوكٍ سعريٍّ محدَّد في السوق يُشير إلى تعافٍ مؤقَّت يحدث وسط اتجاهٍ هبوطيٍّ طويل الأمد. وقد يُسهم التعرُّف على هذه السمات في مساعدة المتداولين على تجنُّب الوقوع في فخّ الارتدادات الوهمية الزائفة.

  • هبوطٌ حادّ يسبق الارتداد: يحدث «ارتداد القط الميت» عادةً بعد انخفاضٍ حادٍّ في سعر الأصل، يكسر خلاله السعر مستوى دعمٍ واحد أو أكثر هبوطًا.
  • ارتداد سريع ومفاجئ: يشهد الأصل ارتفاعًا سريعًا ومؤقّتًا في السعر بعد الانخفاض، وغالبًا ما يكون قصير المدى.
  • حجم تداوُل منخفض: يحدث هذا الارتداد عادةً مع انخفاضٍ ملحوظ في حجم التداوُل مقارنةً بفترة الهبوط السابقة، وهو ما يدلُّ على ضعف الاهتمام الشرائي الحقيقي.
  • استئناف الاتجاه الهبوطي: بعد هذا الارتداد القصير، يستأنف السعر مساره الهبوطي العام، وغالبًا ما يُسجِّل قيعانًا جديدة أدنى من المستويات السابقة.
  • غياب العوامل الأساسية الداعِمة: يحدث هذا التعافي المؤقّت عادةً في ظل غياب دعمٍ من العوامل الأساسيَّة القوية، إذ ينشأ غالبًا نتيجة تغطية صفقات البيع (القصيرة) التي فُتِحت في ضوء توقُّع انخفاض السعر (حيث يُقدِم المتداولون الذين باعوا الأصل سابقًا على شرائه مجددًا لإغلاق مراكزهم بعد ارتفاع السعر (مؤقَّتًا) على نحوٍ مخالفٍ لتوقُّعاتهم)، أو نتيجة عمليات شراء قائمة على المضاربة السريعة على تغيُّرات السعر اللحظية، وليس استنادًا إلى أخبار إيجابية حقيقية أو تحسُّن فعلي في وضع الأصل المالي.

أسباب حدوث «ارتداد القط الميت»

تنتج ظاهرة «ارتداد القط الميت» عادةً عن مجموعة من العوامل الشائعة التي تتسبَّب بنشوء وهم مؤقّت بالتعافي ضمن سوقٍ تشهد تراجعًا فعليًا.

  • تغطية صفقات البيع (القصيرة): قد يُقدِم المتداولون ممَّن باعوا الأصل سابقًا على شرائه مُجددًا لتغطية صفقاتهم المفتوحة (ظنًا منهم أنَّ السعر على وشك الارتفاع)، ممَّا يؤدي إلى ارتفاعٍ مؤقّتٍ في السعر نتيجة الطلب المفاجِئ.
  • الشراء القائم على المضاربة: يُقدِم بعض المستثمرين على شراء الأصل المتراجع أملًا في الاستفادة مما يعتبرونه فرصة شراء جذَّابة (صفقة رابحة)، ممَّا يدفع السعر للارتفاع مؤقَّتًا قبل أن يُعاوِد الهبوط.
  • مستويات الدعم الفنية: قد يصل السعر إلى أحد مستويات الدعم الفني المهمَّة فيرتدُّ منها مؤقّتًا مع دخول بعض المتداولين الذين يعتمدون على هذه المستويات كأساسٍ لاتخاذ قرارات الشراء (على اعتبار أنَّ السعر عندها يبدو جذّابًا للشراء بعد هبوطٍ حاد، توقُّعًا لارتدادٍ تصحيحي قصير المدى).
  • أخبار إيجابية مؤقّتة: قد تتسبَّب بعض الأخبار الإيجابية من قبيل إعلان شركة عن إجراءات خفض للتكاليف، أو صدور بيانات نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، أو حتى انتشار شائعات في نشوء حالة من التفاؤل المؤقّت، ممَّا يؤدي إلى موجة شراء.

ورغم أنَّ هذه العوامل قد تُقدِّم دعمًا مؤقتًا للأصل المالي، إلَّا أنَّ حالات التعافي الكامل تبقى نادرة للغاية في مثل هذه الظروف. ذلك لأنَّ الهبوط الحادّ الذي يسبق الارتداد يكون غالبًا ناتجًا عن تغيُّر جوهري في العوامل الأساسيَّة، أو عن ضغط بيعي قوي في السوق، ممَّا يجعل الاتجاه الهبوطي العام هو الأرجح للاستمرار على المدى المستقبلي المنظور.

كيفيَّة رصد نمط «ارتداد القط الميت»

يتطلَّب رصد نمط «ارتداد القط الميت» تحليلًا دقيقًا لكلٍّ من تحرُّكات السعر، وأحجام التداوُل، ومستويات المقاومة، ومؤشِّرات الزخم، والحالة المعنوية السائدة في السوق.

تحرُّكات السعر

عادةً ما يظهر نمط «ارتداد القط الميت» بعد هبوطٍ حادٍّ يكسر مستويات الدعم السابقة بسهولةٍ ودون مقاومةٍ تُذكَر، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة صدور أخبارٍ أو بياناتٍ اقتصاديةٍ مهمَّة. وبعد هذا الهبوط الحاد، قد يجد السعر قاعدةً مؤقّتةً عند مستوى دعمٍ آخر ويبدأ بالارتفاع. لكن هذا التعافي يستعيد عمومًا ما يقلُّ عن 50% من مقدار الهبوط الأوَّلي.

حجم التداوُل

غالبًا ما يحدث التعافي في نمط «ارتداد القط الميت» بالتزامنٍ مع انخفاضٍ في حجم التداوُل، وهو ما يُشير إلى محدودية الثقة وراء هذا الارتفاع المؤقَّت. وتبدو هذه السمة أوضح في الأصول المتداوَلة عبر منصَّات التداوُل المركزيَّة، مثل الأسهم أو العملات الرقمية* (إذ تُوفِّر هذه المنصّات بياناتٍ دقيقة لحجم التداول تُظهِر ضعف المشاركة الفعلية أثناء الارتداد). أمَّا في سوق الفوركس، فيصعُب قياس حجم التداول بدقّة نظرًا إلى الطبيعة اللامركزية لهذه السوق (التي لا تملك جهةً واحدةً تعرض جميع العمليات، إذ تُنفَّذ التداولات عبر شبكة من البنوك والمؤسَّسات ومزوِّدي السيولة حول العالم).

ومن المهم أخذ الإطار الزمني في الحسبان، فقد تُساعِد المُخطَّطات اليوميَّة المتداولين على رصد أنماط الحجم ضمن «ارتداد القط الميت»، بينما قد تُفسَّر أحجام التداول اللحظية على نحوٍ خاطئ بسبب التقلّبات الطبيعية في نشاط السوق وتغيُّر مستويات السيولة مع تقدُّم جلسات التداول.

مستويات المقاومة

قد يفشل الارتداد في اختراق مستويات مقاومةٍ مهمَّة، من قبيل مستوى دعمٍ سابق تحوَّل إلى مقاومةٍ (بعد أن كُسِر هبوطًا ثم عاد السعر لاختباره من الأسفل) أو «قمّة التأرجُح» الأخيرة في الاتجاه الهابط (أي آخر نقطةٍ ارتفع إليها السعر قبل أن يستأنف هبوطه). وإذا اقترب السعر من هذه المستويات دون أن يتمكَّن من تجاوزها، ثمَّ هبط مجددًا، فهذه إشارةٌ قويَّة على أنَّ هذا التعافي زائف وما هو إلَّا نمط «ارتداد القط الميت». وقد تُساعِد مراقبة نقاط المقاومة هذه على تأكيد النمط.

مؤشِّرات الزخم

يمكن أن تُقدِّم المؤشِّرات الفنية مثل مُؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator أو المُتذبذب الرائع (Awesome Oscillator) دلائل حول وجود «ارتداد القط الميت». إذ قد تُظهِر هذه المؤشِّرات تحسُّنًا طفيفًا فقط أو تبقى ضمن المنطقة الهبوطية (البيعية)، بما يعكس زخمًا صعوديًا ضعيفًا.

ومن المهم إدراك أن هذه المؤشِّرات قد تُظهِر بدورها إشاراتٍ صعوديةً زائفة في بداية الارتداد، مثل قراءةِ تشبُّعٍ بيعي في مُؤشِّر العشوائية (ممَّا قد يوحي بارتدادٍ صاعد بعد هبوطٍ حاد) أو تقاطعٍ صعوديٍّ فوق خطّ الصفر في المُتذبذب الرائع (AO) (وهو ما يُعبِّر ظاهريًا عن تحوُّلٍ مؤقّتٍ في الزخم نحو الصعود). لذا تظهر الفائدة الأبرز لهذه المؤشِّرات في رصد استمرار الاتجاه الهابط، مثل حالة «التباعد الهبوطي الخفي» (أي عندما يُسجِّل السعر قممًا أدنى بينما يُظهِر المؤشِّر قممًا أعلى، في دلالةٍ على ضعف الزخم الصعودي واحتمال استمرار الهبوط).

ولاستكشاف هذه المؤشِّرات واختبارها عبر ما يزيد عن 1,200 أداة تداوُل، يمكنك التوجّه إلى منصّة TickTrader من FXOpen.

الحالة المعنوية السائدة في السوق

عندما تبقى ظروف السوق العامّة والحالة المعنوية السائدة سلبية، أو عندما تفتقر الأخبار التي حفَّزت الارتداد إلى الزخم أو الأهمية الكافية، يكون هذا الارتداد غالبًا مؤقّتًا. ومن المهم النظر إلى الصورة الكليّة وتقييم ما تغيّر فعليًا في الأساسيات الخاصة بالأصل، بدلًا من التفاعل مع حركة تصحيحٍ مؤقّتة لا تعكس تحوّلًا جوهريًا في الاتجاه.

التداوُل وفق نمط «ارتداد القط الميت»: الاستراتيجية

عند رصد المُتداوِل لاحتمال تكوُّن «ارتداد القط الميت»، قد يفكِّر في فتح صفقة بيع بهدف الاستفادة من استمرار الاتجاه الهابط. ونستعرض فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للتداوُل وفق هذا النمط.

ونظرًا لأنَّ الارتداد قد يكون حقيقيًا أحيانًا ويقود إلى تعافٍ سريع، فمن الحكمة انتظار إشارة تأكيد تُرجِّح استعداد الاتجاه الهابط للاستمرار. كما تُتيح هذه المنهجيّة الحذِرة إمكانية تعيين مستوى وقف الخسارة في منطقةٍ مُحدَّدة — تحديدًا فوق قمَّة الارتداد الأخيرة مباشرةً (وهي النقطة الأعلى التي بلغها السعر خلال الارتفاع المؤقّت قبل استئناف الهبوط، وذلك للحدّ من الخسائر المحتملة إذا تجاوز السعر هذا المستوى كان نموذج ارتداد القط الميت زائفًا).

إشارات التداوُل

يراقب المتداولون عادةً كسر آخر قاعٍ تكوَّن خلال حركة الارتداد الصعودي المؤقَّت (فأثناء الارتداد المؤقَّت داخل الاتجاه الهابط، يتحرَّك السعر صعودًا نسبيًا مكوِّنًا قممًا وقيعانًا أعلى لفترة قصيرة)، إذ يُشير هذا الكسر إلى ضعف الارتداد واحتمال استئناف الاتجاه الهابط. وبعبارةٍ أخرى، ينتظرون أن يبدو الاتجاه الصعودي قصير المدى متعثّرًا عبر تكوُّن قاعٍ أدنى. وكما هو موضَّح في مُخطَّط «ارتداد القط الميت» أعلاه، فإنَّ ذلك يُشير إلى أنَّ مستوى الدعم الأخير الذي تشكَّل أثناء الارتداد قد فشل في الصمود أمام ضغط البيع، في دلالةٍ على احتمالية استئناف الاتجاه الهابط.

وإذا فشل السعر في اختراق منطقة مقاومةٍ سابقة، أو مستوى دعمٍ سابقٍ تحوَّل إلى مقاومةٍ بعد الكسر، فقد يُعزِّز ذلك تأكيد استمرار الاتجاه الهابط.

مؤشِّرات الزخم

يمكن الاستعانة بمؤشِّرات الزخم لتأكيد استعداد الاتجاه الهابط لمواصلة مساره.

وتحديدًا، يمكن أن تؤكِّد مؤشِّرات الزخم استمرار الاتجاه الهابط من خلال عدّة إشارات، أبرزها ظهور «تباعد هبوطي خفي» أي عندما يُسجِّل مُؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI) قمّةً أعلى من قمّته السابقة بينما يظلُّ السعر عاجزًا عن تحقيق قممٍ أعلى، أو ظهور حالة «تشبُّعٍ شرائي» على مُؤشِّر RSI، أو فشل المؤشِّر في تجاوز مستوى 50 ضمن إطارٍ زمني أطول قليلًا، إذ تُشير قراءة RSI أدنى من 50 عادةً إلى هيمنة الظروف الهبوطية (البيعية).

وبالنسبة إلى مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)، فقد يُسجِّل المؤشِّر إشارةً هبوطية عندما يتقاطع «خطّ الإشارة» هبوطًا أسفل «خطّ الماكد» الرئيسي (الذي يعكس الفارق بين المتوسطين المتحرِّكين الأسّيين لفترتين مختلفتين، عادةً 12 و26 يومًا) كما قد يُشير استمرار وجود المؤشِّر ضمن المنطقة السالبة أو عجزه عن الخروج منها إلى بقاء الزخم تحت السيطرة البيعية.

أنماط المُخطَّطات وأنماط الشموع اليابانية

  • ظهور أنماط مُخطَّطات هبوطية: إن الكسر الهبوطي لأنماطٍ مثل الوتد الصاعد أو نمط كواسيمودو الهبوطي (نمط انعكاسي يتكوَّن بعد اتجاهٍ صاعد، ويُشير إلى تحوُّل الاتجاه عندما يعود السعر لاختبار مستوى دعمٍ مكسور فيرتدُّ منه هبوطًا بعد أن أصبح مستوى مقاومة) أو المثلث الهابط يُعَدُّ إشارةً تأكيدية على استمرار الحركة هبوطًا.
  • ظهور أنماط شموع يابانية هبوطية: أنماط مثل شمعة الشهاب أو قمة الملقط (Tweezer Top - نمط شموع يابانية انعكاسي هبوطي يتكوَّن عادةً من شمعتين متتاليتين أو أكثر، تتقارب قمَّتاها عند نفس المستوى السعري تقريبًا، ممَّا يدلُّ على رفض السوق لمستوى المقاومة نفسه في أكثر من محاولة، وبالتالي يُشير إلى احتمال انعكاسٍ هبوطيٍ بعد اتجاهٍ صاعد)، أو شمعة ماروبوزو (شمعة طويلة بلا ظلال تشير إلى ضغط بيعي قوي ومستمر دون تردُّد) قد تُعزِّز تأكيد الإشارة الهبوطية وتزيد من موثوقية الصفقة.

تعيين مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح

  • وقف الخسارة: يُعيِّن المُتداوِلون عادةً طلب وقف الخسارة فوق قمَّة «ارتداد القط الميت» مباشرةً للحدّ من الخسائر المحتملة إذا ارتفع السعر على نحوٍ غير متوقَّع.
  • جني الأرباح: نظرًا لاحتمال تشكُّل مرحلةٍ هبوطيةٍ أخرى واضحة، يُفضَّل تعيين طلب جني الأرباح عند مستوى الدعم الرئيسي التالي (إذ يُمثّل هذا المستوى الهدف المنطقي التالي لحركة السعر الهابطة، وغالبًا ما يكون منطقةً قد يبدأ عندها السعر بالارتداد مجددًا، ممَّا يُتيح للمتداول تحقيق أرباحه قبل أي انعكاس محتمل). ومن حيث المبدأ النظري، قد يساعد ذلك المتداولين على تحقيق الأرباح المحتملة قبل أن يجد السوق مستوى دعمٍ جديدًا ويبدأ بالانعكاس.

السرُّ في اعتماد استراتيجية قائمة على دراسة الظروف العامَّة في السوق

خلاصة القول، لا يمكن اعتماد طريقة واحدة ثابتة للتداوُل وفق نمط «ارتداد القط الميت» في مختلف الأسواق أو الأصول. إلَّا أنَّ استخدام هذه العوامل للبحث عن التأكيد والانتظار إلى حين حدوث كسرٍ إضافي قبل دخول الصفقة قد يُساعِد المتداولين على التعامل بفعالية مع هذا النمط.

الأفكار الختامية

يُذكِّرنا نمط «ارتداد القط الميت» بأنَّ ليس كل ارتدادٍ يعني تعافيًا. إنَّ فهم أسبابه، وتأكيد الإشارات عبر تحليلٍ أوسع لظروف السوق، وتطبيق ضوابط صارمة للتحكُّم بالمخاطر، قد يصنع الفارق بين دخولٍ استراتيجي وصفقةٍ خاطئة. ويبقى الصبر والاعتماد على البيانات عاملين مهمَّين عند التعامل مع الأسواق شديدة التقلُّب.

وإذا رغبتَ في التداوُل عبر أكثر من 700 سوق بفروقاتٍ سعريَّة ضيِّقة تبدأ من 0.0 نقطة، ننصحك بفتح حساب لدى منصَّة FXOpen.

الأسئلة الشائعة

ما هو نمط «ارتداد القط الميت» (Dead Cat Bounce)؟

يُشير نمط «ارتداد القط الميت» إلى تعافٍ مؤقَّت في سعر أصلٍ هابط، يعقبه استئنافٌ للاتجاه الهبوطي. وغالبًا ما يُضلِّل هذا الارتداد المتداولين ليوحي بأنَّ السوق أو الأصل في حالة تعافٍ، قبل أن تعاود الأسعار الهبوط مُجددًا.

ما أسباب حدوث «ارتداد القط الميت»؟

هناك عدَّة عوامل قد تؤدِّي إلى نشوء نمط «ارتداد القط الميت»، من بينها تغطية صفقات البيع المفتوحة مُسبقًا في ضوء توقُّع انخفاض السعر، والشراء القائم على المضاربة، وبلوغ مستويات الدعم الفنية (أي وصول السعر إلى منطقةٍ تاريخيةٍ يُتوقَّع عندها ارتفاع الطلب مؤقتًا، ممّا يُسبِّب ارتدادًا تصحيحيًا قصير المدى قبل استئناف الهبوط). وقد تُحفِّز التحسُّنات المؤقّتة في الحالة المعنوية أو الأخبار الإيجابية ذات التأثير المحدود ارتداداتٍ مؤقّتة لا تلبث أن تتلاشى سريعًا.

كيف يمكن للمتداولين رصد نمط «ارتداد القط الميت»؟

يُمكن رصد نمط «ارتداد القط الميت» عبر هبوطٍ حاد يتبعه ارتدادٌ قصير يستعيد أقل من 50% من الهبوط الأوَّلي. ومن الإشارات البارزة، ضعف حجم التداوُل خلال الارتداد الصعودي، والفشل في اختراق مستويات مقاومةٍ مهمَّة، وقراءات زخمٍ ضعيفة على المؤشِّرات الفنية.

هل يُعَدُّ ظهور نمط «ارتداد القط الميت» إشارةً صعودية أم هبوطية؟

يُعَدُّ «ارتداد القط الميت» نمطًا هبوطيًا. فهو يُمثِّل تعافيًا زائفًا قصير المدى ضمن اتجاهٍ هابط، يعقبه استمرارٌ في هبوط السوق.

ما المُدّة التي يستغرقها تكوُّن نمط «ارتداد القط الميت»؟

تختلف المُدّة حسب الإطار الزمني، لكنها تكون قصيرةً عادةً. فعلى المُخطَّط اليومي، قد يستغرق تكوُّن النمط من عدّة أيّام إلى بضعة أسابيع، في حين أنّه على مُخطَّط الخمس دقائق قد يتشكّل خلال بضع ساعات فقط.

كيف يمكن للمتداولين تحليل نمط «ارتداد القط الميت»؟

يُحلِّل المتداولون نمط «ارتداد القط الميت» عبر الجمع بين التحليل الفني والتحليل الأساسي. إذ يبحثون عن هبوطٍ حاد يعقبه ارتدادٌ قصير بحجمٍ ضعيف، ثم استئناف الاتجاه الهابط. وتُساعِد أدواتٌ مثل المتوسِّطات المُتحرِّكة وخطوط الاتجاه ومؤشِّرات الحجم على تأكيد ما إذا كان الارتداد مؤقّتًا لا يُمثِّل انعكاسًا حقيقيًا.

هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.