تُعدُّ استراتيجيات التحوُّط أدواتٍ رئيسية يستخدمها المتداولون سعيًا لإدارة المخاطر المُحتمَلَة في الأسواقٍ الديناميكية دائمة التغيُّر، دون التنازُل عن نشاطهم التداولي فيها. إذ يسعى المتداولون إلى تقليل تعرُّضهم لتحرُّكات الأسعار السلبية من خلال تعيين صفقات التداوُل على نحوٍ استراتيجي مدروس، دون التفريط بالفرص المُحتمَلَة. وفي هذا الصدد، نستعرض في مقالنا أساسيات التحوُّط ودوره في التداول، مع أربعة أمثلة على استراتيجيات تحوُّط مُناسبة لسوق الفوركس وعقود الفروقات (CFDs).
ما هو التحوُّط في التداول؟
يُعرَّف التحوُّط في التداول بأنَّه استراتيجية لإدارة المخاطر، وتتضمَّن تعيين صفقات تهدف إلى تعويض الخسائر المُحتمَلَة لاستثمارٍ قائم أصلًا دون الاضطرار إلى إغلاقه. ويُستخدم مفهوم التحوُّط على نطاقٍ واسع في القِطاع المالي لتقليل أثر تقلُّبات السوق، مع الإبقاء على فرص تحقيق العوائد. فالهدف ليس تفادي المخاطر تمامًا، بل إدارتها باستخدام استراتيجيات التحوُّط، أي أنَّ المتداولين يؤمِّنون لأنفسهم قدرًا من الحماية في مواجهة تحرُّكات السوق غير المتوقَّعة.
فما المقصود بصفقات التحوُّط؟ ببساطة، تُعدُّ صفقات التحوُّط استثمارات تُستخدَم كإجراء استباقي لتحقيق التوازن لدى الخوض في الأسواق والاستثمار فيها، وبالتالي تحقيق التوازن من حيث مستوى التعرُّض للمخاطر. فعلى سبيل المثال، قد يعمَد أحد المتداولين المحتفظين بعقد فروقات (CFD) على سهمٍ صاعد إلى فتح صفقة بأصل مُرتبط به (أي أصل مالي يُظهِر تاريخيًا علاقة ارتباط قوية مع السهم الأوَّل، سواء إيجابيًا أو سلبيًا) ويتحرَّك في الاتجاه المعاكس. فإذا انخفضَ سعر السهم، يمكن للعائدات المُحقَّقة من الصفقة المُوازِنَة للمخاطر (أي الصفقة التي أُنشئت خصيصًا لتقليل التعرُّض للخسائر المُحتمَلَة في الصفقة الأصلية) أن تُخفِّف من الأثر الكُلّي للخسارة.
ويُعدّ التحوُّط من الاستراتيجيات الشائعة في تداوُل الفوركس، إذ غالبًا ما يفتح المتداولون صفقاتٍ بأزواج عملات أظهرَت تاريخيًا علاقات ارتباط. فعلى سبيل المثال، لنفترض أنَّ متداولًا يستثمر بزوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) وبالتالي فهو مُعرَّض لمخاطر تقلُّباته، فقد يتحوَّط من هذه المخاطر مُستخدمًا زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي (USD/CAD)، نظرًا لأنَّ هذين الزوجين غالبًا ما يتحركان في اتجاهين متعاكسين. وبالمثل، قد يُقدِم المتداولون في مؤشِّرات الأسهم على تنويع صفقاتهم عبر قِطاعاتٍ اقتصادية أو مناطق جغرافية مختلفة، بهدف توزيع المخاطر وتقليل التعرُّض للتقلُّبات المرتبطة بسوق أو قِطاع بعينه.
وتَجدر الإشارة إلى أنَّ التحوُّط ينطوي على تكاليف، من بينها فروقات الأسعار (السبريد) أو رسوم الاحتفاظ بالصفقات المفتوحة طوال الليل بعد إغلاق الأسواق (رسوم التبييت أو السواب)، ممَّا قد يُقلِّل من العوائد المُحتملة. وبالتالي، لا يعدُّ التحوُّط وسيلةً مضمونةً لتجنُّب الخسائر بالكامل، وإنما منهجية مدروسة للتعامُل مع حالات عدم اليقين في السوق.
لماذا يستخدم المتداولون استراتيجيات التحوُّط؟
قد تساعد العديد من استراتيجيات التحوُّط المتداولين على إدارة تقلُّبات السوق والتكيُّف معها أو حماية قيمة المحفظة الاستثمارية أو تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة وطويلة الأمد.
1. إدارة تقلُّبات السوق والتكيُّف معها
تتسم الأسواق بطبيعتها بدرجة عالية من عدم الاستقرار، وبالتالي قد تكون تغيُّراتها مفاجِئة وغير متوقَّعة، وقد تُؤثِّر تقلُّبات الأسعار المفاجئة حتى على الصفقات المدروسة بعناية. وقد يُسهم التحوُّط من هذا النوع من المخاطر في الحدّ من تأثير التقلُّبات المفاجئة، لا سيَّما خلال فترات الضبابية الشديدة، من قبيل الأحداث الجيوسياسية أو الإعلانات الاقتصادية أو تقارير الأرباح. فعلى سبيل المثال، قد يتحوَّط متداول الفوركس من تحرُّكات أحد أزواج العملات عبر فتح صفقات بأزواجٍ ذات ارتباط سلبي (أي تلك التي تتحرّك عادةً في اتجاهين متعاكسين، بحيث يؤدي ارتفاع أحدهما إلى انخفاض الآخر)، في محاولة للتخفيف من آثار تحرُّكات الأسعار غير المواتية (إذ تُسهم الأرباح المحتملة من الزوج ذي الحركة المعاكسة في تعويض الخسائر المُحتملة الناتجة عن الزوج الأساسي).
2. تحقيق التوازن بين الأهداف طويلة وقصيرة الأمد
يُتيح التحوُّط للمتداولين تنفيذ استراتيجيات على المدى الطويل، دون أن يكونوا معرَّضين للمخاطر قصيرة المدى على نحوٍ كبير. فعلى سبيل المثال، قد يستخدم أحد المتداولين ممَّن يتوقّعون ارتفاع أحد الأصول على المدى الطويل، صفقة تحوُّط لحماية استثماره من التراجعات المؤقَّتة. ويساعد هذا التوازن المتداولين على الاحتفاظ بصفقتهم الأساسية مع تجاوز فترات اضطراب السوق.
3. حماية قيمة المحفظة الاستثمارية
قد تُساعد استراتيجيات التحوُّط المستثمرين على حماية القيمة الإجمالية لمحفظتهم الاستثمارية خلال فترات التصحيحات السوقية أو الاتجاهات الهبوطية. فمن خلال تنويع الصفقات أو استخدام صفقات مُعاكِسَة (مثل فتح مراكز بيع تُوازِن مراكز الشراء، أو الاستثمار في أصول تتحرّك عادةً في اتجاهات متعاكسة)، يُمكنهم التقليل من آثار التراجُعات الحادَّة المُحتملة. فعلى سبيل المثال، قد يُخفِّف بيع عقد فروقات بأحد المؤشِّرات بالتزامن مع الاحتفاظ بصفقات شراء على أسهم فردية من الخسائر التي تطال القِطاع بأكمله.
4. تحسين مرونة اتخاذ القرار
يمنح التحوُّط المتداولين مرونةً في تعديل استراتيجياتهم بما يتماشى مع تغيُّر ظروف السوق. فمن خلال تقليل مخاطر الخسارة، يمكنهم التركيز على تطوير استراتيجيات طويلة الأمد دون الاضطرار لاتخاذ قرارات مُتسرِّعة خلال فترات التقلُّب. ويُعدّ هذا المستوى من التحكُّم أمرًا محوريًا في الحفاظ على أداء تداول مستقر ومتناسق.
استراتيجيات التحوُّط الشائعة في التداول
على الرغم من أن التحوُّط لا يُلغي المخاطر تمامًا، إلّا أنه يُوفِّر طبقة حماية ضد تحرُّكات السوق غير المواتية. ومن الاستراتيجيات الأكثر استخدامًا في التحوُّط، نعرض ما يلي:
1. التحوُّط باستخدام أدوات مالية معروفة بارتباطها
تُعدُّ هذه الاستراتيجية إحدى أبسط تقنيات التحوُّط، وتقوم على تداوُل أصول ذات ارتباط تاريخي معروف (أصول تُظهِر أنماط حركة سعرية متكرِّرة ومُتناسقة في الماضي، بحيث يُمكن توقُّع تحرُّك أحدها استنادًا إلى تحرُّك الآخر). فعادةً ما تتحرَّك الأدوات المالية المرتبطة بانسجام، سواء إيجابي (أي أنَّ الأصلين يتحركان غالبًا في الاتجاه نفسه) أو سلبي (أي أنَّ الأصلين يتحركان غالبًا في اتجاهين متعاكسين)، الأمر الذي يمكن للمتداولين الاستفادة منه لتغطية المخاطر وتعويض شيء من الخسائر.
فعلى سبيل المثال، قد يعمَد أحد المتداولين الذي يحتفظ بصفقة شراء لعقد فروقات بمؤشِّر S&P 500 إلى فتح صفقة بيع على مؤشِّر Nasdaq-100. إذ غالبًا ما يكون هناك ارتباط إيجابي بين هذين المؤشِّرين، بمعنى أنَّ انخفاض S&P 500 قد يتبعه تراجع أيضًا في Nasdaq-100. ومن خلال امتلاك صفقة مُعاكسة على أصل مشابه من حيث اتجاه التقلُّب، من المُحتَمَل أن تعوَّض الخسائر المُتكبَّدة في صفقة ما بالعوائد المُتحقّقة في الصفقة الأخرى (لأنَّ انخفاض المؤشِّر الأول يؤدّي إلى خسارة في صفقة الشراء، لكن في المقابل، الانخفاض نفسه يُحقّق ربحًا في صفقة البيع على المؤشِّر الآخر، ما يُخفِّف من الأثر الإجمالي للتراجع).
وتُطبَّق هذه المنهجية على فئات أصول مُتعدِّدة، من بينها الفوركس. فاعتماد استراتيجية تحوُّط مدروسة في سوق الفوركس قد يُخفِّف من آثار التقلُّبات، لا سيَّما أثناء الأحداث الاقتصادية. لنأخذ زوج اليورو/دولار أمريكي (EUR/USD) مقابل زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي (USD/CAD) على سبيل المثال: إذ غالبًا ما يُظهران علاقة ارتباط سلبية، نظرًا لاشتراك الدولار الأمريكي بينهما. في هذه الحالة، قد يتحوَّط المتداول من مخاطر صفقة شراء بزوج EUR/USD بفتح صفقة شراء بزوج USD/CAD، ممَّا يُقلِّل من التعرُّض لمخاطر التقلُّبات غير المتوقَّعة في قيمة الدولار الأمريكي، سواء صعودًا أو هبوطًا.
ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ التحوُّط القائم على الارتباط يتطلّب مراقبة مستمرة. إذ قد تتغيّر علاقات الارتباط تبعًا لظروف السوق، وفي حال انهيار النمط التاريخي، فقد تتحرَّك الصفقتان معًا بما يعاكس مصلحة المتداول. ويمكن لأدوات مثل مصفوفات الارتباط (جداول تُبيِّن مستوى الارتباط الإحصائي بين كل زوج من الأصول) أن تساعد المتداولين على تحليل العلاقة بين الأصول قبل اعتماد هذه الاستراتيجية.
2. التحوُّط باستخدام الأداة المالية نفسها
يتضمَّن هذا النوع من التحوُّط فتح صفقات مُتعاكسة بنفس الأصل المالي، بما يُتيح إدارة المخاطر دون الاضطرار إلى الخروج من صفقة التداوُل الأصلية. وغالبًا ما يُستخدَم هذا الأسلوب عندما يتوقَّع المتداول تحرُّكات قصيرة المدى بعكس صفقته الأساسية، مع كونه واثقًا بإمكانات الأصل على المدى الطويل.
لنفترض أنَّ متداولًا يحتفظ بصفقة شراء لعقد فروقات بسهم رئيسي مثل Apple. إذ يتوقَّع المتداول ارتفاع السهم على المدى الطويل، لكنه قلق من تقرير أرباح وشيك أو موجة بيع عامَّة قد تُسبب خسائر مؤقَّتة. لذا، ومن باب التحوُّط، يفتح المتداول صفقة بيع على نفس السهم، ليُثبِّت بذلك القيمة الحالية لصفقته. فإذا انخفضَ سعر السهم، قد تُعوِّض صفقة البيع الخسائر المُتكبَّدة في صفقة الشراء، مما يُقلِّل من إجمالي التعرُّض للجانب السلبي (أي مقدار الخسائر التي قد يتكبَّدها المتداول إذا استمرّ سعر السهم في الانخفاض دون وجود صفقة تحوُّط).
وغالبًا ما تكون الصفقة المُعاكسة بحجم يُعادِل الصفقة الأصلية أو أقلّ، وذلك بحسب مستوى تحمُّل المتداول للمخاطر وتوقُّعات السوق. فإذا كان المتداول واثقًا من تحرُّك السعر على المدى القصير، قد يعتمد صفقة تحوُّط بنفس الحجم (لأنَّه يتوقَّع بقدر عالٍ من اليقين أن الاتجاه المعاكس سيقع، لذا يسعى إلى حماية مركزه بالكامل من الخسائر المؤقَّتة)، أما إذا كانت ثقته أقل، فقد يكتفي بتحوُّط جزئي (أي بحجم أصغر من الصفقة الأصلية، لأنَّه لا يريد التخلِّي عن فرص الربح المحتملة إذا لم يحدث السيناريو السلبي المُتوقَّع).
3. التحوُّط حسب القطاع أو السوق في تداوُل المؤشِّرات
عند تداوُل عقود الفروقات على المؤشِّرات، تُنفَّذ آليات التحوُّط من خلال تنويع التعرُّض الاستثماري عبر قِطاعات أو أسواق متنوعة. وتُساعد هذه الاستراتيجية على تقليل أثر المخاطر الخاصَّة بقِطاع معين، مع الحفاظ على التعرُّض الاستثماري للاتجاهات العامَّة في السوق (أي أنَّ المتداول يخفِّف من مخاطر قِطاع معين دون أن يخرج كليًا من السوق، ما يُبقيه مستفيدًا من الاتجاه العام في المؤشر أو السوق ككل).
فعلى سبيل المثال، إذا كان لدى المتداول محفظة استثمارية تحتوي على أسهم تكنولوجية ويتوقَّع تراجعًا قصير الأجل في هذا القِطاع، يمكنه فتح صفقة بيع على مؤشِّر يركِّز على التكنولوجيا مثل Nasdaq-100 لتغطية الخسائر المُحتملة (أي أنَّ الأرباح المُحتملة من صفقة البيع على المؤشِّر التي تتحقَّق إذا انخفضت قيمة المؤشِّر كما هو متوقَّع، يمكن أن تُعوِّض الخسائر الناتجة عن انخفاض أسعار الأسهم التكنولوجية المُحتفَظ بها ضمن المحفظة).
كما يوجد منهجية شائعة أخرى للتحوُّط تتمثَّل في التنويع القائم على الموقع الجغرافي. فالمتداولون ممَّن يستثمرون بمؤشِّراتٍ أوروبية مثل FTSE 100، قد يتحوَّطون من مخاطر هذا الاستثمار بصفقات على مؤشِّرات أمريكية مثل Dow Jones. فقد تؤدّي الفروقات الإقليمية في الأوضاع الاقتصادية إلى ردود فعل مختلفة من الأسواق تجاه الأحداث العالمية، مما يجعل من هذه المنهجية خيارًا عمليًا.
وعند تنفيذ تحوُّط قائم على القِطاع أو السوق، يجدر بالمتداولين أخذ وزن الأسهم الفردية ضمن المؤشِّر، ومدى مساهمتها بالأداء الكلي في الحسبان (أي أنَّ بعض الأسهم تكون ذات وزن نسبي كبير داخل المؤشِّر، ما يعني أن تحرُّكها السعري يُؤثِّر بشكل أكبر على المؤشِّر ككل، وبالتالي على فاعلية استراتيجية التحوُّط). وتُستخدَم هذه الاستراتيجية من قِبل المتداولين ممَّن يمتلكون إلمامًا شاملًا بالعوامل الأساسية المُحرِّكة للمؤشِّرات المعنيَّة (مثل نتائج أرباح الشركات الكبرى المُكوِّنة للمؤشِّر، وسياسات البنوك المركزية، والتقارير الاقتصادية، والظروف الجيوسياسية، والاتجاهات العامَّة للقِطاع).
4. تداوُل أزواج الأسهم
يُعدُّ تداوُل أزواج الأسهم تقنية تحوُّط متقدِّمة، وتقوم على تحديد أصلَين ماليَّين مرتبطَين وفتح صفقتين متعاكستين عليهما. وغالبًا ما يُستخدَم هذا الأسلوب في أسواق الأسهم أو المؤشِّرات، حيث تميل أسهم الشركات ضمن القِطاع نفسه إلى التحرُّك على نحوٍ مترابط.
فعلى سبيل المثال، قد يُحدِّد أحد المتداولين شركتَين تكنولوجيَّتين تتمتعان بمؤشِّرات مالية أساسيَّة متشابهة، بحيث تبدو إحداهما مُقيَّمة بسعرٍ أقل من قيمتها الفعلية وفقًا للمؤشِّرات (أي أنَّ أسهمها في مستوى التشبُّع الشرائي)، بينما تُظهر الأخرى تقييمًا أعلى من قيمتها الفعلية (أي أنَّ أسهمها في مستوى التشبُّع البيعي). في هذه الحالة، يمكن للمتداول أن يفتح صفقة شراء على السهم المُقيَّم بأقل من قيمته، ويقابلها بصفقة بيع على السهم المُقيَّم بأعلى من قيمته (لأنَّ السهم المُقيَّم بأقل من قيمته يُتوقَّع أن يرتفع لاحقًا ليعكس قيمته الفعلية، بينما يُتوقَّع أن ينخفض السهم المُبالغ في تقييمه ليعود لمستواه الطبيعي، ما يُتيح تحقيق ربح من كلتا الصفقتين أو على الأقل التحوُّط من حركة السوق العامَّة). وإذا مرّ القِطاع بتراجُع عام، فقد تُعوِّض الأرباح المُحتملة من صفقة البيع الخسائر المُتكبَّدة في صفقة الشراء (لأنَّه في حالة تراجُع السوق، سيخسر المتداول في صفقة الشراء نظرًا لانخفاض السهم، لكن سيجني أرباحًا من صفقة البيع لأن قيمة السهم المُباع انخفضت أيضًا، ممَّا يُوازن الأثر الإجمالي على المحفظة).
ويتطلَّب تداول الأزواج تحليلًا دقيقًا، يشمل التقييمَين الأساسي والفنّي للأصول المُستهدفة. ورغم أن هذه الاستراتيجية تُوفِّر تحوُّطًا متأصلًا (أي أن عنصر التحوُّط متضمَّن في بنيتها، من خلال الصفقات المتعاكسة على أصلين مرتبطين)، فإنها تنطوي على مخاطر في حال لم يتحقَّق أداء الزوج المُختار كما هو مُتوقَّع، أو إذا تسبَّبت عوامل خارجية في اضطراب علاقة الارتباط بين الأصلَين.
ولأولئك المهتمين باستكشاف ما يزيد عن 700 أصل مالي ضمن عقود الفروقات، واستخدام ما يزيد عن 1200 أداة للتحليل الفني، يمكنكم التوجُّه إلى منصّة TickTrader المجانية من FXOpen.
اعتبارات رئيسية عند تنفيذ استراتيجيات التحوُّط
ما الذي يعنيه التحوُّط من سهم أو أصل مالي آخر؟ لإدراك المفهوم كاملًا، من الضروري الإلمام بعدد من العوامل الأساسية:
- التكاليف: التحوُّط ليس مجانيًا. فقد تتراكم فروقات الأسعار والعمولات ورسوم التبييت، ممَّا يُقلِّص من العوائد المُحتملة. لذا، ينبغي على المتداولين احتساب هذه التكاليف للتأكُّد من جدوى تنفيذ التحوُّط.
- ظروف السوق:لا تُعدُّ استراتيجيات التحوُّط أدوات ثابتة. بل تحتاج إلى تعديل مستمر وفقًا لتغيُّر ظروف السوق، مثل تقلُّبات الأسعار والسيولة والعوامل الاقتصادية الكلية.
- مخاطر الارتباط:لا تُعدُّ جميع علاقات الارتباط بين الأصول ثابتة. فقد تؤدّي تغيُّرات غير متوقَّعة ناجمة عن أحداث أساسيَّة إلى تقليل فعالية استراتيجية التحوُّط.
- التوقيت: يُعدُّ توقيت كل من الصفقة الأساسيَّة وصفقة التحوُّط أمرًا بالغ الأهمية. إذ قد يُؤدِّي التوقيت غير المدروس إلى زيادة الخسائر أو ضياع الفرص المُحتملة.
الأفكار الختامية
تُعَدّ استراتيجيات التحوُّط من الخيارات الشائعة لدى المتداولين الساعين إلى إدارة المخاطر دون التخلِّي عن نشاطهم التداولي في الأسواق. فمن خلال تحقيق التوازن بين الصفقات واستخدام الأدوات المالية المرتبطة أو صفقات التحوُّط الجزئي، يسعى المتداولون إلى مواجهة التقلُّبات بثقة أكبر. إلَّا أنَّ التحوُّط لا يُلغي المخاطر بالكامل، بل يتطلّب تحليلًا وتخطيطًا وتقييمًا مستمرًا.
وإذا كنتَ مستعدًا لاستكشاف استراتيجيات التحوُّط في الفوركس والأسهم والسلع والمؤشِّرات ضمن عقود الفروقات، فبإمكانكَ فتح حساب لدى FXOpen للوصول إلى أربع منصات تداول متقدِّمة، وفروقات أسعار تنافسية، وأكثر من 700 أداة مالية يُمكن استخدامها في التحوُّط.
الأسئلة الشائعة
ما هو التحوُّط في التداول؟
التحوُّط في التداول هو أسلوب لإدارة المخاطر، حيث يعمَد المتداولون إلى فتح صفقات متعاكسة بهدف تقليص الخسائر المُحتملة جرّاء تحرُّكات السوق غير المواتية. فبدلًا من تجنُّب المخاطر تمامًا، يُركِّز أسلوب التحوُّط على إدارتها، بحيث يُقدِّم نوعًا من الحماية مع الحفاظ على التعرُّض الاستثماري للأسواق. فعلى سبيل المثال، قد يعمد متداول يحتفظ بصفقة شراء على أصلٍ معيّن إلى فتح صفقة بيع على أصل آخر يرتبط به، وذلك بهدف تعويض الخسائر المُحتملة أثناء فترات تقلُّب السوق.
ما هي أبرز ثلاث استراتيجيات تحوُّط؟
تشمل أبرز ثلاث استراتيجيات للتحوُّط: التحوُّط باستخدام أدوات مالية معروفة بارتباطها، حيث يفتح المتداول صفقات متعاكسة على أصول تجمعها علاقة ارتباط تاريخية، والتحوُّط باستخدام الأداة نفسها، وذلك عندما يتوقَّع المتداول حدوث حركة قصيرة الأجل تعاكس اتجاه صفقة أصلية فيفتح صفقة في الاتجاه المعاكس، والتحوُّط على مستوى القِطاع أو السوق، حيث يستخدم المتداول المؤشِّرات أو التنويع الجغرافي لتقليل التعرُّض للمخاطر المرتبطة بقِطاعات محدَّدة.
ما هو التحوُّط في أسواق الأسهم؟
التحوُّط في الأسهم يعني فتح صفقات إضافية لتقليل المخاطر المرتبطة بالاحتفاظ بأسهم معيَّنة. وقد يشمل ذلك بيع أسهم ترتبط بحركة الأصل الأساسي (أي تتحرّك معه عادةً وفق علاقة ارتباط تاريخية)، أو التداوُل في مؤشِّرات تُظهر ارتباطًا سلبيًا (أي تتحرّك في اتجاه معاكس لبعضها البعض)، أو اعتماد استراتيجية تنويع استثماري تشمل أسواقًا مختلفة، بهدف تقليل التعرُّض لخسائر ناجمة عن تراجع يطال قِطاعًا بعينه.
كيف يمكن تنفيذ التحوُّط في الأسهم؟
عادةً ما يُنفَّذ التحوُّط في الأسهم من خلال استراتيجيات تشمل بيع أسهم ذات ارتباط قوي بأصول أخرى، أو تنويع الاستثمارات عبر فئات أصول مختلفة (مثل السلع أو السندات)، أو فتح صفقات متعاكسة في مؤشِّرات مرتبطة. والهدف من ذلك هو الحدّ من الخسائر المُحتمَلَة، مع الحفاظ على فرصة الاستفادة من تحرُّكات السوق الإيجابية في الوقت نفسه.
هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.