يُعدُّ مؤشِّر ماكليلان «McClellan Oscillator» من المؤشِّرات واسعة الاستخدام لقياس مدى اتِّساع السوق، ويُساعد المتداولين على تحليل زخم السوق وقوَّة الاتجاه السائد فيه وبالتالي احتمالية استمراره أو انعكاسه. ويرتكز هذا المؤشِّر على العلاقة بين عدد الأسهم الصاعدة والهابطة، مُوفِّرًا رؤى تحليليَّة فريدة تتجاوَز مفاهيم التحليل التقليدية القائمة على تحرُّكات الأسعار فقط. وفي هذا الصدد، نستعرض في مقالنا الأسُس التي يعمل مؤشِّر ماكليلان وفقًا لها، وكيفية تفسير قراءاته، وأوجه تميّزه مقارنةً بأدواتٍ تحليلية أخرى.
والسؤال بدايةً، ما هو مؤشِّر ماكليلان؟

يُصنَّف مؤشِّر ماكليلان كأحد مؤشِّرات مدى اتِّساع السوق (فهو أداة تُقيس مدى مشاركة الأسهم في الاتجاه السائد من خلال مقارنة عدد الأسهم التي ترتفع مقابل تلك التي تنخفض)، ويستخدمه المتداولون لقياس زخم الحركة في مؤشِّرات الأسهم. ويُحتسَب استنادًا إلى ما يُعرف بخط التقدُّم/التراجُع (Advance/Decline Line)، والذي يتتبَّع صافي عدد الأسهم الصاعدة (أي التي ارتفع سعرها) مطروحًا منها عدد الأسهم الهابطة (أي التي انخفض سعرها) خلال فترة زمنية محدَّدة.
ويُعدُّ مؤشِّر ماكليلان المحسوب بناءً على بيانات بورصة نيويورك، والذي يُعرف اختصارًا باسم مؤشِّر NYMO، الصيغة الأكثر شيوعًا واستخدامًا من هذا المؤشِّر. في حين من الممكن تطبيقه على أي مؤشِّر أسهم آخر، من قبيل مؤشِّر داو جونز (Dow Jones) أو مؤشِّرات بورصة ناسداك (Nasdaq) أو مؤشِّر فوتسي 100 (FTSE 100).
وأمَّا عن طريقة عمله، فهي كالآتي: يعتمد المؤشِّر على استخدام متوسِّطَين متحرِّكَين أسِّيَّين (EMAs) لبيانات التقدُّم/التراجُع، أحدهما لفترة 19 يومًا لقياس الاتجاهات السائدة قصيرة المدى، والآخر لفترة 39 يومًا لقياس الاتجاهات السائدة طويلة المدى. ويُمثِّل الفرق بين هذين المتوسطين قيمة مؤشِّر ماكليلان. فإذا كانت القراءة موجبة، فهذا يعني أنَّ عدد الأسهم الصاعدة يفوق عدد الأسهم الهابطة، وهو ما يُشير إلى وجود زخم صعودي. أمَّا إذا كانت القراءة سالبة، فهذا يُشير إلى العكس تمامًا، أي تفوُّق الأسهم الهابطة، وهو ما يعكس حالة معنوية سمتها التشاؤم.
وتكمن فائدة مؤشِّر ماكليلان في قدرته على رصد التغيُّرات في زخم السوق، والتي قد لا تكون واضحة من خلال تتبُّع حركة الأسعار وحدها. فعلى سبيل المثال، حتى وإن بدا أحد مؤشِّرات الأسهم على أنَّه في حالة صعود، فإنَّ انخفاض قراءة مؤشِّر ماكليلان قد تُعدُّ إشارةً إلى أنَّ عددًا أقل من الأسهم يُساهم فعليًا في هذا الاندفاع — وهو ما يُمثِّل علامةً تحذيرية لاحتمال ضعف الاتِّساع الحقيقي في السوق (أي أن المؤشِّر العام قد يكون مدفوعًا بعدد محدود من الأسهم الكبرى فقط – مثل أسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة – بينما باقي السوق لا يواكب هذا الصعود، وهو ما يُشير إلى أن الزخم الصعودي هشّ ومعرّض للانعكاس إذا فقدت تلك الأسهم القيادية دعمها أو بدأت بالتراجُع).
ويُعدُّ هذا المؤشِّر من الأدوات المرنة ذات الاستخدامات الواسعة، إذ يُمكن استخدامه بفعالية عبر أُطُر زمنية مختلفة، إلا أنَّه يحظى بشعبية خاصَّة عند تحليل الاتجاهات السائدة اليومية أو الأسبوعية في السوق (وذلك لأنَّه يُحتسب اعتمادًا على متوسِّطات متحرِّكة أسِّيَّة لفترتين شائعتين هما 19 و39 يومًا، وهما مناسبتان جدًا لتحليل الزخم قصير إلى متوسِّط المدى نسبيًا، ممَّا يجعله أداةً مثاليةً لمتابعة تحرُّكات السوق اليومية والأسبوعية ورصد التحوُّلات السريعة في الزخم قبل أن تنعكس على الأسعار). وعلى الرغم من أنَّه ليس مصمَّمًا لتوفير إشارات دخول أو خروج مباشرةً، إلا أنَّه يُساعد المتداولين على تحديد اللحظات التي تكتسب فيها الأسواق زخمًا قويًا أو تفقد هذا الزخم تدريجيًا.
لنتعرَّف على مفهوم خط التقدُّم/التراجُع
يُعدُّ خط التقدُّم/التراجُع (ويُعرَف اختصارًا باسم خط A/D) مؤشِّرًا لاتِّساع السوق، إذ يتتبَّع الفرق اليومي بين عدد الأسهم التي تُسجِّل ارتفاعًا وعدد تلك التي تُسجِّل انخفاضًا. ويُحتسَب هذا المؤشِّر على نحوٍ تراكمي، بحيث يُضاف صافي نتيجة الفرق لكل يوم إلى المجموع التراكمي من اليوم السابق وهكذا. وبهذا، نحصل على حصيلة تراكميَّة متجدِّدة (أي إجمالي يتغيّر يومًا بعد يوم، حيث يُضاف صافي التقدُّم أو التراجُع اليومي إلى القيمة السابقة) تُجسِّد مدى مشاركة الأسهم في حركة السوق العامَّة، بدلًا من التركيز على تتبُّع أداء عدد محدود من الأسهم الكبرى ذات القيمة السوقية العالية فقط.
وعندما يُظهر هذا الخط (خط التقدُّم/التراجُع) إشارات مُتكرِّرة من القوَّة أو الضعف (أي عند ملاحظة اتجاه صعودي أو هبوطي واضح في الخط ذاته)، فإنَّ مؤشِّر ماكليلان يُضخِّم هذه البيانات (من خلال تطبيق متوسطين متحرِّكين أسيّين يركِّزان على وتيرة التغيُّر في بيانات خط A/D وليس قيمة التغيُّر نفسها)، ممَّا يُسهِّل غالبًا اكتشاف الاتجاهات السائدة الكامنة في مدى اتِّساع السوق (أي الاتجاه «الخفي» الذي يعكس سلوك مُجمل الأسهم في السوق، وليس فقط حركة المؤشِّر العام سواء في سياق صعودي أو هبوطي). وبمعنًى آخر، فإنَّ خط A/D يُوفِّر البيانات الخام دون أي معالجة، في حين يصقل مؤشِّر ماكليلان هذه البيانات ويحوِّلها إلى رؤى تحليليَّة يمكن الاستفادة منها عمليًا.
كيفية احتساب قيم مؤشِّر ماكليلان
تعمل الصيغة الرياضية المُستخدَمَة في احتساب قيم مؤشِّر ماكليلان على تنعيم التقلُّبات اليومية الحادَّة ضمن بيانات خط A/D بكفاءة، ممَّا يُتيح للمتداولين إمكانية التركيز على التحوُّلات الأكبر في زخم السوق.
ونُبيِّن فيما يلي كيفية احتسابه:
- تبدأ العملية باحتساب المتوسِّط المتحرِّك الأسي (EMA) لفترة 19 يومًا لخط التقدُّم/التراجُع (وهو ما يُمثِّل الاتجاه قصير المدى).
- ثم يُحتسَب المتوسِّط المتحرِّك الأسي لفترة 39 يومًا لخط التقدُّم/التراجُع (ويُعبِّر عن الاتجاه طويل المدى).
- بعد ذلك، يُطرَح EMA لفترة 39 يومًا من EMA لفترة 19 يومًا. والناتج هو قيمة مؤشِّر ماكليلان.
وتكون الصيغة الرياضية للعملية ككل على النحو التالي:
- مؤشِّر ماكليلان = المتوسِّط المتحرِّك الأسي لفترة 19 يومًا لخط A/D - المتوسِّط المتحرِّك الأسي لفترة 39 يومًا لخط A/D
وينتج عن هذه العملية خطٌّ بياني يتذبذب حول نقطة محورية (غالبًا الصفر). أمَّا من الناحية العملية، فقد يُطبِّق المتداول مؤشِّر ماكليلان على مؤشِّر S&P 500 ضمن إطار زمني يومي أو أسبوعي، بهدف الحصول على رؤى تحليليَّة تدعم قرارات التداوُل (إذ يُساعد على قياس ما إذا كان الصعود أو الهبوط في S&P 500 ناتجًا عن مشاركة واسعة من الشركات داخله، أم أنَّه مدفوع بأداء عدد قليل من الأسهم الكبرى فقط).
كيفية تفسير قراءات مؤشِّر ماكليلان
- تظهَر القراءات الموجبة عندما يكون EMA لفترة 19 يومًا أعلى من EMA لفترة 39 يومًا، ممَّا يُشير إلى أنَّ الأسهم الصاعدة هي المُهيمنة في السوق، وأن هناك زخمًا صعوديًا.
- أما القراءات السالبة، فتظهَر عندما ينخفض EMA قصير الأجل عن EMA طويل الأجل، وهو ما يُعبِّر عن اتجاه سائد هبوطي، حيث تُسيطر الأسهم الهابطة.
- في حين أن القيم القريبة من الصفر تُشير إلى نوع من التوازن، حيث يكون عدد الأسهم الصاعدة والهابطة متقاربًا إلى حدٍّ كبير.
الإشارات التي يُولِّدها المؤشِّر
يحظى هذا المؤشِّر بشعبية كبيرة نظرًا لقدرته على رصد التحوُّلات في الزخم والاتجاهات السائدة الجديدة المُحتمَلَة في السوق.
ظروف بلوغ مستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي

- عادةً ما تُشير قراءات المُؤشِّر التي تبلغ +100 فأكثر إلى أنَّ السوق في حالة تشبُّع شرائي، حيث يبلغ الزخم الصعودي مرحلة من الامتداد المُفرِط غير المُستدام (تسارعَ بقوّة إلى درجة مُبالغ فيها).
- وعلى العكس، فإن القراءة عند -100 أو أقل تُشير إلى حالة تشبُّع بيعي، مع احتمالية حدوث تعافٍ سعري (ارتداد) قادم.
عبور مستوى الصفر
عندما يعبر المؤشِّر مستوى الصفر صعودًا أو هبوطًا، فإنَّ ذلك قد يُشير إلى تحوُّل في الحالة المعنوية العامَّة في السوق، وغالبًا ما يحرص المتداولون على مراقبة هذه الانتقالات عن كثب.
التباعد

- تحدث التباعُدات الإيجابية عندما يبدأ مؤشِّر ماكليلان بالصعود، في الوقت الذي يُواصل فيه المؤشِّر السعري العام هبوطه، وهو ما يُعدُّ إشارة مبكرة على احتمال انعكاس صعودي قادم.
- أما إذا بدأ المؤشِّر بالانخفاض في الوقت الذي يرتفع فيه المؤشِّر العام، فإنَّ هذا يُسمَّى تباعُدًا سلبيًا، وقد يُنذر بضعف الزخم الصعودي الحالي واحتمالية تراجُعه.
استخدام مؤشِّر ماكليلان بالتزامن مع مؤشِّرات أخرى
يُعَدُّ مؤشِّر ماكليلان أداةً قيِّمة لتحليل مدى اتِّساع السوق، إلا أنَّ موثوقية الرؤى التحليليَّة التي يُقدِّمها تزداد عند دمجه مع مؤشِّرات تحليلية أخرى. فالجمع بينه وبين أدوات تحليلية داعمة قد يُساعد المتداولين على تأكيد الإشارات وتحسين دقَّة التحليل والإلمام بالحالة العامَّة للسوق على نحوٍ أوضح.
مؤشِّر القوة النسبية (RSI)
يُقيس مؤشِّر القوَّة النسبيَّة (RSI)قوَّة وسرعة تحرُّكات الأسعار، ويُحدِّد ظروف التشبُّع الشرائي أو البيعي. ومع تركيز مؤشِّر ماكليلان على مدى اتِّساع السوق، فإنَّ استخدام RSI إلى جانبه قد يُوفِّر طبقة إضافية من التأكيد التحليلي. فعلى سبيل المثال، إذا أظهرت قراءة كلٍّ من RSI ومؤشِّر ماكليلان حالة من التشبُّع الشرائي، فإنَّ ذلك يُعزِّز من احتمال حدوث تراجُع أو تصحيح قريب في السوق.
المتوسطات المُتحرِّكة (Moving Averages)
يُمكن لاستخدام المتوسطات المتحرِّكة سواء البسيطة أو الأسية المُستنِدة إلى بيانات السعر أن يُساهم في تأكيد الاتجاهات السائدة التي يرصدها مؤشِّر ماكليلان. فعلى سبيل المثال، إذا أشار مؤشِّر ماكليلان إلى زخمٍ صعودي، وتزامن ذلك مع اختراق المؤشِّر العام لمتوسطه المتحرِّك صعودًا، فقد يُعدُّ ذلك دلالةً على تحسُّن في ظروف السوق وزيادة احتمالية استمرار الصعود.
مؤشِّرات الحجم (من قبيل مُؤشِّر الحجم التراكمي وفق الاتجاه (OBV))
يُعَدُّ تحليل الحجم أحد العناصر الأساسيَّة في تحليل السوق. وعند دمج مؤشِّر ماكليلان مع مؤشِّرات قائمة على حجم التداوُل، يُمكن حينها تقييم ما إذا كانت إشارات الاتِّساع في السوق مدعومة بمستوى مشاركة قوي من حيث السيولة (أي أنَّ الأسهم المشاركة في الصعود أو الهبوط لا تزداد عددًا فقط، بل تُظهِر أيضًا حجم تداول مرتفعًا)، ممَّا يُعزِّز موثوقية التحوُّلات في الزخم ويُقلِّل من احتمال ظهور إشارات وهميَّة.
مؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands)
يقيس مؤشِّر حدود بولنجر مستوى التقلُّب في السوق، كما يُقدِّم رؤى تحليليَّة حول نطاقات الأسعار المحتملة. وعند دمجه مع مؤشِّر ماكليلان، يُمكن أن يُساعد مؤشِّر حدود بولنجر المتداولين على تقييم ما إذا كانت إشارات اتِّساع السوق تنسجم مع تحرُّكات سعرية يُحتمل أن تكون قد تجاوزت نطاقها الطبيعي (أي أنَّ السعر ابتعد على نحوٍ مفرط عن متوسطه)، ممَّا يُوفِّر زاوية تحليلية إضافية لفهم الحالة العامَّة في السوق وتعزيز دقّة توقُّع التحوُّلات المحتملة.
مؤشِّر التقلُّب (VIX)
يُقيس مؤشِّر التقلُّب (VIX) الحالة المعنوية في السوق ومدى الحذر السائد بين المشاركين. ومن خلال الربط التحليلي التقاطعي (إجراء مقارنة مباشرة بين نتائج مؤشِّرين مختلفين لرصد مدى توافق الإشارات الصادرة عنهما) بينه وبين مؤشِّر ماكليلان، يُمكن التعرُّف على ما إذا كان زخم اتِّساع السوق يتماشى مع التغيُّرات في استعداد المستثمرين العالم لتحمُّل المخاطر، ممَّا يُوفِّر فهمًا أعمق لتحوُّلات الحالة المعنوية.
استكشِف المؤشِّرات آنفة الذكر والمزيد غيرها واستخدمها عمليًا عبر منصَّة TickTrader المجانية من FXOpen.
مقارنة مؤشِّر ماكليلان مع مؤشِّرات مشابهة
يُقدِّم كل من مؤشِّر ماكليلان، ومؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع (McClellan Summation Index)، ومؤشِّر نسبة التقدُّم/التراجُع (Advance/Decline Ratio) رؤى تحليليَّة حول مدى اتِّساع السوق، ولكنها تختلف من حيث زاوية التركيز وطرق الاستخدام.
مؤشِّر ماكليلان مقارنةً بمؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع

كما أشرنا أعلاه، يُقيس مؤشِّر ماكليلان الأساسي الزخم على المدى القصير استنادًا إلى الفرق بين المتوسِّطات المتحرِّكة الأسية لفترتي 19 و39 يومًا لخط التقدُّم/التراجُع (A/D)، في حين يعتمد مؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع منظورًا أطول أمدًا. إذ يُحتسَب كمجموع تراكمي للقيم اليومية لمؤشِّر ماكليلان، ممَّا يُوفِّر نظرة أوسع على الاتجاهات السائدة في السوق.
وبالتالي يُمثِّل مؤشِّر التجميع «الصورة الشاملة» التي تُكمِّل التحليل التفصيلي الدقيق الذي يُقدِّمه المؤشِّر الأساسي. وغالبًا ما يستخدم المتداولون مؤشِّر التجميع لتتبُّع الاتجاهات طويلة المدى وتحديد نقاط التحوُّل الرئيسية، في حين أن مؤشِّر ماكليلان الأساسي يُفضَّل عند مراقبة تحوُّلات الزخم اللحظية وظروف التشبُّع الشرائي أو البيعي.
مؤشِّر ماكليلان مقارنةً بمُؤشِّر نسبة التقدُّم/التراجُع

تُعَدُّ نسبة التقدُّم/التراجُع من المؤشِّرات الأبسط من الناحية الحسابية، إذ تقوم على قسمة عدد الأسهم الصاعدة على عدد الأسهم الهابطة. وعلى الرغم من تقديمها للمحة سريعة عن مدى اتِّساع السوق، إلَّا أنَّها تفتقر إلى العمق التحليلي الذي يُوفِّره مؤشِّر ماكليلان.
إذ يعمل مؤشِّر ماكليلان على صقل بيانات خط A/D الخام باستخدام المتوسطات المتحرِّكة الأسية، بما يُخفِّف من الضجيج (التقلُّبات العشوائية) ويُسهِّل على المتداولين تحديد الاتجاهات المهمَّة وحالات التباعُد بوضوح. في المقابل، تُعدُّ نسبة A/D أكثر استجابة للتغيُّرات اللحظية، وعادةً ما تكون أكثر ملاءمة لإشارات التداول قصيرة المدى خلال اليوم الواحد.
مزايا مؤشِّر ماكليلان وأوجه قصوره
يُعدُّ مؤشِّر ماكليلان أداةً فعَّالة لتحليل مدى اتِّساع السوق، لكن شأنه شأن أي مؤشِّر فني، فإنَّه يتمتَّع ببعض نقاط القوة ونقاط الضعف. وممَّا لا شكَّ به أنَّ الإلمام بكلا الجانبين يُساعد المتداولين على تحديد أفضل السبُل لدمجه ضمن أدوات التحليل الخاصة بهم.
المزايا
- التركيز على مدى اتِّساع السوق: إذ يُقدِّم المؤشِّر صورة أوضح حول عدد الأسهم التي تُشارك فعليًا في الاتجاه السائد، بدلًا من التركيز على أداء عدد محدود من الأسهم الكبرى فقط ضمن المؤشِّر العام، وذلك من خلال تحليل بيانات خط التقدُّم/التراجُع.
- تقديم رؤى تحليليَّة حول الزخم: يُمكِّن المؤشِّر المتداولين من رصد تحوُّلات الزخم قصيرة المدى، ممَّا يُتيح لهم توقُّع نقاط الانعكاس المُحتملة قبل أن تظهر على حركة السعر بوضوح.
- تحديد حالات التباعُد: يتفوَّق هذا المؤشِّر في رصد حالات التباعُد بين مدى اتِّساع السوق وحركة السعر الفعلية (كحالة ارتفاع الأسعار بالتزامن مع تراجُع عدد الأسهم المُشارِكة في هذا الصعود)، وهو ما يُعدّ إشارة مبكرة تُحذِّر من ضعف الاتجاه السائد حاليًا أو احتمال انعكاسه في المستقبل القريب.
- رصد حالات التشبُّع الشرائي أو البيعي: يُوفِّر نطاق المؤشِّر أداةً فعَّالة لتحليل الظروف القصوى (الحالات المُتطرِّفة) في السوق (مثل وصول القراءة إلى +100 أو -100)، وهي مستويات قد تُشكِّل إشارات على احتمالية حدوث تصحيح سعري (في حالة التشبُّع الشرائي) أو تعافٍ (في حالة التشبُّع البيعي) خلال الفترة القريبة.
أوجه القصور
- لا يُعدُّ أداةً قائمةً بحدِّ ذاتها: إذ لا يُستخدَم هذا المؤشِّر عادةً على نحوٍ مستقل، وإنما بالمُشارَكة مع مؤشِّراتٍ أخرى أو ضمن تحليل أوسع، وذلك لأنَّه لا يُقدِّم إشارات مُحدَّدة للدخول أو الخروج من الصفقات.
- إمكانية ظهور إشارات وهمية في الأسواق المتقلِّبة: خلال فترات التقلُّب الشديد أو انخفاض حجم التداول، قد يُصدِر المؤشِّر إشارات مُضلِّلة لا تعكس اتجاهًا حقيقيًا للسوق (وذلك بسبب تغيُّر عدد الأسهم الصاعدة والهابطة عشوائيًا أو على نحوٍ لا يُمثِّل مشاركة فعليَّة واسعة)، ممَّا يجعل فهم الصورة الأشمل للسوق أمرًا بالغ الأهمية عند تفسير إشارات المؤشِّر.
- تركيزه على المدى القصير: فعلى الرغم من فعاليته العالية في تحليل الزخم اللحظي، فإنَّه لا يُوفِّر منظورًا طويل المدى كذلك المتوفِّر في مؤشِّرات مثل مؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع.
الأفكار الختامية
يُعدُّ مؤشِّر ماكليلان أداةً تحليليةً فعَّالة لتحليل مدى اتِّساع السوق، بما يُساعد المتداولين على استخلاص رؤى تحليليَّة حول الزخم الحالي في السوق ورصد تحوُّلاته المحتملة. وعلى الرغم من أنَّه لا يُمثِّل حلًا مُستقلًا بذاته، إلَّا أنَّه يُستخدَم غالبًا ضمن منظومة تحليلية مُتكامِلة مع مؤشِّرات أخرى لتعزيز دقَّة التقييم. وإذا كنتَ ترغب في الاستفادة من هذا المؤشِّر عمليًا، فننصحك بفتح حساب لدى FXOpen، لتتمتَّع بالوصول إلى مئات الأدوات التداولية عبر أربع منصَّات احترافية، وذلك بأقل التكاليف وأوسع الخيارات بوجود ما يزيد عن 700 سوق مُتاح.
الأسئلة الشائعة
ما هو مؤشِّر ماكليلان المحسوب على أساس بيانات بورصة نيويورك (NYMO)؟
يُعدّ مؤشِّر NYMO وهو اختصار لعبارة «New York McClellan Oscillator»، أحد مؤشِّرات مدى اتِّساع السوق، ويعتمد على بيانات عدد الأسهم الصاعدة والهابطة في بورصة نيويورك (NYSE). ويُحتسب هذا المؤشِّر من خلال طرح المتوسِّط المتحرِّك الأسي (EMA) لفترة 39 يومًا من EMA لفترة 19 يومًا لخط التقدُّم/التراجُع، ممَّا يُقدِّم رؤى تحليليَّة حول زخم سوق الأسهم وحالة المشاركين المعنوية.
ما الدلالات التي يُظهرها مؤشِّر ماكليلان؟
يُظهِر مؤشِّر ماكليلان مدى التوازن بين عدد الأسهم الصاعدة والهابطة في السوق. إذ تُشير قيمه الموجبة إلى وجود زخمٍ صعودي، في حين تُمثِّل قيمه السالبة إشارةً لحالة معنوية سمتها التشاؤم في السوق. ويُستخدم المؤشِّر غالبًا لرصد التحوُّلات المحتملة في الزخم أو حالات التباعُد بين مدى اتِّساع السوق والحركة الفعلية للأسعار.
هل من علاقة بين مؤشِّر ماكليلان ومؤشِّر تقارب وتباعد المُتوسِّطات المُتحرِّكة (MACD/الماكد)؟
يُعدُّ كلًا من ماكليلان و ماكد مؤشِّرين مستقلين، إلَّا أنَّ كليهما يستخدم المتوسِّطات المتحرِّكة كأساس رياضي لاحتساب القيم. ففي حين يعدُّ مؤشِّر الماكد مقياسًا لزخم حركة السعر، يُركِّز مؤشِّر ماكليلان على مدى اتِّساع السوق من خلال تحليل خط التقدُّم/التراجُع.
ما هو مؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع (McClellan Summation Indicator)؟
يُعدُّ مؤشِّر ماكليلان القائم على التجميع النسخة التراكمية من مؤشِّر ماكليلان الأساسي. ويُوفِّر هذا المؤشِّر منظورًا أوسع لحركة السوق، إذ يتتبَّع الزخم طويل المدى وقوَّة الاتجاه السائد الإجمالية في السوق.
ما هو مؤشِّر ماكليلان الخاص ببورصة ناسداك (Nasdaq)؟
يُعرَف مؤشِّر ماكليلان المحسوب على بيانات بورصة ناسداك اختصارًا باسم NAMO، ويُطبِّق نفس الصيغة الرياضية المُستخدَمَة في مؤشِّر ماكليلان المحسوب استنادًا إلى بيانات بورصة نيويورك NYMO، ولكن باستخدام بيانات التقدُّم/التراجُع الخاصة ببورصة ناسداك. ويُساعد هذا المؤشِّر المتداولين على تحليل الزخم ومدى اتِّساع السوق في الأسواق المُرتكزة على أسهم التكنولوجيا، من قبيل ناسداك.
هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.