تُعدُّ المُضاربة السريعة (Scalping – أو السكالبينج) أسلوبًا تداوليًا سريع الوتيرة، يهدف فيه المتداولون إلى الاستفادة من التحرُّكات السعرية الصغيرة التي تحدث خلال أُطر زمنية قصيرة. وغالبًا ما يعتمد هؤلاء المتداولون على المؤشِّرات الفنية لاتخاذ قراراتٍ سريعة. وفي هذا الصدد، يستعرض مقالنا عددًا من أشهر المؤشِّرات المُستخدَمة في استراتيجية المُضاربة السريعة، مع تقديم رؤى تحليليَّة حول كيفية استخدام هذه الأدوات لمساعدة المتداولين على اكتشاف الفرص ضمن الأسواق سريعة الحركة.
لنتعرَّف على المؤشِّرات المُستخدمة في المُضاربة السريعة
كما نعلم جميعًا، تُعدُّ المُضاربة السريعة استراتيجية تداوُل يسعى من خلالها المتداولون إلى استغلال التحرُّكات السعرية الصغيرة عبر تنفيذ عدد كبير من صفقات التداول خلال أُطر زمنية قصيرة، وغالبًا ما تُغلَق هذه الصفقات في غضون دقائق قليلة. وتتطلَّب هذه المنهجية سرعة كبيرة في اتخاذ القرار وتوقيتًا دقيقًا للغاية.
وتُعَدُّ المؤشِّرات الفنية أدوات أساسيَّة في هذا السياق، إذ تُوفِّر بيانات لحظية بالزمن الفعلي، إلى جانب رؤى تحليليَّة حول الاتجاهات السائدة في السوق، والزخم، والتقلُّب السعري. ومن خلال هذه المؤشِّرات، يُمكن للمتداولين تحديد نقاط الدخول والخروج المثالية لصفقات التداول، ممَّا قد يُعزِّز من قدرتهم على الخوض بالسوق في ظل إيقاعها السريع.
ونستعرض فيما يلي خمسة مؤشِّرات رئيسية تُستخدم في المُضاربة السريعة. ستجد هذه المؤشِّرات على منصات التداوُل MT4 وMT5، وكذلك على منصة عرض المخططات وتحليلها TradingView. كما يُمكنك البدء باستخدام أي منها بمنتهى السهولة خلال ثوانٍ عبر منصة التداوُل المجانية TickTrader من FXOpen.
المتوسطات المُتحرِّكة

تُعَدُّ المتوسطات المتحرِّكة (MAs) من أفضل المؤشِّرات المُستخدَمَة في المُضاربة السريعة من وجهة نظر بعض المتداولين، إذ تُسهم في تنعيم حركة السعر (تقليل ما يُسمَّى بالضجيج أو التقلُّبات العشوائية في حركة السعر على المخطط)، الأمر الذي يُساعدهم على تحديد الاتجاه السائد من خلال احتساب المتوسط الحسابي للسعر خلال فترة زمنية محدَّدة. وفي سياق المُضاربة السريعة، حيث تُعتبَر السرعة أمرًا بالغ الأهمية، يمكن لبعض أنواع المتوسطات المتحرِّكة أن تكون ذات فائدة كبيرة بالفعل.
المتوسط المتحرِّك الأسي (EMA)
على عكس المتوسط المتحرِّك البسيط (SMA)، والذي يُخصِّص نفس وزن الترجيح لكل نقطة بيانات بغض النظر عن ترتيبها الزمني (أي أنَّ كل سعر في فترة الاحتساب له نفس التأثير على الناتج النهائي)، فإنَّ المتوسط المتحرِّك الأسي (EMA) يمنح وزنًا ترجيحيًا أكبر للأسعار الحديثة (أي يُعطي أهمية وتأثير أكبر للبيانات الأحدث ضمن الفترة الزمنية)، ممَّا يجعله أكثر حساسيَّة وسريع الاستجابة لتحرُّكات السوق الحالية. وتُعدّ سرعة الاستجابة هذه ميزة مهمَّة لمُتبعي استراتيجية المُضاربة السريعة. فعلى سبيل المثال، يتفاعل المتوسط المتحرِّك الأسي لفترة 9 مع تغيُّرات السعر الأخيرة بسرعة كبيرة، وبذلك يُوفِّر إشارات دقيقة في الوقت المناسب لتحديد نقاط الدخول أو الخروج.
متوسط هال المتحرِّك (HMA)
أُطلِق هذا المؤشِّر على يد المتداول الأسترالي آلان هال (Alan Hull)، ويُعد متوسط هال المتحرِّك (HMA) نسخة مُطوَّرة تُقلِّل من التأخُّر الزمني وتُعزِّز سلاسة ونعومة خط المؤشِّر مقارنةً بالمتوسطات التقليدية. ويُحقِّق ذلك من خلال منح الأسعار الأحدث وزنًا ترجيحيًا أكبر، واستخدام آلية حسابيَّة فريدة من نوعها (يُشبه المتوسط المتحرِّك الأسي من حيث ترجيح الأسعار الأحدث بوزن أكبر، إلَّا أنَّ متوسط هال المتحرِّك يدمج بين متوسطين متحرِّكين مرجَّحين). وتُعتبَر قدرة HMA على تتبُّع حركة السعر عن كثب مع تقليل التأخير الزمني عاملًا يجعل منه أداة قيّمة لمُتبعي استراتيجية المُضاربة السريعة.
كيفية تطبيق المتوسطات المُتحرِّكة في استراتيجية المُضاربة السريعة
● استراتيجية التقاطُع: يستخدم متبعو استراتيجية المُضاربة السريعة في كثير من الأحيان متوسطين متحرِّكين أسيَّين بفترتين زمنيتين مختلفتين لتحديد فرص التداول المُحتملة. وتُعدُّ الطريقة الشائعة هنا استخدام متوسط متحرِّك أسي سريع (مثلًا لفترة 5) ومتوسط متحرِّك أسي أبطأ (مثلًا لفترة 15). فعندما يتقاطع المتوسط المتحرِّك الأسي السريع صعودًا مع المتوسط المتحرِّك الأسي البطيء، قد يُشير ذلك إلى اتجاهٍ سائد صاعد، ويُمثِّل فرصة محتملة للشراء أو إغلاق صفقة بيع مفتوحة. أمَّا عندما يتقاطع المتوسط المتحرِّك الأسي السريع هبوطًا مع المتوسط المتحرِّك الأسي البطيء، فقد يُشير ذلك إلى اتجاهٍ سائد هابط، ويُعدُّ إشارةً للبيع أو لإغلاق صفقة شراء مفتوحة.
● تأكيد الاتجاه السائد: يُمكن استخدام كل من المتوسط المتحرِّك الأسي ومتوسط هال المتحرِّك لتأكيد الاتجاهات التي تُحدِّدها مؤشِّرات أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا كان خط المتوسط المتحرِّك يميلُ صعودًا، فقد يُمثِّل ذلك تأكيدًا على وجود اتجاه صاعد، ممَّا يدعم قرارات الدخول في صفقات شراء. وإذا كان الخط يتَّجه هبوطًا، فقد يُؤكِّد وجود اتجاه هابط، ممَّا يدعم قرارات الدخول في صفقات بيع.
يُمكنك إيجاد هذه المؤشِّرات المُناسِبة لاستراتيجية المُضاربة السريعة عبر منصة TradingView وكذلك عبر منصة TickTrader من FXOpen.
مؤشِّر القوة النسبية (RSI)

يُعَدُّ مؤشِّر القوة النسبية (RSI) من المؤشِّرات المعروفة في استراتيجيات المُضاربة السريعة، وهو يقيس سرعة ومدى تغيُّر حركة السعر، ويتأرجح بين القيمتين 0 و100. وعمومًا يُشير مؤشِّر القوة النسبية الأعلى من 70 إلى بلوغ مستويات التشبُّع الشرائي، في حين تُشير القيم دون 30 إلى بلوغ مستويات التشبُّع البيعي.
وفي استراتيجيات المُضاربة السريعة، يُعدِّل المتداولون عادةً الفترة الزمنية لمؤشِّر القوة النسبية من 14 إلى فتراتٍ أقصر، من قبيل 7 أو 9، بهدف رصد التقلُّبات السعرية السريعة التي تحدث خلال دقائق. ويجعل هذا التعديل مؤشِّر القوة النسبية أكثر حساسيةً تجاه التغيُّرات الحديثة في السعر، ممَّا يوفِّر إشارات أسرع للصفقات السريعة.
كيفية تطبيق مؤشِّر القوة النسبية في استراتيجية المُضاربة السريعة
● رصد مستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي: عندما يتجاوز مؤشِّر القوة النسبية مستوى 70 أو ينخفض تحت 30، يُراقب المتداولون الوضع عن كثب لرصد نقاط انعكاس محتملة في الاتجاه. غير أنَّ مُتبعي استراتيجية المضاربة السريعة قد يُركِّزون على عودة مؤشِّر القوة النسبية إلى النطاق بين 30 و70 باعتباره إشارة مبكِّرة على تغيُّر الزخم.
● مراقبة حالات التباعد: يدرس مُتبعو استراتيجية المضاربة السريعة أيضًا مقدار التباعد بين حركة السعر ومؤشِّر القوة النسبية. فعلى سبيل المثال، إذا سجَّل السعر قمة جديدة دون أن يواكبها مؤشِّر القوة النسبية، فقد يُشير ذلك إلى ضعف في الاتجاه الحالي واحتمالية حدوث انعكاس. ويمكن أن يُمثِّل هذا النوع من التباعد أداة فعَّالة لتوقُّع التحوُّلات السريعة في السوق.
● دراسة المستوى الوسيط (مستوى 50): يُمثِّل مستوى 50 نقطة التوازن في مؤشِّر القوة النسبية، ويُشير إلى حالة التوازن بين المكاسب والخسائر (أي بين عدد أو حجم الشموع الصاعدة والهابطة خلال فترة المؤشِّر، وهو ما يعكس توازنًا بين قوّة المشترين والبائعين دون تفوُّق واضح لأيٍّ من الطرفين). وعندما يتجاوز مؤشِّر القوة النسبية هذا المستوى صعودًا، فقد يُشير ذلك إلى زخم صعودي، بينما قد يُشير انخفاضه أسفل هذا المستوى إلى زخم هبوطي. ويستخدم متبعو استراتيجية المُضاربة السريعة هذا المستوى الوسيط لتقييم الاتجاه السائد في السوق.
مؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands)

يُعَدُّ مؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands) أداة من أدوات التحليل الفني، ويتكوَّن من ثلاثة خطوط: متوسط متحرّك بسيط (SMA) في المنتصف، وحدَّين علوي وسفلي تُحدَّد قيمة كل منهما وفق عدد مُحدَّد من الانحرافات المعيارية عن خط المتوسط المتحرّك البسيط (يُقصد بعدد الانحرافات المعيارية قيمة مُضاعَفة يحدِّدها المتداول ليتم ضربها في "قيمة الانحراف المعياري" الفعلي المُحتَسب، وذلك لرسم الحد العلوي والسفلي حول خط المتوسط). وتتّسع هذه الحدود أو تنكمش حسب تقلُّب السوق، ممَّا يُوفِّر تمثيلًا بصريًا لتقلُّبات الأسعار.
وفي استراتيجيات المُضاربة السريعة، يُعدِّل المتداولون إعدادات مؤشِّر حدود بولنجر لتتلاءم مع أُطر زمنية قصيرة، مثل مخططات الدقيقة الواحدة أو الخمس دقائق، بهدف رصد التحرُّكات السعرية السريعة. ويشمل الإعداد الشائع تعيين فترة (Period) المتوسط المتحرّك البسيط ما بين 7 إلى 10، وتحديد عدد الانحرافات المعيارية (Deviations) ليكون بين 1.5 و2، ممَّا قد يُعزِّز حساسية المؤشِّر للتغيُّرات السريعة في السوق.
كيفية تطبيق مؤشِّر حدود بولنجر في المُضاربة السريعة:
● حالات انضغاط حدود بولنجر: عندما تنكمش الحدود، دلالةً على انخفاض التقلُّب، فإنَّ ذلك يُعدّ إشارة مُبكِّرة لاحتمال حدوث حركة سعرية قوية قادمة. ويراقب مُتبعو استراتيجية المضاربة السريعة حدوث اختراق/كسر لأحد الحدَّين أعلى أو أسفل المتوسط المتحرك البسيط لتحديد فرص الدخول في صفقات تداول.
● إشارات الانعكاس: عند اختراق السعر للحدّ العلوي، فقد يُشير ذلك إلى بلوغ مستويات تشبُّع شرائي، بينما قد يُشير كسر السعر دون الحدّ السفلي إلى بلوغ مستويات تشبُّع بيعي. ويستخدم متبعو استراتيجية المضاربة السريعة هذه الإشارات للتنبؤ بانعكاسات محتملة في حركة السعر.
مؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator)

يُعَدُّ مؤشِّر العشوائيةمؤشِّر زخم يُقارن بين سعر الإغلاق الحالي للأصل ونطاق أسعاره خلال فترة زمنية محدَّدة، وغالبًا ما تكون 14 فترة. ويتكوَّن المؤشِّر من خط %K، والذي يُمثِّل موقع الإغلاق الحالي بالنسبة لنطاق الأسعار المُحدَّد، وخط %D، وهو متوسط متحرّك لخط %K. ويتحرَّك كقياس المؤشِّر بين 0 و100، إذ تُشير القيم فوق 80 إلى بلوغ مستويات التشبُّع شرائي، والقيم تحت 20 إلى بلوغ مستويات التشبُّع بيعي.
وفي المُضاربة السريعة، يُعدِّل المتداولون هذا المؤشِّر إلى إعدادات أقصر مثل 5،3،3 (أي احتساب خط %K على أساس آخر 5 شموع، مع حساب %D كمتوسط متحرّك لخط %K على 3 شموع، إضافة إلى تمهيد أولي على مدى 3 شموع أيضًا) لزيادة حساسيته تجاه التحرُّكات السعرية السريعة. ويساعد هذا التعديل في رصد التقلُّبات السريعة قصيرة المدى ضمن السوق.
كيفية تطبيق مؤشِّر العشوائية في المُضاربة السريعة:
● رصد مستويات التشبُّع الشرائي والتشبُّع البيعي: عندما يتقاطع خط %K مع خط %D داخل مناطق التشبُّع، أي أعلى من مستوى 80 (تشبُّع شرائي) أو أدنى من مستوى 20 (تشبُّع بيعي)، فقد يُشير ذلك إلى انعكاس محتمل في الاتجاه. ويعتمد متبعو استراتيجية المضاربة السريعة على هذه التقاطعات كتنبيهات سريعة تُظهر تحوُّلات في الزخم، ممَّا يُساعدهم على اتخاذ قرارات لحظية في الأسواق المتقلِّبة.
● التقاطعات: إضافةً إلى المناطق المتطرِّفة، يُتابع المتداولون أيضًا التقاطعات بين خط %K وخط %D في مواقع أخرى (غير مناطق التشبُّع)، فمثلًا عندما يتقاطع خط %K صعودًا من أسفل خط %D، فقد يُشير ذلك إلى حركة صعودية وشيكة، والعكس صحيح في حال التقاطع هبوطًا.
● حالات التباعد: إذا سجَّل السعر قمة أو قاعًا جديدًا دون أن يُظهر مؤشِّر العشوائية حركة مماثلة، فقد يُشير ذلك إلى ضعف في الاتجاه السائد، بما يدلّ على انعكاس محتمل.
مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD)

يُعدُّ مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD) أحد أفضل المؤشِّرات المُستخدَمَة في سوق الفوركس، لا سيّما في استراتيجيات المُضاربة السريعة. وهو مؤشِّر زخم يُظهر العلاقة بين متوسطين متحرّكين. ويتكوَّن من خط الماكد (وهو الفرق بين المتوسط المُتحرِّك الأسي لفترة 12 والمتوسط المُتحرِّك الأسي لفترة 26)، وخط الإشارة (وهو المتوسط المُتحرِّك الأسي لفترة 9 مُطبَّقًا على قيم خط الماكد)، بالإضافة إلى مُدرَّج تكراري يُظهر الفارق بين الخطَّين (ارتفاعه فوق مستوى الصفر دلالة على أنَّ خط الماكد تجاوزَ خط الإشارة لأعلى، بما يُمثِّل إشارة على قوة الاتجاه الصاعد، والعكس صحيح).
ويُفضِّل متبعو استراتيجية المضاربة السريعة تعديل هذه الإعدادات إلى 3، 10، و16 على التوالي (أي احتساب خط الماكد كفرق بين المتوسط المُتحرِّك الأسي لفترة 3 والمتوسط المُتحرِّك الأسي لفترة 10، مع تطبيق متوسط أسي لفترة 16 على خط الماكد لتكوين خط الإشارة) لجعل مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة أكثر استجابةً لتحرُّكات الأسعار السريعة.
كيفية تطبيق مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة في المُضاربة السريعة:
● مراقبة التقاطعات: عندما يتقاطع خط الماكد صعودًا مع خط الإشارة، فقد يُشير ذلك إلى زخم صعودي، أمَّا إذا حدث التقاطع هبوطًا، فقد يُشير إلى زخم هبوطي. ويراقب متبعو استراتيجية المضاربة السريعة هذه التقاطعات لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة في السوق.
● تحليل المُدرَّج التكراري: يُمثِّل المدرَّج الفرق بين خط الماكد وخط الإشارة. فكلما اتَّسع المدرج، دلّ ذلك على تصاعد الزخم، وكلما انكمش، دلّ على تراجعه. ويستخدم متبعو استراتيجية المضاربة السريعة هذه التغيرات لتقدير قوّة الزخم في حركة السعر (لتقدير مدى استمرارية واندفاع الحركة السعريّة الحالية).
● حالات التباعد: تحدث حالات التباعد عندما يتحرك السعر في اتجاه، في حين يتحرّك خط الماكد في الاتجاه المعاكس. فعلى سبيل المثال، إذا سجَّل السعر قاعًا جديدًا دون أن يُسجِّل ماكد قاعًا بالتزامن، فقد يُشير ذلك إلى انعكاس صعودي محتمل. ويُراقب متبعو استراتيجية المضاربة السريعة مثل هذه التباعدات للتنبؤ بتحوُّلات في اتجاه السوق.
دمج المؤشِّرات ضمن استراتيجيات المُضاربة السريعة
يُمكن أن يُعزِّز دمج عدَّة مؤشِّرات من فاعلية استراتيجيات المُضاربة السريعة، إذ يُوفِّر ذلك رؤية أشمل لظروف السوق. فكل مؤشِّر يُقدِّم رؤى تحليليَّة خاصة به، ويسهم الجمع بينها في تصفية الإشارات الوهمية الزائفة وتأكيد فرص التداول المحتملة. ونُبيِّن فيما يلي بعض أزواج المؤشِّرات التي يُمكن استخدامها معًا:
● المتوسط المتحرِّك الأسي (EMA) مع مؤشِّر القوة النسبية (RSI):يُمكن استخدام المتوسط المتحرِّك الأسي لتحديد اتجاه الاتجاه السائد، إلى جانب مؤشِّر القوة النسبية لتقييم الزخم، ممَّا يُساعد المتداولين على تأكيد قوة الاتجاه قبل اتخاذ القرار. فعلى سبيل المثال، إذا أشار المتوسط المتحرِّك الأسي إلى اتجاهٍ صاعد وكان مؤشِّر القوة النسبية يتجاوز مستوى 50، فقد يدل ذلك على زخم صعودي قوي.
● مؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands) مع مؤشِّر العشوائية (Stochastic Oscillator): يقيس مؤشِّر حدود بولنجر التقلُّب في السوق، في حين يُحدِّد مؤشِّر العشوائية مناطق التشبُّع الشرائي أو البيعي. وعندما يلامس السعر الحدَّ العلوي أو السفلي في مؤشِّر حدود بولنجر، ويتزامن ذلك مع ظهور إشارات بلوغ مستويات التشبُّع وفق مؤشِّر العشوائية، فقد يُشير ذلك إلى نقاط انعكاس محتملة في السعر.
● مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD) مع مؤشِّر القوة النسبية (RSI): يُسلِّط مؤشِّر الماكد التغيرات في الزخم، بينما يُحدِّد مؤشِّر القوة النسبية مناطق ظروف بلوغ مستويات التشبُّع الشرائي والبيعي. ويساعد استخدامهما معًا في تأكيد نقاط الدخول أو الخروج المحتملة. فعلى سبيل المثال، إذا أظهر مؤشِّر الماكد زخمًا صعوديًا وكان مؤشِّر القوة النسبية في ارتفاع دون أن يصل بعد إلى منطقة التشبُّع الشرائي، فقد يُشير ذلك إلى فرصة للشراء.
التحدِّيات الشائعة عند استخدام المؤشِّرات في المُضاربة السريعة
يُوفِّر استخدام المؤشِّرات في استراتيجيات المُضاربة السريعة رؤى تحليليَّة قيّمة، لكن توجد بعض التحدِّيات التي ينبغي أن يكون المتداولون على دراية بها، نذكر منها:
● الإشارات الوهمية الزائفة: يمكن أن تؤدي التحرُّكات السريعة في السوق إلى توليد إشارات مُضلِّلة تدفع المتداولين لاتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة.
● المُبالغة في التداول: الاعتماد المفرط على المؤشِّرات قصيرة الأجل قد يُؤدِّي إلى تنفيذ عدد كبير من الصفقات، ممَّا يزيد من التكاليف المُترتِّبة على المعاملات.
● التشتُّت مع ضجيج الأسواق: قد تُصعِّب التقلُّبات العالية والتغيُّرات السعرية المتكررة التمييز بين الاتجاهات الحقيقية والضوضاء العشوائية في السوق.
● بطء استجابة بعض المؤشِّرات: قد تتأخر بعض المؤشِّرات في تفاعلها مع حركة السعر، ما يجعل المتداولين يُفوِّتون الفرص المحتملة.
الأفكار الختامية
تتطلّب استراتيجية المُضاربة السريعة اتخاذ قرارات سريعة واستخدام الأدوات المناسبة، ويمكن أن تُساعد مؤشِّرات مثل المتوسط المتحرِّك الأسي ومؤشِّر القوة النسبية ومؤشِّر الماكد المتداولين على الخوض بكفاءة ضمن الأسواق سريعة الحركة. هل وجدت المؤشِّر الأنسب للمُضاربة السريعة والذي يتماشى مع أسلوبكَ التداولي؟ إذًا اتخذ الخطوة وافتح حسابًا لدى FXOpenوتمتَّع بإمكانية الوصول إلى أربع منصات تداول متقدِّمة، وابدأ اليوم في بناء استراتيجيتك الخاصة بالمُضاربة السريعة ضمن بيئة تداول منخفضة التكلفة وسريعة التنفيذ.
الأسئلة الشائعة
ما هي استراتيجية المُضاربة السريعة (السكالبينج) على مخطَّط الدقيقة الواحدة؟
تقوم استراتيجية المضاربة على إطار زمني دقيقة واحدة على تنفيذ صفقات سريعة اعتمادًا على مخطَّط زمني مدته دقيقة واحدة. ويبحث المتداولون في هذه الاستراتيجية عن تحرُّكات سعرية صغيرة، ويدخلون عدَّة صفقات خلال فترة زمنية قصيرة، وغالبًا ما يستخدمون مؤشِّرات شائعة الاستخدام في استراتيجية المُضاربة السريعة مثل المتوسط المتحرِّك الأسي (EMA) أو مؤشِّر القوة النسبية (RSI) للحصول على إشارات سريعة.
ما هي استراتيجية المُضاربة السريعة على مخطَّط الخمس دقائق؟
تُركِّز استراتيجية المضاربة السريعة على إطار زمني خمس دقائق على اقتناص التحرُّكات السعرية قصيرة الأجل ضمن مخطَّط زمني مدته 5 دقائق. وعادةً ما يجمع المتداولون في هذا الأسلوب بين مؤشِّرات الاتجاه والزخم، مثل مؤشِّر تقارب وتباعد المتوسطات المُتحرِّكة (MACD) ومؤشِّر حدود بولنجر (Bollinger Bands)، لاتخاذ قرارات سريعة ومدروسة.
ما هي الأسهم المناسبة للمُضاربة السريعة؟
يعتمد اختيار الأسهم المناسبة على درجة تحمُّل المخاطر لدى المتداول، ونهجه التداولي، وخبرته، والأدوات التي يستخدمها. ولكن من حيث المبدأ النظري، تُعدّ الأسهم التي تتميّز بسيولة مرتفعة وفروقات سعرية (سبريد) ضيقة وحجم تداول يومي كبير، مناسبةً للمُضاربة السريعة. ومن الخيارات الشائعة في هذا السياق أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple (AAPL) وTesla (TSLA)، إذ تتَّسم بتقلُّبات سعرية متكرِّرة. لكنها في الوقت ذاته تنطوي على مخاطر أعلى.
ما هو أفضل إعداد لمؤشِّر المتوسط المتحرِّك الأسي (EMA) في استراتيجيات المُضاربة السريعة؟
ما من إعداد بحدّ ذاته يُعدُّ الأفضل لمؤشِّر المتوسط المتحرِّك الأسي في استراتيجيات المُضاربة السريعة. لكن غالبًا ما يستخدم المتداولون زوجًا من المتوسطات الأسيَّة، مثل 5 أو 9 فترات مع 15 أو 21 فترة، من أجل التفاعل بسرعة مع تغيُّرات السعر. وتُساعد هذه المتوسطات على تحديد نوجُّه الاتجاه السائد والزخم في السوق.
كيف يمكن استخدام مؤشِّر القوة النسبية (RSI) في استراتيجية المُضاربة السريعة؟
في استراتيجيات المُضاربة السريعة، يتمُّ ضبط إعدادات مؤشِّر القوة النسبية على فترات زمنية أقصر، مثل 7 أو 9، للحصول على إشارات سريعة. ويراقب المتداولون عبور مؤشِّر القوة النسبية لمستويات رئيسية (مثل 30 أو 70)، أو ظهوره في حالة تباعد مع حركة السعر على المخطَّط، وذلك لاكتشاف انعكاسات محتملة في الاتجاه.
هذا المقال يعبر فقط عن رأي الشركات التابعة لمجموعة FXOpen، ولا ينبغي تفسيرها أو تأويلها على أنها عرض أو دعوة أو توصية أو نصيحة مالية فيما يتعلق بمنتجات وخدمات الشركات التابعة لمجموعة FXOpen.